السيسي: مصر حريصة على إخراج لبنان من معاناته

القاهرة: «الخليج»
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً من خلال قيام كافة القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية، مشدداً، خلال استقباله، أمس الأربعاء، سعد الحريري، المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، على ضرورة تسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني، فيما شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على أن انقاذ لبنان يعد الأولوية في هذه المرحلة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن السيسي أكد، خلال اللقاء، الذي حضره سامح شكري، وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، على موقف مصر الثابت تجاه تعزيز أواصر التعاون الوثيقة مع لبنان، مشدداً على استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لاسيما التداعيات التي خلفها حادث انفجار مرفأ بيروت، وجائحة فيروس كورونا.
وأكد الحريري اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة، التي تربط مصر ولبنان، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معرباً عن تقديره للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، خاصةً من خلال تقديم كافة أشكال العون والمساعدات، في أعقاب تداعيات حادث مرفأ بيروت، وكذلك كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار في المنطقة العربية ككل، مشيداً بالتجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، ومعتبراً أنها نموذج يحتذى في دول المنطقة. وأشاد الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد، في ظل استمرار التحديات الصعبة، التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني.
وفي لقاء لاحق، أكد شكري على موقف مصر الثابت من دعم أمن واستقرار لبنان الشقيق، ومساندة مساعيه الرامية إلى تجاوز التحديات الراهنة، بما يُحقق تطلعات لبنان في تحقيق الاستقرار ودفع عجلة التنمية، وصون مقدرات شعبه الشقيق.
من جهة أخرى، ناشد أبو الغيط كافة الأطياف السياسية تنحية الخلافات ومنطق المحاصصة الضيق جانباً، وإعلاء مصلحة الوطن، وتقديم المواءمات اللازمة لإنجاح رئيس الوزراء المكلف في تأليف حكومة من الاختصاصيين، تكون مهمتها إنقاذية في المقام الأول، وبما يعبد الطريق أمام أصدقاء لبنان في المجتمعين العربي والدولي لتقديم الدعم الضروري لانتشال البلد من أزمته. وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة إن أبو الغيط أكد للحريري أن الجامعة تواكب لبنان في هذا المخاض الصعب، كما فعلت في محطات مفصلية سابقة في تاريخه الحديث، مجدداً فى الوقت نفسه وقوف الجامعة إلى جوار لبنان خاصة في ضوء ما يواجهه الشعب اللبناني من معاناة غير مسبوقة، من جراء حالة الشلل السياسي والتدهور الاقتصادي التي يعاني منها البلد والتي تظهر أعراضها بشكل متزايد، على نحو ما حدث في طرابلس مؤخراً، مشيراً إلى أن الشعب يتوقع من القيادات اللبنانية أن تجتمع على كلمة سواء لخدمة مصالحه، متمنياً للرئيس المكلف بالتوفيق في المهمة الموكلة اليه في أقرب الآجال.