عادي

فيرما: توثيق جهود أبطال «التعقيم الوطني» تحد كبير

23:32 مساء
قراءة 7 دقائق
1
1
1


الشارقة: زكية كردي
يشارك أشوك فيرما المصور المقيم في الإمارات بمجموعة من أعماله في معرض «الإمارات تحارب كوفيد -19» ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في مركز «إكسبو الشارقة».
وخلال حملة التعقيم الوطني التي انطلقت في 28 مارس الماضي كإجراء احترازي لوقف انتشار فيروس «كورونا» على أرض الإمارات، استطاع فيرما توثيق هذه المواجهة ضمن مجموعة من الصور. وحاول فيرما من خلال المعرض تقديم القصة البصرية لمعركة حماية الجنس البشري من عدو غامض ومجهول، وتوضيح كيف يمكن أن تتكاتف العديد من المؤسسات والجهات للتصدي لفيروس فتاك.
وتحدث عن تفاصيل توثيق عدسته جهود أبطال عمليات التعقيم الوطني التي أجرتها بلدية الشارقة بالتعاون مع شرطة الشارقة في مواقع مختلفة من الإمارة، وقال: كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي أن أغطي حدثاً بهذا الحجم، حدثاً لم يشهد التاريخ البشري مثيلاً له، كان جزءاً مني أنا على استعداد ومتحمس للتصوير، والجزء الآخر منشغل بتشكيل تخيل مسبق حول نوعية الصور التي يمكنني التقاطها. وذكر في تفاصيل روايته لهذه التجربة بعض الأمور الصغيرة التي عايشها في اليومين الأول والثالث من حملة التعقيم؛ إذ كانت تنطلق الحملة في التاسعة مساءً، وكانت الجهات المسؤولة تطلب من الأشخاص التزام منازلهم من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً لتسهيل عملية التعقيم، ليبدأ العمل في الشوارع الخالية تماماً، إلا من هؤلاء الأبطال الذين حاولوا التصدي لعدو خفي، منتشرين في الشوارع بأسلحة التعقيم التي كانت رمزاً لهذه المرحلة.

روبن هاموند: الصورة قادرة على تغيير حياة الناس

الصورة
1

أكد المصور العالمي روبن هاموند، أن بعض الصور لديها القدرة على تغيير نظرة العالم إلى القضايا المجتمعية الملحة، مما يجعل التصوير «المهمة غير السهلة». جاء ذلك خلال تقديمه لجلسة «مُدانون – الصحة العقلية في الدول التي تعاني أزمة»، ضمن فعاليات المهرجان.

استعرض هاموند مسيرته المهنية، وأبرز المشاريع التي عمل عليها، واستطاع من خلالها تسليط الضوء على شريحة من الناس يعانون مشكلات في صحتهم العقليّة، وما يتعرضون له من معاملة قاسية، خاصة في بعض الدول التي تعاني أزمات وحروباً وفقراً.
واستهل هاموند الجلسة بالإضاءة على الهدف من التصوير ومدى قدرته على إحداث التغيير، وقال: «في 2011 طلب مني التوجه إلى جنوب السودان، من أجل تغطية عملية الاستفتاء على حق تقرير المصير، والذي جاء بعد صراع طويل أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح أعداد كبيرة من السكان نحو مناطق أخرى. وخلال تواجدي هناك لفتت نظري فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تتسول على جانب الطريق، حينها سألت السائق عما يقدمه البلد من دعم للمصابين بأمراض عقلية وإعاقات ذهنية، فكانت إجابته بأنهم يودعون أحد السجون، فطلبت منه اصطحابي إلى المكان، حيث عثرت هناك على عشرات الأشخاص وقد قيدوا بالسلاسل، وبعضهم يمكث في زنازين تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويعيشون جميعاً أوضاعاً صعبة، وذنبهم الوحيد أنهم يعانون إعاقات ذهنية».
وتابع: «تلك المشاهد كانت كفيلة بدعوتي للعمل على تقديم المساعدة لهذه الشريحة، من خلال توثيق قصص حول الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية في مجموعة من الدول». وأكد أن التجربة التي مر بها في جنوب السودان، دعته إلى تخصيص حياته لتوثيق معاناة أولئك الذين يعانون مشكلات في الصحة العقلية.
وتطرق هاموند خلال الجلسة إلى الكثير من المشاريع التي رصد من خلالها أيضاً أوضاع الروهينجا، وتوقف عند أهمية نشر مثل هذه القصص على وسائل التواصل. وقال:«نشر الصور سيسهم بلا شك في إحداث تغيير على حياة هؤلاء الناس، وسيحسن من أوضاعهم المعيشية، كما يؤدي إلى إجبار المنظمات الدولية على التفاعل مع هذه القضايا والتحرك من أجل وضع حد لبعض الممارسات التي تقوم بها الدول والمجتمعات والتي قد تكون نابعة من الجهل ونقص الوعي».

