عادي
تراث ضخم يضم العديد من اللغات

الأدب الهندي.. مصطلح نقدي مضلل

23:40 مساء
قراءة دقيقتين

تحتل الآداب الهندية مكانا بارزاً بين الآداب العالمية، وقد كان لكل مرحلة من مراحل تاريخها الطويل طابع مميز، وصفة عامة تسيطر عليها، إلا أن الآداب الهندية التي أنتجها أبناء شبه القارة في العصر الحديث، يتسم معظمها بأنها آداب مرتبطة بالشعب الهندي، وتسعى إلى توحيده والنهوض به، وهذا هو عنصر أصالتها الذي لا يزال ماثلاً في الشخصية القومية.

والواقع أن مصطلح الأدب الهندي في الوقت الحاضر مصطلح مضلل، فهو لا يطلق على أدب بعينه، فالهند دولة فيها العديد من اللغات التي لها أدبها وثقافتها المستقلة، وكلمة «هندي» كلمة فضفاضة يقصد بها مجموعة اللغات «الهندوآرية»، ويقف خلف هذه الكلمة الآن تراث ضخم ومتنوع، يضم فيما يضم لغات الهند العديدة.

على الرغم من أن ما يعرف باللغة الهندية الآن يسانده تراث ضخم متنوع، فإن شكلها الأدبي المعاصر يعد حديثاً نسبياً، حيث لم تتضح معالمه إلا في بداية القرن التاسع عشر، ولم يبدأ ذلك إلا بعد ترجمة الكاتب بريم جند من الأردية إلى الهندية، حيث جذبت أعماله أنظار القراء والمثقفين، واستولت على خيالهم.

كلنا نعرف حكايات كليلة ودمنة، بأصولها الهندية، وكانت أبرز مجال انعكست فيه الأحداث السياسية والاجتماعية، ولا تزال الآداب الهندية تعكس في داخلها القصص والأساطير الحافلة بتعاليم الأخلاق والدين والقيم العليا، فمعظمها مأخوذ من التراث الأدبي لملحمتي «المهابهارتا»، و«الراماينا»، وقد ساعد هذا على حفظ التراث الثقافي من جيل إلى جيل.

ويوضح أحمد القاضي في صدر ترجمته لمجموعة «الحلم وقصص أخرى» للكاتب الهندي ابن كنول، أن القصة القصيرة بمفهومها الحديث بدأت مع بريم جند (1881 – 1936) الذي كتب نحو 300 قصة هاجم من خلالها التقاليد الموروثة، كما تعرض لأوضاع البؤس والشقاء، كذلك فضح الإقطاع، وقد تبعه العديد من الكتاب.

ولا يستطيع أحد أن ينكر دور كاتب الهند العظيم «طاغور» في جذب الاهتمام العالمي للأدب البنغالي بصفة خاصة، والآداب الهندية بصفة عامة، وتتمحور أهمية طاغور في أنه أعطى الشعب الهندي الثقة والإيمان بلغته وتراثه الثقافي والفكري، على الرغم مما كان للغة الإنجليزية من قيمة ونفوذ في شبه القارة الهندية.

وتميزت القصة في الآداب الهندية بالمسحة الروحانية التي تنطوي عليها الثقافة الهندية، وخيبة أمل شبه القارة في الحضارة الأوروبية التي تقوم على أسس مادية، ودفعت مثل هذه الأمور كتاب القصة إلى تأكيد الروح الوطنية، ولم تلبث أن شهدت الهند تجمعات وتكتلات من أبنائها الذين ينتمون إلى مختلف الطبقات والأديان والمذاهب، ومن أهم هذه التكتلات مجموعة الكتاب التقدميين، وعلى رأسهم بريم جند الذي وهب نفسه للكتابة عن الفلاحين، وهاجم الطائفية، وكانت القصة القصيرة أداة من أدوات النضال ضد الاستعمار الإنجليزي.

وخلال القرن العشرين مرت القصة القصيرة الهندية بمراحل تطور كثيرة، حيث برزت كأكثر الأجناس الأدبية شعبية، إذ استطاعت أن توثق الخبرات الواسعة التي اكتسبها المجتمع الهندي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"