عادي

«دبلوماسية اللقاحات» تشعل صراع النفوذ بين الدول الكبرى

22:05 مساء
قراءة دقيقتين
باريس - أ.ف.ب
يقع اللقاح ضد فيروس «كورونا» في قلب معركة على النفوذ بين الدول الكبرى، تتصدرها الصين وروسيا.
ويرى مركز «سوفان» للتحليل الأمريكي أن «الحصول على اللقاحات بات التحدي الأكثر إلحاحاً للأسرة الدولية. أصبح بطريقة ما سباقاً جديداً على التسلح». بالنسبة إلى الصين وروسيا والهند تأمين هذا «المنتج العام العالمي» الذي لا يزال نادراً، للدول الفقيرة، أصبح مرادفاً للهيبة، في حين تخصصه الولايات المتحدة الرازحة تحت عبء الجائحة لسكانها، والأوروبيون يصلون في مراتب متأخرة في هذا المضمار.
وبكين التي كانت في الخط الأول لتوزيع الكمامات لدى بدء تفشي الجائحة، تكثف الإعلان عن تسليم الجرعات بما في ذلك على شكل هبات.
وأعلن برتران بادي الأستاذ في العلاقات الدولية في جامعة «سيانس بو» بباريس: «نجحت في أن تطرح نفسها بطلة دول الجنوب في الوقت الذي يظهر فيه الشمال أنانية تامة». وتأتي روسيا في المرتبة الثانية مع لقاح «سبوتنيك-في»، الذي لم يلق في البداية ترحيباً أوروبياً؛ لكنه الآن نال تقييماً جيداً في مجلة «لانسيت» الطبية.
واختارت ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي على الأقل هي المجر وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا اللقاح الروسي من دون حتى انتظار موافقة الوكالة الأوروبية للأدوية، في حين تشهد أوروبا تأخيراً كبيراً في تلقي الجرعات.

«سمعة الدولة»

وقال بادي: «إظهار للعالم أن روسيا تضررت أقل من فيروس كورونا من الولايات المتحدة وأنها أكثر فاعلية (من ناحية اللقاحات) من دول أوروبا الغربية هي طريقة لإعادة تكوين قوتها». وصرّح: «في العلاقات الدولية صورة وسمعة بلد تصبح حاسمة»، مشيراً إلى «إرادة وإصرار فلاديمير بوتين على إعادة القوة الروسية أو أقله التكافؤ مع العالم الغربي وفرض الاحترام».
لكن روسيا تواجه مشاكل في إمكانات الإنتاج المحدودة وعليها تقاسم مكاسب النفوذ مع الصين.
وباتت صربيا المدعومة من بكين، بطلة اللقاح ضد «كوفيد-19» في أوروبا القارية، فيما اشترت المجر خمسة ملايين جرعة من لقاح «سينوفارم» الصيني لتلقيح ربع عدد سكانها. وذكر معهد «ستيفتونغ فيسنشافت اند بوليتيك» الألماني «بالتالي تتوقع بكين تعاوناً مستقبلياً مع الدول التي تتلقى المساعدة في إطار طريق الحرير»؛ مشروعها الضخم للبنى التحتية.
وأضاف المعهد: «لكن أكثر من أي شيء تريد الصين أن تطرح نفسها كـ(دولة عظمى مسؤولة)».
وتتقدم بكين أيضاً في أمريكا الجنوبية وكذلك في آسيا، حيث تؤمن لها «دبلوماسية اللقاحات» نافذة؛ لتفادي الانتقادات حول توسعها في بحر الصين.

«جولات أخرى»

في هذا القسم من العالم، تجد الصين أيضاً على طريقها الهند العملاق العالمي لإنتاج اللقاحات التي زودت الدول المجاورة لها به (النيبال وبنجلاديش وسريلانكا...) ولها الطموح نفسه «توسيع نفوذها» وفقاً لمركز «سوفان».
في هذا «السباق الجديد إلى التسلح» يقر الأوروبيون بأنهم في مرتبة متأخرة لكنهم لم يستسلموا بعد.
ويقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن تسلم أوروبا والولايات المتحدة «في أسرع وقت» 13 مليون جرعة لقاح لإفريقيا، وهذه مسألة «مصداقية» على حد قوله. وقال برتران بادي: «إذا تم التلقيح بشكل عشوائي مع تفاوت كبير بين الدول لن نتمكن من القضاء على الجائحة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"