الرعاية الأولية.. مغيبة

04:07 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

ثلاثة مؤتمرات عن الرعاية الصحية، بما فيها الرعاية الصحية الأولية، عقدت خلال اليومين الماضيين في أبوظبي، وركزت على دور مراكز الرعاية الأولية في تعزيز الجوانب الوقائية والاكتشاف المبكر للأمراض، ما يؤكد الاهتمام بقطاع الرعاية الصحية الأولية الذي يعتبر المدخل الرئيسي للخدمات الصحية.
المناقشات ونتائج الدراسات أظهرت أن 80% من الحالات المرضية المترددة على أقسام الطوارئ والمستشفيات والعيادات التخصصية بالإمكان علاجها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وهذا يطرح تساؤلاً مهماً: أين دور مراكز الرعاية الصحية الأولية؟ ولماذا لا تعالج هذه النسبة من المرضى؟ وما الأسباب التي تدفع هذه النسبة لتجاوز هذه المراكز؟
من الواضح أن هناك فقدان ثقة وبشكل كبير في دور مراكز الرعاية الصحية الأولية، وفي بعض الكوادر الطبية العاملة في هذه المراكز، أحد الأسباب أن أغلبية العاملين في هذه المراكز أطباء مبتدئون وغير متخصصين، إلى جانب أن نظام التأمين الصحي شجع وبشكل لافت على التوجه المباشر إلى العيادات التخصصية والاستشارية.
الأصل أن تكون البداية في المراكز الأولية، وهي التي تحول الحالات التي تستدعي استكمال العلاج إلى العيادات التخصصية والاستشارية، وحتى يتحقق ذلك يجب تقوية أداء الكوادر الطبية والفنية العاملة في هذه المراكز، وتوفير الأجهزة والمعدات التشخيصية المساعدة وصولاً إلى تشخيص دقيق للحالات المرضية.
تقوية شبكة مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتوفير مراكز طب أسرة وكوادر طبية ذات كفاءة عالية، وخدمات تساعد في تشخيص وعلاج نسبة كبيرة من الحالات المرضية منها على سبيل المثال المراحل الأولية من أمراض الطب النفسي المختلفة، وأمراض الجهاز الهضمي وغيرها، سيعززان دور هذه المراكز لجهة علاج النسبة الكبرى من الحالات المرضية التي تشغل وقت الكوادر الطبية في المستشفيات وفي أقسام الطوارئ والحوادث.
أي حالة مرضية بسيطة يتم استقبالها بكل سهولة في العيادات الاستشارية وتحديداً في المستشفيات الخاصة من دون الحاجة إلى تحويل، والسبب هو زيادة المكاسب المادية وتسمين فاتورة العلاج التي تسددها شركات التأمين، وهذا ما يفسر الزيادات المبالغ فيها في أقساط بوالص التأمين من قبل شركات التأمين، بحجة سوء استخدام الخدمات الصحية.
هذا الواقع يتطلب إعادة النظر في استراتيجية الرعاية الصحية الأولية، وصياغة استراتيجية جديدة تراعي الأعداد المتزايدة من أطباء طب الأسرة، بحيث يجري إنشاء المزيد من مراكز طب الأسرة، وإلزام المرضى بالعلاج في هذه المراكز قبل التوجه إلى العيادات التخصصية والاستشارية في المستشفيات الحكومية والخاصة، والعودة إلى نظام التحويل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"