عادي

الحب.. حوار الشعوب

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
1703

يزخر التراث الثقافي العربي والإسلامي بكثير من الكتب التي تطرقت إلى موضوع الحب، وقد حظيت باهتمام عدد كبير من الأدباء والمفكرين في الغرب في ما مضى، كما ألقت بتأثيرها على الثقافة الأوروبية، إلا أن هذا الجانب أصبح في حالة مغيبة عن المشهد الثقافي اليوم.

من هذه النقطة، يتناول الدكتور مشهد العلاف في كتابه «روسينانت.. الحب السامي» موضوع الحوار بين الثقافات والشعوب من خلال الأدب ومشاعر الحب السامية. يروي الكتاب قصة حب كبيرة ظلت طي الكتمان لفترة طويلة، قصة حب ألفت بين أوروبا وأدبائها ومفكريها من جهة، وبين آداب العرب من جهة ثانية، وامتدت منذ عصر الأندلس وحتى القرن التاسع عشر، وتجلت في تأثر الأوروبيين البالغ بالأدب العربي واللغة العربية.

يمنح هذا الكتاب الواقع في 200 صفحة، ثقافة أدبية موسوعية، بحيث يعرّف القارئ إلى أعمال المشاهير في موضوع الحب وأشجانه من أمثال الروائي الإسباني سرفانتس وروايته المشهورة «دون كيخوته»، والروائي الفرنسي ستندال وكتابه «عن الحب»، مروراً برجال دين مسيحيين مثل الراهب كابللانوس وكتابه «فن الحب»، والقسيس خوان رويز الذي استلهم كتابه «الحب المحمود» من كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي، وصولاً إلى شعراء التروبادور.

كما يُلقي الكتاب الضوء على قصص قصيرة شائقة عن الحب مثل قصة ابن سراج، وقصة حب المعتمد بن عباد في إشبيلية.

أما خاتمة الكتاب، فهي محاولة المؤلف الإجابة عن السؤال الخالد في حياة البشر ألا وهو: «ما الحب؟»، ومن جملة ما يقوله: «إننا إذا قدمنا تعليلاً للحب، فإننا سنقوم بتحويله من موضوع شاعري غامض يتبدى لنا جميلاً، إلى موضوع علمي بحت فاقد بهجته وجاذبيته، ولهذا تجد مثلاً أن إرجاع الحب إلى أسباب فسيولوجية، يؤدي إلى قتل الحب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"