عادي

في أول ظهور له دعماً لبايدن..أوباما يشن هجوماً حاداً على ترامب

23:56 مساء
قراءة 4 دقائق
اوباما

شن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مساء الأربعاء، هجوماً حاداً على دونالد ترامب، وذلك قبل أقل من أسبوعين على مواجهة الرئيس الجمهوري منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر.
وفي أول ظهور له في فعاليات الحملة الانتخابية لبايدن، نائبه حين كان رئيساً، وجه أوباما أكثر الانتقادات حدة لخلفه ترامب. وهاجم بشدة أسلوب ترامب المثير للانقسام وسجله في المكتب البيضاوي وحديثه المتكرر على تويتر عن نظريات المؤامرة.
وقال أوباما في تجمع في فيلادلفيا كبرى مدن بنسلفانيا «لم يُظهر(ترامب) أي اهتمام بالعمل أو مساعدة أي أحد سوى نفسه».
وانتقد أوباما- الذي لا يزال من أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الديمقراطي- ترامب لتعامله مع جائحة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الرئيس نفسه وقع ضحية للفيروس. وقال: «ترامب لن يهُب فجأة لحمايتنا جميعاً.. إنه لا يستطيع حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه».
وندد أوباما بـ«درجة انعدام الكفاءة والتضليل» لدى الإدارة الحالية، معتبراً أن «كثراً كانوا بقوا على قيد الحياة لو قمنا بالأمور الأساسية». وتابع أوباما: «نحن غير قادرين على تحمّل هذا الأمر لأربع سنوات إضافية».
وقال الرئيس السابق إنّ ترامب «غير قادر على أن يأخذ مهامه الرئاسية على محمل الجدّ»، داعياً ناخبي بايدن إلى التصويت بكثافة وعدم «الاكتفاء» بالتقدّم الذي تظهره الاستطلاعات.
وأضاف «أنا لا أبالي باستطلاعات الرأي»، مذكّراً بأنّ هذه الاستطلاعات توقعت في 2016 أن تفوز هيلاري كلينتون بالرئاسة قبل هزيمتها المفاجئة أمام ترامب. وأضاف أنّه يومها «بقي الكثير من الناس في منازلهم، وكانوا كسالى وراضين عن أنفسهم. ليس هذه المرّة! ليس في هذه الانتخابات!».
واعتبر أوباما أن الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في ظلّ رئيس «يكذب يومياً».
وفي إشارة إلى ماضي ترامب كمقدم في تلفزيون الواقع،أضاف أوباما «هذا ليس تلفزيون الواقع. هذا هو الواقع (...) والبقية منّا تعيّن عليها أن تعيش مع عواقب (ترامب) الذي أثبت أنّه غير قادر على أخذ هذه المهمّة على محمل الجدّ». وأضاف «التغريد أثناء مشاهدة التلفزيون لا يحلّ المشاكل».، قال أوباما: «هذا ليس برنامجاً في تلفزيون الواقع. هذا واقع».
وكان أوباما وجه تسجيل فيديو للناخبين الشباب، قال فيه إن «أحد أكثر الأمور إلهاماً هذا العام هو رؤية هذا العدد الكبير من الشبان الأمريكيين ينظّمون بحماسة (معركة) التغيير ويناضلون من أجله».
وتابع أوباما «جيلكم يمكن أن يكون الجيل الذي يخلق في أمريكا واقعاً جديداً أكثر إنصافاً يعامل فيه النظام الجميع بشكل متساو، ويمنح فرصة للجميع». وقال أوباما: «هناك حراك متنام من أجل العدالة والمساواة والتقدّم في عدد كبير من القضايا»، وإن «ذاك الزخم لن يستمر إلا إذا فزنا في الانتخابات». وتابع «أنا أعرف جو أكثر من أي شخص آخر تقريباً»، وأضاف «أنا على ثقة بأنه سيكون رئيساً عظيماً».
وعلى الرغم من تقدم بايدن على ترامب بأربع نقاط مئوية فقط في بنسلفانيا، فقد حذر أوباما الديمقراطيين من القناعة بذلك. وقال «علينا أن نشارك مثلما لم يحدث من قبل.. لا يمكننا أن نترك أي مجال للطعن في هذه الانتخابات».
