عادي
رسالة من...

محمود نور: دعا «كتاب الإمارات» إلى احتضان المبدعين كافة

21:39 مساء
قراءة 4 دقائق
3

الشارقة - علاء الدين محمود

يثير الشاعر محمود نور الكثير من القضايا المتعلقة بالراهن الثقافي الإماراتي، ويستهل حديثه حول المشهد الشعري في الدولة، فيذكر أنه كان يعاني كثيراً قلة المشاركة الجماهيرية، حيث كانت الأمسيات يحضرها عدد قليل من متذوقي الشعر، مشيراً إلى أن جائحة كورونا أحدثت واقعاً جديداً ومختلفاً، عندما ظهرت المنصات الافتراضية المتعددة، وصارت الأمسيات والندوات المتعلقة بالشعر تبث عبرها، الأمر الذي فتح آفاقاً جديدة، حيث أضحت تلك الفعاليات تتابع من قبل عدد أكبر من المتلقين ومن مختلف أنحاء العالم، وصار صوت الشاعر الإماراتي يصل إلى متابعين جدد، وأصبح هنالك نقاش حول الأمسيات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فيؤكد أن ما يحدث في تلك المنصات الرقمية يجد له صدى في أشكال الميديا كافة، وبالتالي حدثت نقلة كبيرة أنقذت النشاط الشعري من الركود.

مكتسبات

أكد محمود نور أن هناك الكثير من الفوائد والمكاسب من المنصات الافتراضية، ومن نتائجها أن المؤسسات الثقافية أضحت لا تحتاج إلى أن تلاحق القنوات التلفزيونية من أجل بث الفعاليات عبرها، كما أنها دفعت بالحراك الثقافي نحو أبعاد جديدة، وذلك الأمر يضع مسؤوليات كبيرة على عاتق المؤسسات الثقافية، فلابد أن يكون المحتوى الإبداعي جيداً ومميزاً، فالبث الافتراضي لا يصل إلى الجمهور المحلي فقط، بل وإلى العربي والعالمي كذلك، ومن الضروري مراقبة نشاط المنصات الرقمية حتى لا تستخدم من قبل مجموعات لا علاقة لها بالثقافة فتسيء لها، مشيراً إلى أن للإمارات إرثاً حضارياً وإبداعياً وثقافياً، لابد من الحفاظ عليه وأن يعكس الواقع بصورة جيدة.

الجمهور

وأوضح محمود نور أن من أكبر الفوائد التي نتجت عن توظيف المنصات الافتراضية، أن الأمسيات الشعرية استطاعت أن تجذب عدداً أكبر من متذوقي الشعر، وبالتالي، فعندما تنجلي الجائحة فإن الأنشطة والفعاليات والمهرجانات المباشرة موعودة بجمهور جديد، وذلك ما كانت تفتقده الأنشطة الشعرية في السابق، كما أشار إلى أهمية أن يتجه الحراك الثقافي نحو المتلقين، ويبحث عنهم بدلاً من أن ينتظرهم، وذلك ما حدث بصورة فعلية في تجربة تلك التقنيات الرقمية، وقال: «الأمور لن تظل على حالها، ولابد من اغتنام فرصة البث عبر المنصات الافتراضية من أجل الوصول للجمهور في الداخل والخارج».

ووجه محمود نور رسالة إلى الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة وهو دور إشرافي، ولفت إلى ضرورة توظيف الوزارة لتلك المنصات، فالدوائر والمؤسسات المختلفة يقع عليها مهمة النشاط والحراك الثقافي، بينما على الوزارة أن تضع الاستراتيجيات والخطط العامة، والتنسيق بين المؤسسات والدوائر المختلفة، ومنه الإشراف على بعض الأنشطة الثقافية مثل المهرجانات والجوائز الكبيرة في الدولة، ويقول: «النشاط الثقافي عملية تشاركية ولابد من التعاون بين كافة المعنيين بهذا النشاط، وهذا يحرك العمل الثقافي ويسهل مفاعليه بين المتلقين».

وفي سياق حديثه عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ذكر أنه واجهة مهمة للعمل الثقافي، فهو معني بالمبدعين وبالأنشطة والفعاليات المختلفة، وهو جهة مهمة لمتابعة الشأن الثقافي مع الدول كافة كتمثيل المبدعين في الأنشطة والمهرجانات الإقليمية والعالمية المختلفة، وطالب محمود نور«كتّاب الإمارات» بالاهتمام بالمنتج الإبداعي الإماراتي من دراسات ومؤلفات، مشدداً على أهمية أن يضم الاتحاد في عضويته أدباء حقيقيين لهم إنتاجهم الإبداعي، فهو معني بكل المثقفين في الدولة، حتى وإن كانوا خارج مظلته، وقال: «تقع على عاتق» كتاب الإمارات «مهمة البحث عن المثقفين والمبدعين، خاصة وأن نسبة كبيرة من هؤلاء خارج مظلته»، وأشار إلى التحديات الكبيرة التي تنتظر الإدارة الجديدة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لافتاً إلى أنها قادرة على العمل وتحمل المهام كافة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وينتظر منها الكثير.

معضلة

في سياق حديثه عن النقد الأدبي، أوضح محمود نور أن تلك معضلة يعانيها كل العالم العربي، فلا يوجد حضور فعال للنقد الحقيقي والجاد، وكل ما هو سائد هو قراءات وانطباعات ومحاولات بسيطة في الصحف، والواقع أن هنالك نوعين من النقد، وكلاهما مطلوب، الأول: يرصد ويراقب ويعلق على المنتج الأدبي، وهنالك النقد المنهجي والأكاديمي الذي يأتي عبر التقصي والبحث الجاد، ويتحول إلى مؤلفات وكتب، فتلك هي العملية المطلوبة في النقد، ولكن ذلك الأمر ظل غائباً باستثناء بعض المحاولات الخجولة هنا وهناك، وذلك الأمر بالطبع له تأثيره الكبير في النشاط الثقافي والأدبي، فهو نتاج تضافر عدد من الجهود، وتعاون المؤسسات والهيئات المختلفة، وبكل تأكيد فثمة أهمية كبيرة للنقد الأدبي في جانبه الحيوي والإبداعي.

ولفت محمود نور إلى أهمية أن لا تكتفي الصحافة الثقافية بالتغطيات والأخبار والمواد الجافة فقط، فهي مطالبة بتطوير وسائل وأدوات عملها، وكذلك فرد مساحات لكتاب متميزين، ونشر دراسات نقدية في مختلف أشكال الثقافة والإبداع، وأن تسعى إلى خلق علاقة بين المتلقي والصحيفة عبر أساليب مبتكرة مثل الجوائز والمسابقات، وعليها كذلك القيام بمبادرات وأنشطة ثقافية، وتنظيم ندوات على غرار ندوة «مركز الخليج»، السنوية، وهذا من شأنه أن يسلط الضوء على حيوية المشهد الثقافي، فدور الصحافة الثقافية كما يؤكد محمود نور يجب أن لا ينحصر في النقل، بل في المشاركة والفعل والتحريك الثقافي الذي يتكامل بجهود الجهات والمؤسسات الثقافية كافة، وفي هذا السياق أشاد بالدور الكبير الذي ظلت تلعبه المؤسسات الثقافية الخاصة والعامة في رفد وتنشيط الفعل الثقافي في الإمارات مطالباً إياها ببذل مزيد من الجهود والتعاون والتنسيق فيما بينها خاصة في إقامة الندوات والفعاليات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"