عادي

«أمريكية الشارقة» تشارك في دراسة لأقدم منظومة بيئية وأكثرها تنوعاً

19:41 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: «الخليج»
 وجدت دراسة جديدة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات لغابات القرم (المانجروف) في منطقة خور البيضاء في أم القيوين، وتعد أكبر مربى لطائر الغاق السوقطري في منطقة الخليج، بأن المنطقة صحية بيئياً ونسبياً لم تتأثر بأي نشاط بشري. وتعد الأكبر والأقدم والأكثر تنوعاً في دولة الامارات، إلا أنه لا يعرف الكثير عنها وعن آثار النشاط البشري عليها. وجاءتهذه الدراسة المتعددة المجالات، نتيجة جهود بحثية مشتركة قامت بها الجامعة، مع كليات التقنية العليا في الشارقة وكلية لندن الجامعية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.
وقالت الدكتورة فاتن سمارة، الأستاذة المشاركة في قسم الأحياء والكيمياء وعلوم البيئة في الجامعة، وعضو الفريق البحثي المشترك، إلى أن الوضع البيئي الحالي لمناطق أشجار القرم ليس معروفاً بالضبط. والنجاح في اجراء دراسة أساسية مرجعية على المنطقة أمر في غاية الأهمية، حتى نضمن عدم تأثرها إلا بنسبة حد أدنى في المستقبل. إن أشجار القرم نظام غابات بيئي استوائي تعيش في المياه الضحلة بالقرب من الشواطئ أو الأراضي المجاورة لها، كما أنها مجموعة من الأنظمة الشديدة التنوع والإنتاجية ذات أهمية خاصة للمجتمع الطبيعي الصحراوي في الخليج العربي، حيث تشكل نقاطًا محلية للتنوع البيولوجي«.
وتؤدي أشجار القرم دوراً محورياً في حماية الشواطئ من ارتفاع مستوى ماء البحر في ظل التغير المناخي العالمي، كما أنها تعمل عمل أحواض للكربون تمنع تسربه إلى الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون. وبما أنها مصدر مهم للتنوع الحيوي في المنطقة، فإن وجود أدلة على قلة تأثرها بالنشط البشري يبعث على الطمأنينة.
وركزت الدراسة على محورين هما نسبة المعادن النزرة ووجود تنوع في فصائل الطحالب. وقالت سمارة:»تظهر نتائج هذه الدراسة ارتفاعاً طفيفاً في مستويات بعض المعادن النزرة مثل الزنك في الماء والألمنيوم والحديد في الرواسب، ولكن يبدو من معايير جودة المياه أنها ضمن النطاقات الطبيعية لهذا الجزء من الخليج. وعادة ما توجد هذه المعادن بشكل طبيعي وبتركيزات منخفضة للغاية، ولكن يمكن أن تتحول إلى خطر على صحة البيئة إذا وجدت بتركيزات عالية، وهو ما يشير غالباً إلى تلوث من صنع الإنسان. ولكن الخبر السار هو أن تركيزات معظم المعادن النزرة منخفضة في خور البيضاء«.
وتعرفت الدراسة إلى 53 نوعاً من فصائل الطحالب في رواسب خور البيضاء، ما يدل على صحة النظام البيئي. وشرحت سمارة»تشكل مجموعات الطحالب هذه، أساس السلسلة الغذائية البحرية، ويعد التنوع الكبير لها علامة مهمة على صحة النظام البيئي، فهذه الطحالب حساسة للتلوث، لذا فإن انخفاض الوفرة أو التنوع قد يشير إلى اضطراب النظام البيئي«.
قام الباحثون بجمع عينات من 8 مناطق مختلفة لتحليلها وقياس إجمالي تركيز المعادن في الماء والرواسب باستخدام مطياف الانبعاث الذري للبلازما المقترنة بالحث الطيفي، وهو أداة تحليلية تستخدم في الكشف عن العناصر الكيميائية.
وقالت سمارة:»توفر مثل هذه الدراسات والتحليلات معلومات عن أي تأثيرات سابقة على أشجار القرم، وتعطي أفكاراً عن كيفية الحفاظ على النظام البيئي. وهناك حاجة إلى المزيد من البحوث في التنوع البيولوجي لأشجار القرم، خاصة أنها مراكز مهمة للتنوع البيولوجي في الخليج، وموئل لمجموعات متنوعة من الطيور والحشرات والقشريات والأسماك، ونحن نتطلع إلى أن نكون في طليعة هذه الأبحاث خلال الأشهر القادمة".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"