بعض الصحف تكتفى بنقل الخبر، ومنها من يشكل فكراً ويصوغ رأياً ويبني وعياً. وإلى هذه الفئة الثانية تنتمي صحيفة الخليج التي تطفئ شمعتها الخمسين. وقد كانت بحق شمعة تبدد الظلام، ظلام الفكر والوعي.
قد تختلف مع الخليج وقد لا يروق لك توجهها ولكن لا تملــك إلا أن تقر بما بنته من فكر وبما شكلته من وعي خلال الخمسين سنة الفائتة . لقد خطت الخليج لنفسها خطاً مستقلاً تخاطب فيه الجميع بمختلف توجهاتهم وتياراتهم، تكشف من خلاله حقائق، وتنقل عن طريقه صورة الواقع إلى المسؤول كي يعاين المشكلة ويوعز بحلها. وما زلـت أذكر عندما كانت الخليج تمارس دور الصحافة الاستقصائيـة فـي تغطيتها لأحوال المدن والقرى النائية في الوطن، يزور محرروها كل قريــة ويخاطبون سكانها ويصورون واقعها وينقلونه إلى المسؤولين في زمن لم تكن فيها السوشيال ميديا قد ظهرت بعد فكانت الخليج بذلك من أهم أسباب اختفاء مصطلح المدن والقرى.
كانت الخليج نبض الوطن والمواطن ومرصــــداً لهمومـــه ومـــرآة صادقـــة لانطباعاته. تشرفت بالكتابة في الخليج على مدار سنين طويلة، فكتبت فيها ما يقارب ستمئة مقال فـي مختلــف المواضيــع القانونية والاقتصادية حتى ضمت كتابين كاملين.
د. حبيب الملا*
* محامي ومستشار قانوني