لوكاردي: مليونا ميل حولتني إلى سارد قصص

الصورة
1

اختصر المصور العالمي إليا لوكاردي مسيرته في التصوير الفوتوغرافي بالقول: «شغفي بالتصوير قادني إلى السفر، إذ زرت منذ 2009 وحتى الآن ما يقارب 70 دولة قطعت فيها ما يقارب المليوني ميل، شعرت خلالها وكأنني أعمل على الطريق، وبأن كل الأماكن التي أحط فيها تتحول إلى مكاتب للعمل، وهو ما منحني تجربة مذهلة».
جاء ذلك خلال تقديمه لجلسة ملهمة حملت عنوان: «لحظات عابرة في الزمن»، ضمن فعاليات المهرجان.
وأوضح إليا لوكاردي أن حب التصوير دفعه للبحث عن أجمل الأماكن حول العالم، واستكشافها عن قرب للعثور إلى قصص جديدة، مشيراً إلى أن «التصوير أصبح لغة بصرية وعالميّة، لديه القدرة على تجاوز الحدود والثقافات وكل شيء».
وقال: «تجربتي في التصوير كانت كفيلة لأن تحولني إلى سارد للقصص، وليس فقط مصوّر قادر على إثارة الاستجابة العاطفية لدى الناس، وتشجيعهم على زيارة هذه الأماكن وإعادة استكشاف تفاصيلها مرة أخرى»، مشيراً إلى أن تجربته ساعدته في تكوين الكثير من الصداقات. وقال: «أرى أن الصور لا تمثل المكان فقط، وإنما تعكس وجدانه وحكايات سكانه».
وأشار لوكاردي إلى أن «التصوير يمكن أن يكون أداة للتغيير وليس للمشاهدة فقط». وعبّر عن رؤيته وفهمه لفن التصوير بقوله: «التصوير يمنحنا الفرصة للبحث عن قصة جميلة، وإعادة سردها أمام الناس، من أجل رفع أصواتهم إلى العالم، وبالتالي تغيير أوضاعهم».
وعرض لوكاردي خلال الجلسة مجموعة من الأفلام القصيرة التي توثق لرحلاته إلى عدد من بلدان العالم، ومن بينها الفلبين، وكمبوديا وغيرها، إذ التقى عدداً من أصدقائه الذين تحدثوا عن تجربتهم في التصوير وطبيعة القصص التي يفضلون التقاط صورهم فيها. وأثار لوكاردي في الجلسة سؤالاً حول الهدف من الصورة. بقوله: «عندما نلتقط أي صورة لا بد أن نطرح على أنفسنا سؤالاً حول الغاية التي نريدها، هل هو لفت الانتباه إلى القضية، أم فقط نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وجمع أكبر عدد من الإعجابات».
وأضاف: «هناك الكثير من الأشياء التي يمكن جمعها مع بعضها بعضاً، من أجل صنع قصة ما، صالحة للسرد بطريقة مناسبة، لذلك فنحن دائماً بحاجة إلى أناس يخبروننا عن الحقائق، ويحملون إلينا الحكايات من أجل روايتها».

