عادي

«جلسات التبييض».. تزيل تصبغات الأسنان بشروط

20:55 مساء
قراءة 5 دقائق
1


تحقيق: راندا جرجس
تضيف الابتسامة جمالاً مختلفاً للإنسان، وكلما كانت الأسنان نظيفة وناصعة البياض زاد الإشراق والثقة بالنفس، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يعانى الأشخاص المشكلات السنية التي تؤثر في الشكل الخارجي أو الطبقة الداخلية، ومن أهمها التصبغ والتحول من اللون الطبيعي إلى انتشار البقع البنية على الأسنان، وتتنوع هذه الأسباب وتختلف بحسب عمر المريض ونمط الحياة وأنواع الغذاء، فربما يحدث نتيجة تناول أنواع من الأطعمة أو المشروبات، أو بسبب الإفراط في التدخين، أو التقدم في السن والتدهور في طبقتي المينا والعاج، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية والعوامل الأخرى، وفى السنوات الأخيرة شهد طب الأسنان ثورة في التقدم الطبي في مجالات متعددة، ومنها جلسات التبييض التي تساهم بشكل كبير في التخلص من البقع الداكنة، إلا أنها يمكن أن تؤثر سلباً في صحة الأسنان واللثة، ويحدثنا في السطور القادمة مجموعة من الخبراء والاختصاصيون عن أضرار وفوائد هذه العملية وشروط نجاحها.

