عادي

«رمي البيض» لعبة شعبية في الصين تصفها السلطات بـ«القنبلة السامة»

18:36 مساء
قراءة دقيقتين

هانغجو - أ ف ب
ينكب الصينيون في ليالي الصيف الحارة على «رمي البيض»، وهي لعبة ورق شدّة يتزايد عدد ممارسيها بشكل كبير، ما يثير استياء السلطات التي ترى أنها تحدّ من الإنتاجية.
ويمارس اللعبة أربعة أشخاص ضمن فريقَيْن، وعلى كلّ فريق التخلص من أوراقه في أسرع وقت ممكن، من خلال مجموعات تسمى «القنابل».
وتُلفَظ كلمة قنابل بالصينية «دان» بشكل متطابق لكلمة تُتَرجَم إلى «بيضة» التي تدخل في تسمية اللعبة «غواندان» أو «رمي البيض». وتُمارَس «غواندان» في مناطق صينية معيّنة منذ الستينات، لكنّها بدأت منذ العام الماضي فقط تحظى بنجاح محلي، بسبب فرص التدرج الاجتماعي التي توفّرها.
وبحسب وسائل الإعلام، يمارس هذه اللعبة بشكل منتظم أكثر من 140 مليون شخص، هم تحديداً من رجال الأعمال والموظفين الحكوميين وغيرهم ممّن يعتبرون شخصيات ذات نفوذ. وكثّفت الصحافة خلال الأشهر الأخيرة هجماتها على هذه اللعبة، واصفة إيّاها بـ«القنبلة السامة» لعمل ممارسيها.
ويقول تانغ سونغيوان الذي افتتح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نادياً في هانغجو، إنّ «غواندان تتيح لممارسيها التفاعل اجتماعياً».
ويضيف الرجل الستيني وهو يعتمر قبعة، ويرتدي قميصاً أبيض: «عندما نلعب، نشرب الشاي وندردش».
ويقول،: إنّ «التفاعل فيما بيننا ضروري» خلال اللعب، مبدياً عدم اقتناع كبير بنسخات اللعبة عبر الهواتف المحمولة، لاعتباره أنّ التواصل المباشر «معدوم» فيها.
- «هوس»
ويقع ناديه في الطابق العشرين من مبنى يضم نحو مئة عضو، ويتضمّن صالات اللعب.ويصبّ اللاعبون وهم يحملون أوراقهم، تركيزهم على اللعبة. وفوق طاولات اللعب آلات بيضاء صغيرة تتولّى توزيع الأوراق على اللاعبين.
وتقول تشيو زينينغ، وهي لاعبة «مفتونة» باللعبة، ومسجّلة في النادي منذ شهر فقط، إنّ «غواندان مسلّية جداً».
وتعارض وسائل الإعلام الرسمية عامة لعبة «غواندان» التي تصفها بأنّها «غير أخلاقية»، و«خارجة عن الواقع»، وتحدّ من الإنتاجية، في مرحلة يواجه فيها التعافي الاقتصادي صعوبات.
وتقول الصحافة الرسمية بأسلوب ساخر، إنّ «البعض يشير إلى أنّها شكل صحي وفكري من أشكال الترفيه».
وترفض الصحافة، أن تكون هذه اللعبة «الهوس الجديد» للموظفين، أو «مهارة جديدة» تبحث عنها الشركات، أو إدمان بتعبير آخر، لدى الشباب.
وتعتبر صحيفة 'شباب بكين' اليومية، أنّ لعبة «رمي البيض» تستوجب «التنبّه واليقظة».لكن في ناديه، لا يأبه تانغ سونغيوان بكل ما تورده الصحافة الرسمية.
- «لعبة صحية جداً»
ينظّم نادي سونغيوان مسابقات مرتين في الأسبوع، وتدريبات منتظمة جداً. ويعيد موقف الصحافة الرسمية التذكير بالهجمات التي طالت ظاهرة ترك العمل، ومفهوم «تانغبينغ» أو «الاستلقاء على الظهر» الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة في الصين، وأصبح أسلوب حياة لبعض الشباب.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يعارض هذه الظاهرة شخصياً، دعا في السابق الأجيال الشابة إلى تحمّل الصعوبات، في وقت تبقى البطالة عقبة رئيسية أمام النجاح. وتقول تشيو زينينغ، إنّ غواندان «لعبة صحية جداً ونشاط ترفيهي بين الأصدقاء، فمن خلالها نستمتع بالحياة معاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45v4wjhs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"