عادي

16 عاماً على «تسونامي».. حين وقف الإنسان عاجزاً أمام جبروت الطبيعة

14:38 مساء
قراءة 3 دقائق
تسونامي
تسونامي
تسونامي
تسونامي
تسونامي

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم

كان العالم في السادس والعشرين من ديسمبر عام 2004، على موعد مع إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي أظهرت ضعف الإنسان وعجزه أمام جبروت الطبيعة، حين ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 9.3 درجات على مقياس ريختر، المحيط الهندي قرابة سواحل جزيرة سومطرة أقصى غربي الجزر الإندونيسية الرئيسية، والذي تسبب في موجات تسونامي هائلة حصدت أرواح مئات آلاف الضحايا، وخلَّفت دماراً هائلاً في عدة دول، وكان لإندونيسيا نصيب الأسد من الخسائر البشرية والمادية. «تسونامي إندونيسيا» أو «زلزال المحيط الهندي»، اعتُبر من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث، والأعنف من نوعه على الإطلاق منذ «زلزال آلاسكا العظيم» الذي ضرب ولاية «آلاسكا» الأمريكية عام 1964، وقُدِّرت قوته حينذاك بنحو 9.2 درجات على مقياس ريختر، وفور حدوث الزلزال الذي وقع تحت سطح البحر مقابل سواحل جزيرة سومطرة؛ ارتفع مستوى مياه المحيط عند الشواطئ لتصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب 15 متراً بسبب الكميات الهائلة من المياه القادمة من عَرَض المحيط.

 

موجات هائلة

بعد مرور أقل من نصف ساعة على وقوع الزلزال، اجتاحت موجات هائلة إقليم «آتشيه» الإندونيسي بالقرب من جزيرة سومطرة، ونظراً لقربه من مركز الزلزال، فقد تكبَّد هذا الإقليم الجزء الأكبر من الأضرار، إذ زالت عشرات القرى التابعة له بشكل كامل، ولم يعد لها أي أثر، وقد شهدت المناطق المحيطة بجزيرة سومطرة وحدها مصرع أكثر من 130 ألف شخص، ما عدا باقي مناطق إندونيسيا، أما الحجم الإجمالي للخسائر البشرية في مختلف الدول التي طالتها الكارثة، فبلغ نحو 300 ألف شخص. لم تكن إندونيسيا وحدها، والتي فقدت 170 ألف شخص، على موعد مع الكارثة، إذ حصدت الكارثة أرواح 31 ألفاً في سيرلانكا؛ 16 ألفاً في الهند، 5000 شخص في تايلاند، بحسب ما أعلنت عنه تلك الدول، كما قضى المئات في كلٍّ من بنجلادش، بورما، ماليزيا وجزر المالديف، وقد وصلت موجات تسونامي بعد ذلك إلى سواحل الغرب الإفريقي في كينيا وتنزانيا، وكذلك الصومال، أما الخسائر المادية للكارثة، فمن الصعب حصرها.

 

 

ضحايا من أنحاء العالم

إلى جانب عشرات آلاف الأيتام، وتشرد الملايين، وأيضاً الصدمات النفسية التي تسببت فيها الكارثة؛ فقد حصدت كذلك أرواح مواطنين من عشرات دول العالم؛ لا سيما وأن شواطئ آسيا تعد مزارات سياحية يقصدها السياح من كافة أصقاع الأرض، وتشير التقديرات التي أعلنت عنها دول أوروبية عدة، إلى مقتل الآلاف ممن جاؤوا من بريطانيا، ألمانيا، فنلندا، الدنمارك، السويد، فرنسا، سويسرا وغيرها، بقصد السياحة وقضاء عطلة نهاية السنة؛ فضلاً عن الكارثة التي تعرض لها النظام البيئي، سواء من خلال التلوث بالمواد الكيماوية، أو زوال مساحات من الشعب المرجانية، وغيرها الكثير. دفعت الخسائر البشرية والمادية والنفسية التي تسببت بها الكارثة، دول العالم إلى التكاتف والتعاون بهدف التقليل من آثارها قدر الإمكان، وتسابقت الدول إلى تقديم الدعم للدول الأكثر تضرراً على وجه الخصوص، وتدفقت المساعدات من مختلف أنحاء العالم، وبلغت أكثر من 13 مليار دولار.

 

قوة تدميرية مرعبة

إندونيسيا من أكثر المناطق التي تتعرّض لموجات تسونامي، نظراً لقربها من منطقة نشاط زلزالي وبركاني، وتُسمى هذه المنطقة بـ«الحزام الناري»، وقد قُدِّرت القوة التدميرية لتسونامي بما يعادل 123 مليار طن من مادة TNT شديدة الانفجار، أو بما يفوق حجم الطاقة التي تستهلكها الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام كامل بمقدار 30%، وهذه الطاقة كافية لغلي 10000 لتر من الماء لكل شخص على وجه الأرض، وقُدِّرت قوته أيضاً بما يزيد على قوة إعصار يستمر لمدة 70 يوماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"