تقول الدكتورة رشا عبد الحميد أخصائية التركيبات السنية وزراعة الأسنان إن التبييض هو عملية تفتيح لون الأسنان المتغيرة عن الطبيعي، لتعود نظيفة وصحية، كما يزيد من جمال الابتسامة والشكل الخارجي، حيث إن هذه العملية تعتمد على تغير اللون باستخدام مواد التبييض للأسنان الداخلية، أو الخارجية الظاهرة، وتقوم بتغطية البقع الشديدة بالتيجان أو القشرة،كما يمكن أن توفر نفس الوقت علاجاً أكثر تحفظًا للأسنان المشوهة، وتشمل الطرق الشائعة:
* التبييض الكيميائي في عيادة الطبيب المعالج، عن طريق وضع جل التبييض فوق الأسنان لفترة زمنية معينة.
* تبييض الطاقة الذي يعتمد على تنشيط المادة المبيضة باستخدام شكل خاص من الضوء أو بالليزر.
* تبييض منزلي تحت إشراف طبيب أسنان أو تبييض حيوي باستخدام الواقي الليلي.
* منتجات التبييض المتاحة بسهولة دون وصفة طبية للاستخدام الذاتي مثل معاجين الأسنان المبيضة، وغسول الأسنان.
نتائج مختلفة توضح د.رشا أن فاعلية عملية التبييض تختلف من شخص لآخر، ولا يمكن التنبؤ بمدى نجاحها، ويجب الإشارة إلى أن الأسنان ذات البقع الصفراء أو البنية أسهل في التبييض من الأسنان الرمادية، أما ذات الألوان المتعددة فهي الأصعب، وعادة ما تستغرق وقتًا أطول ولا تكون النتيجة موحدة أو متناغمة، ولضمان نتائج أكثر فاعلية، يجب أن يقوم الطبيب بعمل تنظيف احترافي وتلميع قبل وضع مادة التبييض، وأحيانًا كشط دقيق لبعض الحالات.
وتضيف: للحفاظ على التبييض لمدة أطول يجب اتباع بعض الإرشادات الفورية التي تشمل: تجنب تناول المواد التي تسبب البقع الداكنة مثل الشوكولاتة، الشاي، القهوة، الكاتشب، والخردل، كما يجب الإقلاع عن التدخين وجميع أنواع التبغ في أول 48 ساعة، حيث يمكن أن يتسبب القطران والنيكوتين في تغيير لون الأسنان المُبيضة مرة أخرى.
أسباب متنوعة يذكر الدكتور سريكانث ناركيدامالي طبيب الأسنان أن الشخص يلجأ لتبييض الأسنان بسبب تغيير لونها، الذي ينتج عن مسببات متعددة، نذكر منها:
* تناول كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والشاي والشوكولاتة.
* الاستخدام المطول لبعض أنواع غسول الفم.
* تغير اللون المرتبط بطريقة تشكل السن مثل التكلس الضار أو التسمم بالفلور.
* الأسباب الجينية مثل البورفيريا المولدة لكرات الدم الحمراء الخلقية، وتكوين الجنين غير الكامل، وتولد الأسنان الناقص.
* المعالجة السنية بقناة الجذر، وموت اللب ونخره، وبعض الحشوات، ارتشاف الأسنان.
* تلف العاج الفسيولوجي المرتبط بالعمر بسبب زيادة سمك الانبعاج.
موانع طبية
يشـــــير د.ســــريكانث إلى أن هــــناك العــــديد من العـــوامل التي يمكـــن أن تمـــــنع الأشخاص من الخضوع لعملية تبييض الأسنان، وتنقسم إلى:
* موانع عامة تتثمل في: وجود حساسية من أدوية ومواد التبييض، كما وجدت الأبحاث زيادة حساسية اللثة أثناء فترة الحمل والرضاعة عند السيدات، كما يمنع القيام بهذه العملية للأطفال الأقل من 16 عاماً بسبب حجرات اللب الواسعة في أسنانهم.
* التدخين والاستهلاك المنتظم للأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين، لأنهما مرتبطان بشدة بتغير لون الأسنان، وعلى الرغم من إجراء التبييض بنجاح في هذه الحالات، إلا أن طول عمر النتائج يتأثر بشدة.
* فرط حساسية الأسنان، أو التسوس، عيوب المينا الشديدة، أمراض اللثة والأغشية المخاطية الحادة، أو وجود حشوات أو تيجان، أو ترميم في منطقة التبييض، أو معاناة المريض من مشكلات مفصل الفك السفلي التي تقيد فتح الفم.
مضاعفات ومخاطر تلفت الدكتورة ساندي سمير طبيبة الأسنان والتجميل إلى أن المضاعفات المحتمل حدوثها بعد أجراء عملية التبيض، تتفاوت درجاتها من مريض لآخر، وبشكل عام يمكن أن يعانى الشخص من حساسية في الأسنان، أو يشعر بآلام أثناء جلسة التبيض أو بعدها، ويمكن القضاء على هذه الأعراض بوضع قطعة من المعجون المضاد للحساسية، وإعادة هذه الطريقة كل 5 أو10 دقائق، وفى حال عدم القدرة على احتمال الألم، يمكن أن يضع الطبيب مادة طبية للتخلص من هذه الأعراض، وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها حتى لا يتعرض المريض لأحد هذه المشكلات، كالاتي:
* يمكن أن يؤدى تنظيف وتلميع الأسنان إلى نزول نقاط دم، ولذلك من الأفضل أن يكون أجراء التبيض في يوم آخر لتقليل حدوث الحساسية.
* أثبتت الأبحاث والدراسات أن الحشوات السنية تنكمش بعد التبييض، ما يتسبب في زيادة تسوس وحساسية الأسنان، ولذلك على المريض تغيير أي حشو بعد إجراء الجلسة حتى لا يتأثر السن، وتتخذ جميع الأسنان نفس اللون.
نصائح وقائية توصى د.ساندي بمجموعة من النصائح خلال 3 أو 4 أيام بعد إجراء عملية التبييض، حيث أن مسام الأسنان تكون مفتوحة ومن السهل أن يتغير لون السن غير الطبيعي في هذا الوقت، ويتم ذلك عن طريق تفادي تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على ألوان تؤدى إلى التصبغات الداكنة كالصلصة والشكولاتة والكافين، وعلى المريض أن يتبع النظام الغذائي الأبيض، الذي يتضمن المأكولات الفاتحة فقط، وتجنب استخدام المعجون أو غسول الفم ذات الألوان، والامتناع عن التدخين بكل أنواعه، كما يفضل عدم وضع أحمر الشفاه للسيدات، ومن الأفضل أن يقوم الشخص باستكمال التبييض في المنزل باستخدام مادة تحت أشراف الطبيب المعالج، لتساعد على ثبات اللون ورفع درجة التبيض، ويمكن أن تعاد الجلسة الأخرى بعد مرور 3 أو 4 أشهر.

غسول الفم

على الرغم من الاستخدامات والفوائد المتعددة لغسول الفم، كالتخلص من بواقي الطعام العالقة بالأسنان، وبالتالي عدم انبعاث الرائحة الكريهة التي تسببها البكتيريا وتعقيم الداخل، وتنشيط الأنسجة الحيوية، ويعالج التهابات اللثة والقرح، وجفاف الفم، إلا أنه يتسبب في تصبغ الأسنان وتغيير لونها الطبيعي وشكل الابتسامة، وبالتالي الحاجة إلى إجراء جلسات التبييض، كما أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن الاستعمال المستمر للغسول يرفع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة مثل داء السكرى وزيادة الوزن المفرطة، ويرجع ذلك إلى أنه يكافح البكتريا النافعة والضارة معاً، ما يسبب عدم التوازن في عمل آلية الدم والهرمونات وبعض الأعضاء الحيوية في الجسم، كما يرجح ارتباط تلك السوائل بأمراض القلب والشرايين وسرطان الفم والحنجرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"