عادي

هولندا.. ريادة أوروبية في محطات شحن السيارات الكهربائية

00:51 صباحا
قراءة 3 دقائق

يُعرف الهولنديون عموماً بشغفهم بالتنقل على الدراجات الهوائية، لكن بلدهم يتصدر أيضاً قائمة الدول الأوروبية على صعيد عدد محطات شحن المركبات الكهربائية، في ظل خشية «البلاد المنخفضة» هذه من تبعات التغير المناخي لناحية ارتفاع مستوى المياه.

وفي كل زاوية من الطريق، تنتشر سيارات «تيسلا» و«فولفو» وغيرهما من المركبات الكهربائية الموصولة بأجهزة الشحن في هذه المحطات البالغ عددها حوالى 75 ألفاً، أي ثلث مجموع المحطات في الاتحاد الأوروبي.

وبعد فتح أربع محطات شحن في محيط منزل نينكه بيرغسما في وسط روتردام، اقتنعت الطالبة البالغة من العمر 37 عاماً بشراء سيارة كهربائية في مسعى منها إلى «المساهمة في حماية البيئة».

وكان من الصعب في بادئ الأمر إيجاد مواقع شحن تتماشى مع تنقّلاتها، لكن المشكلة قد حلّت وباتت بيرغسما «سعيدة جداً» بقرارها هذا.

وواحدة من كل خمس سيارات جديدة تقريباً هي كهربائية بالكامل في هولندا التي تشجّع على اعتماد وسيلة النقل المستدامة هذه من خلال علاوات ومزايا ضريبية.

ولا يخفى على السلطات، أن البلد الذي تقع ثلث أراضيه تقريباً تحت مستوى البحر عرضة بشكل خاص لتداعيات الاحترار المناخي الذي تتسارع وتيرته أكثر من المتوقع، بحسب التقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الأمم المتحدة.

وتطمح الحكومة إلى أن تكون كل السيارات الجديدة التي تباع اعتباراً من 2030 كهربائية بالكامل في هولندا؛ حيث تتسبب الحركة المرورية بخمس انبعاثات غازات الدفيئة.

وتعد هولندا من أكثر البلدان المسببة للتلوث في أوروبا، خصوصاً بسبب قطاعي الصناعة والزراعة. ومتوسّط السيارات للفرد الواحد فيها هو أعلى من ذاك في فرنسا أو اليونان أو السويد.

وإثر دعوى قضائية مرفوعة من منظمات غير حكومية، اضطرت لاهاي للالتزام بتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 49 % بحلول 2030، نسبة إلى 1990.

مسافات قصيرة

وفي وسع سيارة نيكه بيرغسما، وهي من طراز «فولفو»، أن تقطع حوالى 400 كيلومتر، عندما تكون مشحونة بالكامل، وهي مسافة نادراً ما تقطعها دفعة واحدة هذه الطالبة التي تدرس العلوم الطبيعية والبيئية.

ويكشف مارتن فان بيزن الذي يدير جمعية السيارات الكهربائية، عن أن المسافات القصيرة ونوعية شبكة الطرقات عاملان «يدفعان الناس على خوض غمار المركبات الكهربائية».

وهو يشير إلى أن 20 إلى 21 % من السيارات الجديدة التي بيعت العام الماضي والمقدّر عددها بحوالى 400 ألف كانت كهربائية بالكامل.

ومنذ عام 2012، راحت لاهاي تشجّع على اعتماد وسيلة النقل هذه، بحسب فان بيزن.

وإضافة إلى 75 ألف محطة شحن عامة، تَزوّد 190 ألف مواطن بأجهزة شحن خاصة.

وتضم هولندا قرابة 30 % من مواقع الشحن في أوروبا، فيما تحل فرنسا وألمانيا في المرتبتين الثانية والثالثة مع حوالى 20 % لكل منهما، علماً بأنهما أكبر من هولندا بكثير.

وتنتشر نصف مواقع الشحن العامة في مناطق أمستردام ولاهاي وروتردام؛ حيث يعيش ثلث سكان البلد.

وفي أغلبية المناطق، تخضع إدارة المحطات لشركة تتمتع بحقوق امتياز، ما يسهّل استخدامها؛ إذ يمكن استعمال البطاقة عينها في كل المحطات.

«غير كاف»

وفي المدينة، توفّر محطة شحن في محيط 200 متر على أقصى تقدير لكل مواطن. وفي الأرياف، يملك الأفراد أجهزة شحن خاصة و75% منهم يستمدون الكهرباء من ألواحهم الشمسية.

وتسمح أجهزة الشحن التقليدية ب «تزويد السيارة بالكامل بالكهرباء» ليلاً أو في خلال بضع ساعات. أما تلك السريعة المتوفرة في المحطات على الطرقات السريعة، فهي قادرة على شحن السيارة في خلال ثلاثين دقيقة.

وعلى الرغم من كل ذلك، ما من محطات شحن كافية في روتردام، على ما تقول نينكه بيرغسما التي تشحن سيارتها كل أربع ليال.

وهي قد تضطر أحياناً إلى انتظار دورها لبعض الوقت، حتى لو أنها تتفادى ساعة الذروة في السادسة مساء.

وأحرزت البلدية تقدماً من خلال توفير المزيد من محطات الشحن، لكن ذلك غير كاف في نظر الطالبة. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"