دبي: زكية كردي
الإبداع يعترضك في كل المساحات، يحيطك بأسئلة جاءت على شكل أعمال تركيبية لعشرة فنانين في الحديقة التي صممت خصيصاً حول مبنى البوابة في مركز دبي المالي العالمي، لتلف معرض «آرت دبي» بهذا البهاء الفني المفاجئ.
ليس من السهل تجاهل كرسي الحديقة الأبيض الذي تشابكت خطوطه المعدنية لتعبر عن مضمون الحديث، كما يوحي عنوان العمل (حديث بسيط) للفنان الأرجنتيني الفرنسي بابلو رينسو، لتفاجئ بالقرب منه بالنصب الأبيض للفنان العراقي ضياء العزاوي يستظل بشجرة ساكنة في الحديقة الهادئة، بينما تعترض صخور جبلية ملفوفة بأسلاك نحاسية طريق العقل وهي تمتد على حافة البركة المائية بانتظام يدعو للتساؤل عما أراده الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم من هذا المشهد، أكان يأمل حفظ تلك الصخور التي لطالما شكلت هاجساً في مشروعه الفني، أم كان يحاول الإحاطة بها فحسب؟.
وعلى مقربة من صخور إبراهيم شكلت دائرة النحات اليوناني كوستاس فاروتسوسو، المصنعة من الزجاج والحديد، حالة جمالية خاصة، قبل الانتقال إلى القطع النحتية ال21 لفنان ونحات السيراميك الجزائري رشيد قريشي، التي جاءت على شكل عبارات عصية، لتضع رموزها المستفزة أمام العقل، بينما يحاول التشبث بجمال المشهد، فيهرب إلى بساطة تلك الزوايا الحادة غير المتكافئة للفنان الفرنسي بيرنر فينييه، قبل أن يتوقف ليستعد لصورة لا تقاوم مع الهيكل التركيبي «ما وراء الضباب السويسري» الذي يحوي ما يزيد على ألف كرة زجاجية من مختلف الأحجام، معلقة على سقف من المرايا في محاولة لخلق ترجمة فنية لارتقاء المشاعر تحت عنوان «هالة الضباب».
