عادي

«العابرة».. جدارية لتحولات المجتمع

23:38 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

كعادته يُبدع الروائي إبراهيم عبد المجيد نصاً روائياً مختلفاً وآسراً في موضوعه وشكله السردي، فيبهر العديد من القراء والكتاب والنقاد على حد سواء، من خلال روايته الجديدة «العابرة» التي صدرت عن منشورات المتوسط.

بطلة الرواية، لمياء الطالبة الجامعية تتحوّل نتيجة لمشكلات بيولوجية إلى حمزة، الذي يواجه جراء ذلك مشاكل عدة يتكئ عليها عبد المجيد لتكون نقطة انطلاق روايته، ومن خلالها يرصد تحولات المجتمع المصري الراهن، فيغوص في البنى التحتية لهذا المجتمع سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.

تفاعل القراء مع الرواية الجديدة لعبد المجيد، فرأوا فيها نصاً بليغاً، حيث يقول أحدهم: «نص سردي روائي مختلف شكلاً ومضموناً، يحوّل كل ما كان محرجاً في البداية إلى حالة إنسانية تحتاج إلى التأمل». ويضيف: «هي رحلة بين البشر والأحداث الحقيقية والافتراضية، مع رؤى أسطورية تغلف الحكي والسرد المتدفق كنهر النيل، عابراً الواقع والحياة والأمل والجنون».

«حكاية كاشفة وصادمة في بعدها الاجتماعي»، وهذا مستهل لأحد القراء، يرى أننا أمام نص روائي يستند على حكاية شائقة، هي في ظاهرها رصد للتحول من طور الأنوثة إلى الذكورة، وما يتزامن مع ذلك من مشكلة تحديد الهوية الجنسية والنفسية لبطل/بطلة العمل. ويتوقف القارئ ذاته عند لغة الرواية، ويرى أنها جاءت بسيطة ومباشرة، بعيدة عن الزخرفة اللغوية والألفاظ المعجمية، كما جاءت سلسة يطعمها حوار بالعامية في أقسام كثيرة من السرد، وهذا أمر يتسق مع كون الكاتب مهموماً بوضع الشباب اليوم، متابع ماهر لما يجيش في وجدانهم وراصد دقيق لإحباطاتهم وأحلامهم المبتورة.

في السياق ذاته يرى قارئ أن الحمولة الاجتماعية لهذا النص الروائي، ما تزال تبحث عن حل، حيث يكتب عبد المجيد بمنتهى الشجاعة، ويوظف هذا الثقل الاجتماعي والنفسي بشكل عبقري، فيترك سؤال الحل أو المخرج لهذه الأزمات غامضاً ومحفوفاً بكثير من المطبات الاجتماعية.

قارئ يصف عبد المجيد بأحد مخضرم الرواية في مصر، كيوسف السباعي ومحفوظ، في وصفهم الحارات والأزقة، مع فارق أن عبد المجيد أبدع في وصف مشاكل العصر، منطلقاً من ضرورة الحفاظ على القيم الإنسانية، فقدم رواية سياسية واجتماعية ممتعة وسهلة، وواقعية لأقصى درجة، تجعل القارئ يعيش الأجواء الجميلة في القاهرة مع سرد سلس بعيد عن التعقيد.

ويقرن قارئ بين هذا العمل وما سبق وقدمه عبد المجيد بقوله: «يخوض المؤلف مغامرة لا تمثلها هذه المرة طريقته في السرد التي نسج بها بعض رواياته الأخيرة، وهو في هذه المرة يجسد فكرة مغايرة، لا تخلو من شجاعة في مواجهة السائد والمتاح والمتداول».

وفي تعليق لا يخلو من الدهشة تقدم قارئة وجهة نظر جميلة في الرواية حيث تقول: «لا تنسَ وأنت تقرأ «العابرة» أن تحرص على ورقة وقلم بيدك لتدوّن أسماء الأغاني والأفلام التي يوردها الراوي، أو توردها إحدى شخصيات الرواية، لتسمعها أو تتابعها في اللحظة التي تنتابك فيها الرغبة في أن ترمم ما فاتك من جدارية تاريخ العالم الحديث».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"