جراحات القلب

أمراض القلب والأوعية الدموية، تتسبب بأكثر من 30% من إجمالي الوفيات في إمارة أبوظبي، وأكثر من 25% من إجمالي الوفيات في الدولة، وبالتالي هي السبب الأول للوفيات، ما يعكس حجم المشكلة وانتشارها والعبء الكبير الذي تتسبب به، سواء لجهة معاناة المرضى وذويهم، أو الضغط على الخدمات الصحية، بما تسببه من مضاعفات.
جراحة القلب المفتوح للأطفال التي تم تدشينها مؤخراً في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في إمارة الشارقة، خطوة مهمة لجهة التعامل السليم والصحيح مع الأمراض القلبية، وعلاجها في الوقت المناسب بين الأطفال، دون تأخير لتجنب حدوث المضاعفات، وتشكل هذه الخدمة إلى جانب جراحات القلب المفتوح للكبار الموجودة منذ سنوات في الشارقة، منظومة صحية متطورة، ونموذجاً يحتذى لعلاج الأمراض القلبية.
أكثر من 25% من السكان يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية، و31% من سكان الإمارات يعانون ضغط الدم المرتفع، وتصل النسبة إلى أكثر من 50% لدى الفئات العمرية التي تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، فهي مشكلة صحية كبيرة، تتطلب جهوداً وتعاوناً من كافة القطاعات للتصدي لها والحد منها.
50 % من مرضى القلب في الدولة يحتاجون إلى تدخل سواء جراحي أو عن طريق القسطرة، وبالتالي فإن آلاف المرضى يحتاجون سنوياً إلى عمليات قلب مفتوح وعمليات قسطرة قلبية، للحد من المضاعفات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والتخفيف من معاناة المرضى.
أكثر من 75% من الأزمات القلبية والسكتات التي تحدث في سن مبكرة، كامتداد للأمراض القلبية والأوعية الدموية، ما يؤكد أهمية وجود استراتيجية وقائية متكاملة للوقاية من الأمراض القلبية، والحد منها على مستوى الدولة، وبمشاركة جميع الجهات بلا استثناء، بحيث تراعي إلزامية ممارسة الرياضة من خلال التوسع في إنشاء الملاعب في الأماكن العامة، ومواصلة جهود الحد من انتشار التدخين، والابتعاد عن الوجبات السريعة في ظل تزايد انتشارها.
الاستراتيجية الوقائية المطلوب تطويرها بشكل مستمر، والتوسع فيها، يجب أن تراعي الحد من انتشار مقاهي الشيشة، وإنشاء أندية شبه مجانية، لإتاحة المجال أمام كافة فئات المجتمع لممارسة مختلف التمارين، باستخدام الأجهزة المتطورة، على أن تسهم القطاعات الصحية بما فيها شركات التأمين الصحي في إنشائها، وهذا سيوفر عليها عشرات الملايين من الدراهم التي تنفقها على علاج أمراض القلب، إذ تتراوح تكلفة العملية الواحدة من 50 ألفاً إلى 200 ألف درهم.