عادي

بعد الفيضانات المدمّرة.. جدل ألماني بشأن فشل نظام الإنذار

22:15 مساء
قراءة دقيقتين

ألمانيا - أ ف ب

تسببت كارثة الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا خلال اليومين الماضيين باحتدام النقاش الداخلي، بشأن مدى فعالية أجهزة الإنذار، ومدى كفاءة إدارة الأرصاد الجوية والحماية المدنية في البلاد في الاستعداد للأزمات.

وقال جريجور ديجين الذي يعيش في باد نوينار-آرفايلر، إحدى أكثر المدن الألمانية تضرراً بالفيضانات: «قبل يومين من الكارثة كنا نعمل بشكل طبيعي، كنا نسمع عن هطول أمطار غزيرة في توقعات الطقس، وشاهدنا طرقاً مغمورة بالمياه في المنطقة، لكنّ لم يتصور أحد أن شيئاً مماثلاً سيحدث».

وتابع: «في الليلة التالية، ورد تنبيه وجيز لكنه جاء متأخر جداً نظراً إلى مدى ارتفاع الفيضان، مع وصول المياه الهائجة إلى ارتفاع 2.5 متر في المدينة، إذ لم تكن هناك فرصة لنحمي أنفسنا»، موضحاً أنه خسر كل شيء تقريباً.

وتواجه الحماية المدنية وخدمة الأرصاد الجوية اللتان من المفترض أن تنبها السكان في الوقت المناسب، وتصدرا تعليمات الإخلاء، انتقادات في ظل الخسائر البشرية: أكثر من 150 قتيلاً، ومئات الجرحى وفقاً لآخر إحصاء.

وتحدثت الأستاذة في جامعة ريدينج البريطانية، هانا كلوك، عبر محطة تلفزيونية ألمانية، عن فشل نظام الإنذار قائلة: «في عام 2021، لا يجوز أن نفجع بهذا العدد الكبير من الضحايا». وتابعت: «قبل أيام، كنا نتوقع ما سيحدث، ورغم ذلك انقطعت سلسلة الإنذار في مكان ما بحيث لم يتلق الناس التحذيرات».

وكتبت صحيفة «بيلد» الأكثر انتشاراً في ألمانيا: «الفشل قبل الفيضانات»، مضيفة «صمتت صفارات الإنذار في مواقع كثيرة، ولم تصدَر أي إنذارات عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية، كل ذلك هو كارثة للحماية المدنية، وهي إحدى المهمات الأساسية للدولة». ودافعت إدارة الأرصاد الجوية عن نفسها، مؤكدة أنها حذرت من هطول أمطار غزيرة.

وأكدت مالو دراير، رئيسة حكومة ولاية فيستفاليا بالاتينات، الأكثر تضرراً، الأحد، أنه تم تفعيل أنظمة التحذير من الفيضانات. لكنها أقرت بأن تعطّل نظام الهاتف المحمول بسبب الفيضانات صعّب مهمة تحذير السكان.

من جهته، قال رئيس إدارة الأخطار بالحماية المدنية فولفرام جايير: «لم يكن يدرك الناس أن المجرى الصغير، الجدول الصغير قرب منزلهم، سينفجر من فراشهم في وقت قصير جداً». وصرح جيرد لاندسبيرج، لمجموعة «فونكه» الصحفية، بأن السكان «كان لديهم انطباع بأنها كانت أمطاراً غزيرة، لكن لم يبلّغوا عن حجمها بشكل واضح». ودعا إلى تعزيز خدمات الهيئة، سواء من حيث العديد، أو المهارات.

وحضت وزيرة البحوث الألمانية أنيا كارليتشيك السلطات على الاستعداد بشكل أفضل. وقالت: «أحد دروس الكارثة التي حصلت في غرب ألمانيا، هو أننا نحتاج إلى تحسين البحوث بشأن الظواهر المناخية القصوى خلال السنوات القليلة المقبلة».

لكن المستشارة أنجيلا ميركل التي، تفقّدت الأحد، أضرار الفيضانات، حذرت من التوقعات المبالغ فيها. وأضافت: «نفكر بعد كل حدث في طرق لتحسين أنفسنا. لكن في أحياناً تحدث الكوارث الطبيعية بسرعة كبيرة، بحيث لا يمكننا الهروب منها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"