الطلب يفوق العرض في عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية، وهذا الوضع يجعل المئات من مرضى الفشل العضوي على قائمة الانتظار لهذا النوع من العمليات التي تعتبر الحل الأخير والأمثل لعلاج مشاكل الفشل العضوي، والتخفيف من معاناة المرضى؛ الأمر الذي يتطلب التوسع في برنامج نقل وزراعة الأعضاء البشرية لتشمل أكبر عدد من المرضى.
التوسع في هذا النوع من العمليات يتطلب بالدرجة الأولى، تشجيع أفراد المجتمع للإقبال على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إلى جانب التشجيع على التبرع من أقارب الدرجة الأولى الأحياء، كما في عمليات زراعة الكلى، وزراعة جزء من الكبد. ولتحقيق هذا الهدف يجب تنظيم حملات توعية تركز على الفئات المستهدفة، وتسهيل عملية التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء للراغبين، وفقاً للبرنامج المعتمد من جهات الاختصاص.
أرقام عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية التي أجريت منذ عام 2017، حيث العام الذي تم فيه إطلاق برنامج زراعة الأعضاء المتعددة، تعكس أهمية هذا النوع من العمليات ودورها المهم في إنقاذ حياة عشرات المرضى والتخفيف من معاناتهم، جراء تداعيات ومضاعفات الفشل العضوي، والعودة إلى حياتهم بشكل شبه طبيعي، وهذا يتطلب من القطاعات الصحية، التركيز بشكل أكبر، على إجراء مزيد من هذا النوع من العمليات خلال المرحلة المقبلة.
مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الذي يعد مركزاً لزراعة الأعضاء المتعددة، أجرى منذ عام 2017 نحو 82 عملية زراعة كلى، و52 عملية زراعة كبد، و10 عمليات زراعة قلب، و6 عمليات زراعة رئة، و3 عمليات مزدوجة لزراعة كم من البنكرياس والكلية، وهذه العمليات الناجحة أنقذت حياة هؤلاء المرضى، وخففت من معاناتهم التي استمرت سنوات.
في السنوات السابقة كان مرضى الفشل العضوي بالذات، ومرضى الفشل الكبدي والرئة والبنكرياس، يضطرون إلى السفر للخارج ويبقون 6 أشهر في مراكز زراعة الأعضاء المعتمدة انتظاراً لدورهم، على أمل إجراء عملية نقل وزراعة عضو بشري، وهذا في حد ذاته، معاناة أخرى لا تقتصر فقط على المرضى، وإنما على المرافقين أيضاً.
ومع النقلة النوعية في تطور مستوى الخدمات الصحية في الإمارات، واستقطاب أفضل المراكز والمستشفيات الصحية العالمية التي تشارك في إدارة وتشغيل عدد من المنشآت الصحية، إلى جانب استقطاب الكوادر الطبية المتميزة، وإنشاء مستشفيات ومدن صحية نموذجية في الدولة، تغير المشهد وأصبح مرضى الفشل العضوي يأتون من خارج الدولة إلى الإمارات، خصيصاً لإجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
