روسيا: لا مفاوضات مع أوكرانيا بعد استهداف كورسك

كبّدت القوات الروسية الجيش الأوكراني المتوغل في كورسك المزيد من الخسائر، البشرية والمادية، وأسَرت جنوداً من قوات النخبة، ولحقت أضرار بجسر ثالث، كما قضت القوات الروسية على 1935 عسكرياً أوكرانيّاً، والسيطرة على محطة للسكك الحديدية، وبلدة ارتيموف في دونيتسك خلال 24 ساعة، في وقت جددت بريطانيا وأالمانيا التزامهما الراسخ بدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية.
فقـــــد أعلنــــت وزارة الدفــــاع الروسية القضــــاء علــــى 330 عسكريــــاً أوكرانياً في مقاطعة كورسك، خلال 24 ساعـــة، حيث ارتفعت حصيلة قتلى قوات كييف هناك إلى 3800 عسكــــــري و54 دبابـــــة، ومئـــــات المدرعات، و5 منصات للدفاع الجوي، و7 راجمات صواريخ.
وصدت القوات الروسية هجمات مجموعات عسكرية أوكرانية على قرى أولغوفكا وروسكويه وتشيركاسكويه بوريتشنويه. كما قضت على تجمعات عسكرية في قرى وبلدات بوركي، وبوغدانوفكا، وفيشنيوفكا، وفيكتوروفكا، وكوسيتســا، وليوبيموفكــــــا، وميلوفـــــــوي، وسناغوست غرب مارتينوفكا، وجنوب شرق كورينيفو في المقاطعــة. ودمرت تجمعـــات عسكرية أوكرانية فـي مناطق باسوفكــا، وفوروجبا، وكروجوك، وميروبولي، ونوفايا سيتش وسادكي في مقاطعة سومي.
وأسرت قوة تابعة لمشاة البحرية الروسية 19 عسكرياً أوكرانيّا قرب بلدة أولغوفكا في مقاطعة كورسك الحدودية، فيما تواصل القوات الروسية تطهير المنطقة.
وأكدت روسيا، أمس الاثنين، أن أوكرانيا استهدفت وألحقت أضراراً بجسر ثالث فوق نهر سيم. وكان قائد القوات الجوية الأوكرانية أعلن أمس الأول الأحد، أن قواته دمرت جسرين في الأيام القليلة الماضية، لإضعاف لوجيستيات العدو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، إن قواته تحقق أهدافها من توغل مستمر منذ أسبوعين في منطقة كورسك الروسية. وقال إن الهجوم على كورسك المتاخمة لشرق أوكرانيا يهدف إلى استقطاع منطقة عازلة، واستنزاف آلة الحرب الروسية.
وأعلنت الدفاع الروسية القضاء على 1935 عسكرياً أوكرانياً، والسيطرة على محطة فييمكا للسكك الحديدية، وبلدة أرتيوموف في جمهورية دونيتسك، وتدميرعشرات الأسلحة الغربية للقوات الأوكرانية خلال 24 ساعة. وتعتبر أرتيوموف إحدى أكبر البلدات في منطقة جيرجينسك، في جمهورية دونيتسك.
وأكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس الاثنين، أن «من الواضح» أن الولايات المتحدة أصدرت الأوامر لهجوم عام 2022 على خطي انابيب نوردستريم. وقال لصحيفة «إزفستيا» في مقابلة «من الواضح أنه لشن هجوم إرهابي كهذا، صدرت أوامر من أعلى الأوساط، وأعلى الأوساط في الغرب بطبيعة الحال هي واشنطن».
والأسبوع الماضي، كشفت تقارير صحفية ألمانية أن التحقيق في عملية تخريب خطّي الأنابيب في بحر البلطيق، يتجه نحو عناصر أوكرانية.
وقالت وكالة الإعلام الروسية، أمس الاثنين، إن روسيا رفعت شكوى لألمانيا بشأن التحقيق الذي تجريه في تفجيرات وقعت في 2022، واستهدفت خطوط أنابيب نورد ستريم، بعد أن فر مشتبه فيه رئيسي قبل اعتقاله في بولندا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أوليج تيابكين، رئيس الإدارة الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن موسكو تعتقد أن التحقيق الألماني سيغلق من دون إعلان المسؤولين عن التفجيرات.
وأكد الكرملين، أمس الاثنين، أنه «لن يتحاور» مع أوكرانيا نظراً إلى هجومها داخل منطقة كورسك الروسية. وقال المساعد في الكرملين يوري أوشاكوف، لمحطة «راشن شوت» عبر تليرام «في المرحلة الراهنة، ونظراً إلى هذه المغامرة، لن نتحاور»، مضيفاً «في الوقت الراهن سيكون من غير المناسب، على الإطلاق، الدخول في عملية تفاوضية».
وقالت الشركة الأوكرانية المشغلة لشبكة الكهرباء ووزارة الطاقة، إن البلاد ستعـــود لقطع التيار الكهربي مجدداً عن بعض العملاء بسبب نقص التوليد جراء الهجمات الروسية على الشبكة، فضلاً عن تزايد الاستهلاك بسبب الطقس الحار.
إلى جانب ذلك، يجري رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، زيارة لروسيا وبيلاروسيا بين 20 و23 أغسطس/ آب للمشاركة في الاجتماع الدوري التاسع والعشرين، بين رئيسي حكومتي الصين وروسيا. وزار الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو الصين مرتين خلال السنة المنصرمة، واعداً أن يكون «شريكاً موثوقا» لبكين.
وأعلنت وزارة الخارجية الهندية، أمس الاثنين، أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سيزور أوكرانيا، بعد أسابيع من تنديد كييف به لمعانقته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة إلى روسيا. ولم تحدد وزارة الخارجية موعداً لـ«الزيارة إلى بولندا وأوكرانيا» لكن وسائل إعلام هندية أوردت أنها قد تجري لاحقاً، هذا الأسبوع.
من جهة اخرى، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن دعم بلاده لأوكرانيا لا يزال راسخاً، رداً على تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أشار فيها إلى أن دعم لندن بدأ يتراجع. وأضاف أن موقف الحكومة لم يتغير بشأن استخدام أوكرانيا لصواريخ (ستورم شادو) بعيدة المدى التي زودتها بها المملكة المتحدة.
من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية، امس الاثنين، «التزامها التام» بتوفير الدعم العسكري لأوكرانيا، رغم نيّتها خفض قيمة النفقات العسكرية التي تخصصها لكييف في عام 2025، وقال المتحدث باسم الحكومة فولفغانغ بوشنر، للصحفيين إنّ «التقارير التي تلمّح إلى أننا نخفّض المساعدات غير دقيقة»، مضيفاً أن ألمانيا «ملتزمة تماماً» بدعم أوكرانيا، «طالما كان ذلك ضرورياً».(وكالات)