تراجعت الأرباح الصافية لمصرف أبوظبي الإسلامي بنحو 38.5% في العام الماضي إلى 1.6 مليار درهم مقابل 2.6 مليار درهم في 2019. ورفع المصرف مخصصات خسائر التمويل والاستثمار في العام الماضي بحو 99.7% إلى 1.31 مليار درهم.
وأعلن المصرف عن تحقيق انتعاش ملحوظ في أدائه المالي خلال النصف الثاني من عام 2020 بنسبة نمو 73% في صافي الأرباح مقارنة بالنصف الأول من عام 2020 على الرغم من استمرار التحديات على مستوى بيئة الاقتصاد الكلي جراء الجائحة. ويعود هذا الأداء إلى نمو الإيرادات في النصف الثاني من العام بنسبة 10% مقارنة بالنصف الأول من عام 2020 مدفوعاً بعودة النشاط الاقتصادي في دولة الإمارات وتحسّن زخم الأعمال. وانخفضت الربحية مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس التحديات غير المسبوقة التي شهدتها الأسواق وانخفاض معدلات الأرباح بشكل قياسي والتباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة «كوفيد- 19» العالمية. وترافق ذلك مع انخفاض النفقات التشغيلية على أساس سنوي بنسبة 7.7% الذي تحقق بفضل نجاح المبادرات الرقمية التي ساعدت على تقليل تكلفة المبيعات واستقطاب العملاء، إلى جانب تبسيط العمليات الداخلية. وسجّل مصرف أبوظبي الإسلامي ميزانية عمومية قوية مختتماً العام بمستويات مستقرة من السيولة والتمويل ومعدلات رأس المال.
الإيرادات الصافية
وبلغ صافي إيرادات المجموعة للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020 نحو 5,358.2 مليون درهم إماراتي مقارنة بـ 5,915.2 مليون درهم إماراتي للسنة المالية 2019، أي بتراجع بلغ 9.4%.
فيما بلغ صافي عائدات التمويل خلال عام 2020 نحو 3.32 مليار درهم إماراتي أي ما يعادل انخفاضاً بنسبة 12.9% مقارنة بالسنة المالية 2019، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى إعادة تسعير الموجودات والمطلوبات في الميزانية العمومية نتيجة انخفاض معدلات الأرباح، الأمر الذي عوّضه المصرف جزئياً عبر زيادة مصادر الدخل الأخرى، كعائدات الاستثمار، بجانب النهج الصارم في ضبط التكاليف.
وبلغ هامش صافي الأرباح 3.51% أي ما يعادل انخفاضاً بقيمة 74 نقطة أساس مقارنة بالسنة المالية 2019.
شكّل الدخل من غير الربح من التمويلات حالياً 38% من إجمالي الدخل بعدما وصل إلى 2.03 مليار درهم إماراتي خلال السنة المالية 2020 ما يشكل انخفاضاً بنحو 63 مليون درهم إماراتي مقارنة بالسنة المالية 2019. وانخفضت الرسوم والعمولات بنسبة 8.4% على أساس سنوي مما يعكس التباطؤ في النشاط بسبب الجائحة.
جودة الأصول
وصل إجمالي الأصول غير المنتجة إلى 7.7 مليار درهم بحلول نهاية ديسمبر 2020 مقارنة بـ 5.4 مليار درهم في نهاية عام 2019 مما يعكس البيئة التشغيلية الصعبة.
ورفع المصرف مخصصات خسائر التمويل والاستثمار بنسبة 99.7% إلى 1,314.1 مليون درهم خلال السنة المالية 2020 مقارنة بـ 658.1 مليون درهم خلال السنة المالية 2019.
وبلغت تكلفة المخاطر 150 نقطة أساس للسنة المالية الكاملة خلال عام 2020 مقارنة بـ 78 نقطة أساس خلال عام 2019.
الميزانية العمومية
وصل إجمالي الأصول إلى 127.8 مليار درهم إماراتي، ما يمثل زيادة بنسبة 1.5% على أساس سنوي. وارتفع صافي تمويل العملاء بنسبة 2.8% إلى 83.4 مليار درهم إماراتي مدفوعاً بشكل أساسي بتمويل الشركات التي ارتفعت بنسبة 8.6%.
بلغت ودائع العملاء 101.3 مليار درهم إماراتي، مع نمو ودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير بنسبة 12.3 % إلى 89.3 مليار درهم، بما يشكل 88.2 % من إجمالي ودائع العملاء. واستقر معدل تمويل العملاء إلى الودائع عند 82.4% خلال السنة المالية 2020.
وحافظ المصرف على مستويات سيولة قوية؛ حيث بلغ معدل التسهيلات إلى الأموال المستقرة (المعدل التنظيمي) 85.8% وحافظ على مستوى ممتاز أعلى من المتطلبات التنظيمية.
قوة رأس المال وحقوق المساهمين
ارتفع إجمالي حقوق المساهمين بنسبة 0.3% ليصل إلى 19.2 مليار درهم خلال السنة المالية 2020 مقارنة بـ 19.1 مليار درهم في السنة المالية 2019. وخلال عام 2020 وبحسب معايير بازل 3: استقر معدل كفاية رأس المال لمصرف أبوظبي الإسلامي عند 19.40 %. وبلغ معدل كفاية الشق الأول من رأس المال 18.32 %. كما بلغ معدل كفاية الشق الأول من حقوق المساهمين 13.54%.