سائقو «الركشة».. تعب بالأسود والأبيض

الصورة
1


يقدم المصور الهندي بالاني موهان عبر معرض «آخر سائقي عربات الركشة في كالكوتا» صوره بالأسود والأبيض للتعريف بقائدي إحدى وسائل النقل التقليدية في آسيا قديماً والتي مازالت مدينة كالكوتا في الهند المكان الوحيد على وجه الأرض الذي تجد فيه رجالاً يعملون في هذه المهنة التي تكسر الظهر وتحني الهامة، يجوبون الشوارع المزدحمة حاملين البضائع والناس.
وما إن يدخل الزائر قاعة المعرض حتى يبدأ في اكتشاف مشهد ليس اعتياديّاً في القرن الحادي والعشرين: رجال نحيلون، بعضهم حفاة، يجرّون عربات خشبية بذراعين يرفعانها عن الأرض فتستقيم المقصورة التي تحمل على مقعدها أشخاصاً وبضائع، ونساء، وأطفالاً كلهم يتكئون على تعب وعرق شخص واحد. وما إن تستقيم العربة ويسهل جرّها حتى يبدأ المشوار الذي تبلغ تكلفته في أقصى درجات الحرارة نحو 50 روبية، أي ما يعادل 0.75 دولار.
المعرض ينقل تفاصيل التعب الذي يعانيه هؤلاء العمّال، ويرصد ملامح مستخدمي تلك العربات، كما يلفت بصر الزوّار إلى حالة المكان، والمدينة، وانشغال سكّانها بأعمالهم اليومية المعتادة والمتعبة في أغلبها، فمنهم من ينام أمام المحلات القديمة، وآخرون يستندون إلى عرباتهم طلباً لراحة مؤقتة، وآخرون ينشغلون عن كلّ شيء ويصمتون، بينما بعضهم ينظر لعدسة الكاميرا بيأس بلا جدوى.
استطاع موهان أن ينقل معاناة مدينة، ويترجم حكاية حياة الكثير من أبنائها الصعبة، في مشهد يعكس قدرة الصورة على نقل الواقع وتعريف الجانب الآخر من العالم على ما يدور في أزقة وشوارع واحدة من أكبر مدن الهند، إذ يزيد عدد سكانها عن 14 مليون نسمة، وفي بلد يعيش فيه أكثر من ربع مليار نسمة بأقل من دولار يومياً.

موضوعات متنوعة لورش اليوم الأول
تجمع فعاليات «إكسبوجر» نخبة من عمالقة عالم التصوير من جميع أنحاء العالم، وتقدم 14 ورشة عمل تحت إشراف سبعة مصورين محترفين، لتتيح للمهتمين فرصة التعرف على أسرار فن التصوير من الخبراء مباشرة.
وشهد اليوم الأول ورشاً عديدة تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات حول العناصر الجمالية والتقنية والفنية لمهنة التصوير، فقدم المصور مايك براون ورشة بعنوان «تفسير البعد البؤري» سلط فيها الضوء على أهمية إتقان مهارة تعديل البعد البؤري وضبطه وتطبيقه بشكل صحيح لالتقاط صور مميزة.
وقال في حديثه للمشاركين: «يحتاج المصوّر إلى إتقان خمسة عناصر لالتقاط صورة جيدة، هي الغالق، وفتحة العدسة، ومعدل تعرض المستشعر للضوء (ISO)، والبعد البؤري، والتركيز الآلي، فالمعرفة المتعمقة بهذه العناصر هي مفتاح الصورة الجميلة، إذ يسهم حسن استخدامها بتغيير جذري في الصورة ووقعها في نفس المشاهدين والمشاعر التي تثيرها فيهم». وخلال تناول الجوانب التقنيّة، وجّه مايك براون بعض النصائح العملية، مستعيناً بالتجارب الكثيرة التي مر بها في مسيرته المهنية، وأكد أهمية مراقبة كل الجوانب والإعدادات أثناء التصوير، وليس فقط مراقبة موضوع الصورة.
وقدم بروان ورشة ثانية حول «كيمياء الصورة» وجّه فيها للمشاركين مجموعة من النصائح حول كيفيّة تحويل الصور العادية إلى صور استثنائية. وقال: «هذه الورش مهمة جداً لهواة فن التصوير، فهي لا تتناول الكاميرا وإعداداتها وحسب،وإنما تلهم المشاركين وتساعدهم على التفكير مثل الفنانين والمهنيين القادرين على إحداث التأثير».
وقدم المصوّر عامر دابوب ورشتين الأولى بعنوان «أساسيات التصوير- مقدمة حول فن التصوير»، والثانية «تصوير البورتريه».
 آخر ورش اليوم الأول جاءت عن «خلق عامل الإبهار في تصوير المناظر الطبيعية» وقدمها مصوّر الرحلات العالمي إليا لوكاردي، وتعرف المشاركون إلى التقنيات التي استخدمها في تحرير الصور وتعديلها ومعالجتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"