عادي

«ولادة الموت».. رواية العلاقات النقيضة

23:15 مساء
قراءة دقيقة واحدة

الشيء يُعرف بنقيضه، هو ما يحيل إليه عنوان رواية «ولادة الموت» للدكتور حسين كاظم الشبيب، مما يؤكد مقولة أن وظيفة النص الروائي هي الانتقال بالوعي إلى نمط من العلاقات النقيضة، حيث يجترح الروائي الشبيب أنساقاً جديدة في القص ويسعى إلى تثبيتها للوصول إلى المعنى الذي يريده، وسيتحقق له ذلك من خلال قصتين متوازيتين: الأولى تُمثلها «أزميرلدا» ولدت «لأم من الإنس» فشكلت ولادتها لعنة ستفسد البلاد، وستؤول بعد اختطافها وانتقامها إلى حرب وموت لا مفر منه، والثانية يُمثلها «النور بن سراج» ولد «لأم من الجان»، وتبدأ قصته أيضاً بولادته التي سماها حكيم القرية «مولد الموت»، وتنبّأ بذلك لأن الولادة وقعت في ليلة قمر أحمر وتحت نجم يتيم، وهو أسوأ ما يُمكن أن يحدث لمولود.. هذان المولودان عندما يكبران ستجمعهما قافلة الصحراء وقصر السلطان.

ومن هناك سيبدأ انتقامهما وسيكون لكل واحد منهما مصير ينتظره.

من أجواء الرواية نقرأ: «في يوم صيفي حار وعلى أطراف إحدى الممالك السبع، رفع المزارع العجوز رأسه ماسحاً العرق عن جبينه بساعده القوي الذي على الرغم من تعب السنين، فإن عمله في مزرعته حفظ له قوته ونشاطه، وكذلك وجود ابنتيه معه هذا النهار جعله أكثر حيوية من المعتاد، فمجرّد النظر إليهما كان كفيلاً برسم ابتسامة على وجهه الذي بدأت تجاعيد الكبر تزحف عليه. مسح عرقه مرة أخرى وعاد لعمله، بينما كانت البنتان تلهوان في المزرعة وتجريان حول البئر وبين الأشجار والعناقيد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"