على الرغم من أن الرئيس الجمهوري أمضى القسم الأكبر من ولايته في محاولة التخلّص من الإرث السياسي لسلفه، إلا أن الرئيس السابق لا يعتبر الانتخابات «مباراة ضغينة مع ترامب»، وفق كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق لأوباما ديفيد آكسلرود. وصرّح آكسلرود لشبكة «سي إن إن»أن أوباما «يرى في الأمر مسألة وجودية للبلاد وللديمقراطية». واعتبر أن توفير الديمقراطيين دعم أوباما الميداني لبايدن حتى هذه المرحلة كان خياراً استراتيجياً. وقال: «كان من الذكاء عدم الإفراط في استغلال» شعبية أوباما، موضحاً أن الديمقراطيين استعملوا ورقة أوباما في «حملات رقمية موجّهة تحديداً لدوائر انتخابية يحتاجون فيها إلى رفع نسب مشاركة الشبان وأصحاب البشرة الملونة».
وفي تعليقات أدلى بها في تجمع مسائي في جاستونيا بولاية كارولينا الشمالية، وهي ولاية حاسمة أخرى تشير استطلاعات الرأي إلى أنها تشهد سباقاً متقارباً، تطرق ترامب إلى أوباما بإيجاز، مشيراً إلى أنه دعم هيلاري كلينتون في مسعاها الخاسر نحو البيت الأبيض. وقال: «لم يساند أحد هيلاري الفاسدة في حملتها الانتخابية أكثر من أوباما، أليس كذلك؟»
وقال ترامب إن القيود المتعلقة بفيروس كورونا تضر باقتصاد الولاية، وشكا من أن الديمقراطيين ووسائل الإعلام منشغلون أكثر من اللازم بالجائحة. وأضاف «كل ما تسمعه هو كوفيد، كوفيد... هذا كل يخرج عنهم لأنهم يريدون إخافة الجميع».
يأتي العد التنازلي ليوم الانتخابات وسط تزايد حالات الإصابة الجديدة بكورونا في البلاد وأعداد من يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب إصابتهم بالمرض في ولايات تنافسية منها كارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن وأوهايو وميشيجان.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية من الناخبين مستاؤون من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع الجائحة التي قال مراراً إنها ستختفي من تلقاء نفسها.
وفي فعالية نظمتها حملة بايدن والديمقراطيون في ولاية تكساس الأربعاء، حث الكثير من الجمهوريين في الولاية زملاءهم من المحافظين على التصويت لصالح بايدن مستشهدين بأزمة كورونا وبشخصية المرشح الديمقراطي. وقال جاكوب مونتي وهو محام جمهوري مختص بشؤون الهجرة استقال من مجلس المستشارين لذوي الأصول اللاتينية في 2016 «هذا ليس قراراً اتخذته باستخفاف. أنا أحب الحزب الجمهوري وأؤيد أغلب مسؤوليه. لكنني أحب بلادي أكثر».
وحتى الآن يتصدر بايدن مسار السباق إلى البيت الأبيض وفقاً لاستطلاعات الرأي على مستوى البلاد.
وأظهر استطلاع لنوايا التصويت أجرته جامعة كوينيبياك نشر الأربعاء تقدّم بايدن في ولاية بنسلفانيا مع نسبة تأييد تبلغ 51 في المئة مقابل 43 في المئة لترامب الذي كان قد فاز في الولاية بفارق ضئيل في انتخابات 2016. كذلك أظهر استطلاع لنوايا التصويت على الصعيد الوطني أجرته الجامعة نفسها أن حظوظ ترامب بالفوز بولاية ثانية ضعيفة.
 لكن جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن حذرت زملاءها ومؤيدي المرشح الديمقراطي من أن السباق متقارب أكثر مما تشير إليه استطلاعات الرأي في 17 ولاية من الولايات التي تعتبرها الحملة حاسمة.
ويعتقد بايدن أن عليه أن يفوز بولاية بنسلفانيا، مسقط رأسه، والتي خسرها الديمقراطيون بفارق ضئيل لصالح ترامب في 2016 لدرجة أنه زارها أكثر من أي ولاية أخرى خلال الحملة.
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"