تثبيت الهاتف على عجلة القيادة.. خطر جديد

العين – راشد النعيمي
يمثل الانشغال بالهاتف، خلال قيادة المركبة، تحدياً كبيراً للسلامة المرورية وأمان الطرق، فهي عادة قاتلة وخادعة تتسبب في ثوانٍ معدودة بانحراف المركبة بشكل خطِر يؤثر في سلامة السائق والمرافقين والآخرين من مستخدمي الطريق.
ورغم العقوبات والرصد المتواصل وتوقيع المخالفات، فإن السلوك لا يزال موجوداً، وتنصّ مواد قانون السير والمرور الاتحادي رقم (178) لسنة 2017 بشأن قواعد وإجراءات الضبط المرورية على أن الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة باستعمال الهاتف، أو الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة بأي صورة كانت يعاقب بمخالفة قيمتهما 800 درهم و4 نقاط.
ويبدو أن تعلق كثير من السائقين بهواتفهم بلغ حدوداً غير مقبولة والسبب ليس المكالمات والتحدث فقط، ولكن للتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي جعل جهاز الهاتف لا يفارق يد السائق، ويعلقه على عجلة القيادة للنظر إليه مباشرة؛ ليكون شريكاً في الحصول على تشتت انتباه قائد المركبة طول الوقت.
وتتوفر في محال وإكسسوارات الهواتف قواعد جديدة لتثبيت الهاتف على عجلة القيادة مباشرة وهو سلوك خطِر جداً بحسب المهندس محمد العمادي، المتخصص في السيارات، والذي يؤكد أن ذلك مخالف للقوانين، ويشتت انتباه السائق، وأن وضع الجهاز في هذا المكان بالذات يمثل جريمة في حق السائق نفسه، وفي حق مستخدمي الطريق، ويؤدي إلى خسائر في الأرواح.
وأضاف أن هناك علاقة وثيقة بين درجة تركيز السائقين وقدرة السائق على تفادي المخاطر وأخطاء الآخرين، وهي معادلة دقيقة يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار، خاصة أن الأمور تطورت للتفاعل مع وسائل التواصل بمختلف أنواعها، والمشاركة في نقاشاتها أو القيام بالتصوير.
ولفت إلى أن وجود الهاتف على عجلة القيادة مباشرة يتسبّب في مشكلة أكبر من تشتيت السائق؛ لأنه في حال وقوع حادث يؤدي إلى فتح الأكياس الهوائية، وبالتالي قذف الهاتف في وجه السائق مما قد يتسبب في انفجاره وإصابته بإصابات مباشرة في وجهه.
كما ينصح بضرورة اختيار المكان المناسب لتثبيت الهاتف، والذي يجب أن يكون بعيداً عن مجال الرؤية وتشتيت الذهن، وضبط عملية الاستخدام خلال قيادة المركبة، وتقدير أهمية إعطاء الطريق حقه من الانتباه والتفاعل، مع ضرورة أن يعي السائق أنه لا يستطيع، كما يعتقد، أن يجمع بين الطريق والهاتف.