وتعد جميع هذه المعدلات أعلى من الحد الأدنى التنظيمي الذي حدده مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
دعم العملاء خلال الجائحة
نفّذ مصرف أبوظبي الإسلامي حزمة متنوعة من الإجراءات والتدابير في جميع الأقسام الداخلية لضمان تحقيق أعلى مستويات السلامة ورفاهية الموظفين، وشمل ذلك استخدام منصات العمل من المنزل بالاعتماد على الحلول التكنولوجية وتطبيق بروتوكولات تعقيم وتطهير صارمة في كافة مرافقه ومنشآته مع تدشين برامج توعوية حول أهمية الصحة والسلامة.
ونظم مصرف أبوظبي الإسلامي، حملة برنامج تطعيمCOVID-19 الذي تم حتى الآن إعطاؤه لـ 65% من إجمالي موظفي المصرف
ونفّذ المصرف مجموعة من الإجراءات الشاملة التي تضمن الحفاظ على سلامة العملاء، بما في ذلك آليات التنظيف المتطورة وأدوات الحماية الشخصية، إلى جانب تركيب حواجز الفاصلة لسلامة العملاء والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والجسدي وعقد اجتماعات افتراضية مع العملاء.
ودشن مصرف أبوظبي الإسلامي بشكل استباقي حزمة دعم للعملاء لمساعدتهم في التعامل مع الظروف والتحديات غير المسبوقة، وشمل ذلك تأجيل سداد الأقساط الشهرية وخفض بعض الرسوم والمصاريف ضمن مجموعة من المنتجات، وذلك تماشياً مع خطة الدعم الاقتصادي الشاملة التي أطلقها مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وواصل مصرف أبوظبي الإسلامي جهوده لتطوير منصاته وخدماته المصرفية الرقمية حرصاً منه على تلبية احتياجات عملائه المالية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وذلك عبر تطبيق الهواتف الذكية ومنصات الخدمات المصرفية الإلكترونية وإمكانية التواصل مع المصرف عبر الأدوات الافتراضية، فضلاً عن استمرار وصول العملاء إلى النقد دون انقطاع.
وكرّس مصرف أبوظبي الإسلامي دعماً كبيراً للمجتمع في ظل تفشي جائحة «كوفيد- 19»، وشملت المبادرات ذلك تقديم مبلغ 25 مليون درهم دعماً لبرنامج «معاً كلنا بخير»، لاستقبال المساهمات المالية والتطوعية والعينية من الأفراد والجهات والشركات لدعم المجتمع.
تعاون مصرف أبوظبي الإسلامي مع دائرة المالية في أبوظبي لدعم برنامج حكومة أبوظبي للضمانات الائتمانية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، الذي يهدف إلى تعزيز مرونة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال توسيع نطاق وصولهم إلى مصادر التمويل.
عام حافل بالتحديات
وتعليقاً على النتائج المالية، قال جوعان عويضة سهيل الخيلي، رئيس مجلس إدارة مصرف أبوظبي الإسلامي: «في عام استثنائي وحافل بالتحديات غير المسبوقة نتيجة انتشار جائحة «كوفيد- 19» العالمية، أثبت مصرف أبوظبي الإسلامي قوته ومرونته وقدرته على التكيف مع الواقع الجديد. وتكلل العام بنتائج مشجعة على الرغم من التقلبات والتحديات السائدة على مستوى بيئة الاقتصاد الكلي. وتمكّنا من الاستجابة للتحديات العالمية بنهج استباقي فحافظنا على سجلنا الراسخ في تحقيق نتائج تشغيلية ومالية قوية. ويسعدني أيضاً أننا نجحنا في تحقيق تعافٍ قوي في أدائنا خلال النصف الثاني وسجلنا ارتفاعاً في صافي الأرباح بنسبة 73% مقارنة بالنصف الأول من عام 2020. وقد تمكّنا من تحقيق هذه النتيجة بفضل نموذج أعمالنا القوي والمتنوع وبرنامجنا الصارم لإدارة التكاليف الذي أسهم في تعويض تراجع هامش الربح الصافي».
75 ألف عميل جديد
بدوره، قال محمد عبدالباري، الرئيس المالي لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي: «على الرغم من تأثر ربحيتنا للسنة المالية 2020 بعد اضطرارنا إلى زيادة مخصصات خسائر التمويل والاستثمار خلال فترة اتسمت بالتحديات والظروف الاستثنائية والتقلبات، أثبتت نتائجنا الواعدة خلال النصف الثاني من العام أننا ماضون في المسار الصحيح. وتواصل وحدة أعمال الخدمات المصرفية للأفراد تعزيز أداء مصرف أبوظبي الإسلامي الذي نجح في توظيف قاعدة عملائه القوية وعلامته التجارية الراسخة بشكل متزايد لزيادة حصته في السوق، وإضافة أكثر من 75,000 عميل جديد خلال عام 2020، الأمر الذي رفع ودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير بنسبة 12.3% ليحافظ مصرف أبوظبي الإسلامي على واحد من أعلى هوامش صافي الأرباح في السوق بنسبة 3.51%».
