التباعد الاجتماعي.. أسلوب حياة

02:56 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

دولة الإمارات العربية المتحدة تقتدي بها دول عظمى لمواجهة الأزمات، وتضع تجاربها وخبرتها في مقدمة خططها ودراساتها وتقاريرها لمواجهة مخاطر المستقبل.

تتفق كل القوى العالمية بأن فيروس كورونا المستجد غيّر نمط وأسلوب حياة البشرية، وأجبرها على العزلة والتباعد الاجتماعي.

والدول التي اختارت التدابير الوقائية اللازمة هي الدول التي انتصرت على الفيروس، وهي الدول التي اختار شعبها التباعد الاجتماعي والعزل في الحجر المنزلي والتقيد بالإجراءات الوقائية لمكافحة خطر تفشي الفيروس. فالتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي والحظر على حركة المدنيين سواء جزئياً أو كلياً أصبح الحل الوحيد لمكافحة الفيروس سواء في الدول العظمى المتقدمة أو الدول الأخرى.

تفرض الحكومات الحظر والتباعد الاجتماعي والحجر المنزلي لمكافحة «كوفيد 19» لعدة أسباب، وأهمها أن العالم إلى يومنا هذا لم يكتشف لقاحاً أو دواء فعالاً لمكافحة الفيروس ليكون حاله كحال أي فيروس يطال الإنسان وتتم معالجته فوراً، فإذا اكتُشف هذا النوع الفعال من اللقاح السريع للعلاج، فإن الحياة سوف ترجع مثل سابق عهدها، وإلا فإن أسلوب حياتنا الحالية سوف يبقي على التباعد الاجتماعي، الذي هو الخيار الصحيح والأمثل لحماية أرواح البشرية من الفيروس.

ومن الأسباب الأخرى التي تفرض الدول لأجلها التدابير الصارمة مثل الحجر المنزلي والحظر، وبعضها دخلت شهرها الثالث وهي في حالة فرض للحظر على مواطنيها، هي عدم قدرة القطاع الصحي على استيعاب حالات الإصابات بفيروس كورونا، ما أثر سلباً في الحياة اليومية للمواطنين وتعطيل المؤسسات والدوائر والشركات والقطاعات الحيوية. ونتج عن ذلك هبوط حاد في الاقتصاد المحلي. وأما الدول العظمى التي بالفعل لديها قطاع صحي قوي وتوافر الأسرّة؛ فقد عادت لفتح حدودها الدولية، ورجعت الحياة فيها شبه طبيعية مع التباعد الاجتماعي وعدم الخروج من البيت إلا للضرورة، وفتحت مراكز التسوق والمطاعم والمحلات وغيرها، وهي اليوم في دراسة وتخطيط لفتح السياحة لزوارها.

لا شك أن فيروس كورونا قد كشف للعالم عن حالة القطاع الاقتصادي والصحي لدول العالم، واختلاف الدول في استراتيجياتها في التعامل مع الأزمات، فبعض الدول اختارت الصحة على الاقتصاد لحماية شعوبها، وبعض الدول الاقتصادية القوية اختارت الاقتصاد على شعوبها في بداية أزمة تفشي فيروس كورونا، وهي الآن تعاني التفشي الشديد للوباء وزيادة عدد الإصابات، وبعض الدول التي وضعت استراتيجيات منذ سنوات طويلة وكانت مهيأة لكل الأزمات والظروف، فقد اختارت الصحة والاقتصاد معاً بسبب قوة القطاعين وتوفر العوامل الرئيسية لمواجهة المخاطر والأزمات، ودولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة تقتدي بها دول عظمى في يومنا هذا لمواجهة الأزمات، وتضع تجاربها وخبرتها في مقدمة خططها ودراساتها وتقاريرها لمواجهة مخاطر المستقبل.

التباعد الاجتماعي هو أسلوب حياة جديد سوف يتخذه العالم حال استمرار وجود وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وللأسف في حال عدم وجود لقاح وعدم القضاء على الفيروس، سوف يستمر ذلك لشهور أو ربما لسنوات، وهذا ما لا نتمناه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"