عادي
اسأل الخليج

لماذا أبوظبي عاصمة الفنون القتالية في العالم؟

13:59 مساء
قراءة 6 دقائق
أبوظبي عاصمة الفنون القتالية المختلطة
بطولة محاربي الإمارات نمت بشكل سريع
نزال حبيب ضد بويرر في 2019 استقطب اهتماماً عالمياً
حبيب على الأرض يبكي بعد إعلان اعتزاله من أبوظبي
جماهير غفيرة تحضر المنافسات
إعداد: معن خليل
رسخت عاصمة دولة الإمارات، أبوظبي، نفسها عاصمة عالمية للفنون القتالية المختلطة منذ 2019، بفعل البطولات المميزة التي استضافتها، والتي ستتعزز في السنوات القادمة، بعد الاتفاقية التي وقعتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في 24 أغسطس/آب الماضي مع لجنة الفنون القتالية المختلطة، وبطولة «محاربي الإمارات» التي تنظمها شركة بالمز الرياضية.
كما أعلنت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ومؤسسة «يو إف سي» الرائدة عالمياً للفنون القتالية المختلطة، عن عودة نزالات «يو إف سي» إلى العاصمة الإماراتية ضمن سلسلة من الفعاليات المشوقة لعشاق فنون القتال، أبرزها بطولة «يو إف سي 267» التي ستنطلق في 30 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكانت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي ومؤسسة «يو إف سي» أعلنت سابقاً شراكة لمدة 5 أعوام، تقوم المؤسسة بموجبها بتنظيم نزالاتها في العاصمة الإماراتية لغاية عام 2023، وانطلقت بالفعل النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للتحدي» في شهر سبتمبر/أيلول عام 2019 واختتمت فعالياتها بنزال «بطولة يو إف سي 242: حبيب ضد بويرر» الذي أقيم أمام حشد غفير بلغ نحو 15 ألف مشجع في جزيرة ياس.
النزال الأخير لحبيب
أما نسخة 2020 فشهدت أهم حدث في تاريخ الفنون القتالية المختلطة، عندما أعلن المقاتل الروسي الشهير حبيب نور محمدوف اعتزاله بشكل مفاجئ في أبوظبي، عقب تغلبه على منافسه الأمريكي جاستن غايتجي.
وأطلق على المواجهة الكثير من الألقاب بالنظر إلى ما رافقها من أحداث دراماتيكية، وتردد اسم أبوظبي كما البطل الروسي كثيراً في الإعلام العالمي، على اعتبار أن حبيب محمدوف أعلن اعتزاله مباشرة بعد فوزه، لأنه لا يطيق المنافسة ووالده وأستاذه ومعلمه غير موجود بعدما توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا.
وعندما، سقط حبيب نور محمدوف على الأرض بعد فوزه، وأجهش بالبكاء كانت صورته تعبر العالم بسرعة البرق، واختيرت صورة العام.
الفوز الـ28
كما حقق حبيب نور محمدوف فوزه القياسي الـ28 توالياً، في أبوظبي أيضاً عام 2019، بعد فوزه على متحديه الأمريكي داستن بويرر على لقب الوزن الخفيف في اتحاد الفنون القتالية «يو إف سي».
وأصبحت أبوظبي وقتها أول مدينة في الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث الذي يجمع أقوى المقاتلين في العالم، كما أنها كانت الأولى في العالم التي تشهد نزالاً لمحمدوف بعد إيقافه عن اللعب قبل تسعة شهور من نزاله في عاصمة الإمارات، بسبب المشاكل التي حصلت بعد فوزه الشهير على متحديه الإيرلندي ماكغريغر، في ما عرف بـ«نزال العصر» في الألعاب القتالية.
ولم يكن تواجد محمدوف بما يملك من شعبية طاغية هو الحدث فقط، إذ إن أبوظبي حققت وقتها العديد من الأرقام الخاصة التي ستحتفظ بها في سجلات اتحاد الفنون القتالية الدولي، بعدما نجحت وعبر «أسبوع أبوظبي للتحدي» الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة في استضافة أول نزال نسائي من نوعه، وحققت مكاسب سياحية مميزة، مع توافد أعداد كبيرة من المشجعين لمؤازرة أبطالهم المفضلين، هذا عدا أن اسمها استأثر بعناوين الصحف العالمية، ولاسيما أن بطل جولتها نال أكبر جائزة مالية في تاريخه ووصلت إلى ستة ملايين دولار، علماً أن محمدوف نال مليوني دولار فقط عندما فاز على متحديه الإيرلندي ماكغريغر في أشهر نزال بالعالم.
إشادات عالمية
ونالت أبوظبي إشادات واسعة من الضيوف والصحف، ووصفها البطل حبيب نور محمدوف بأجمل العبارات عندما قال: «لعبت في الكثير من قارات العالم..لقد كنت في تركيا وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة والبرازيل وكندا وداغستان وإفريقيا، لكن الإمارات هي أفضل مكان آمن في العالم، فأنا أحب هذا البلد، وكنت متشوقاً وبشكل كبير للعب في أبوظبي».
وتابع محمدوف حديثه عن الإمارات وشعبها والمحبين له من أبناء الجاليات المتواجدة في الدولة: «أنا أحب هؤلاء الناس، وهم يحبونني، وسأعود للعب في أبوظبي دائماً».
وبالفعل عاد محمدوف إلى الإمارات لاحقاً، وأعلن أنه بصدد إنشاء أكاديمية كبرى فيها لبناء أبطال جدد وتخريج وتأهيل نجوم محترفين في الفنون القتالية.
وعكست تقارير الإعلام العالمي وقتها، أهمية تواجد محمدوف في أبوظبي والفوائد الترويجية للعاصمة الإماراتية، وأبرزت مجلة فوربس الأمريكية المكاسب المالية التي حصل عليها محمدوف بعد إحرازه اللقب، حيث حصل على ستة ملايين دولار، وهو يعد أعلى أجر حصل عليه في نزال واحد خلال مسيرته على حلبات القتال، وبالإضافة إلى ذلك حصل على مبلغ 50 ألف دولار كأفضل أداء لمقاتل من بين المقاتلين المشاركين في عرض «أسبوع أبوظبي للتحدي».
وركزت صحيفة «إيل كونفيدنشال» الإسبانية الشهيرة على أجواء المواجهة التي حضرها 15 ألف مشجع في أبوظبي في حلبة مرسى ياس التي بنيت خصيصاً لاستضافة المواجهات الكبرى العالمية في الفنون القتالية.
من جهتها، تطرقت صحيفة «الصن» البريطانية إلى ما يشكله محمدوف من مثال جيد لدى الشباب المهتمين برياضة الفنون القتالية المختلطة، وأشارت إلى بدايته في اللعبة منذ أن كان في سن التاسعة من عمره، حيث تدرب على يد والده الجندي السابق في الجيش الروسي، والبطل في لعبتي الجودو والسومو.
وقالت الصحيفة إن الطفل محمدوف نشأ في بيئة قاسية، حيث إنه من مواليد داغستان المعروفة ببأس رجالها، كما أنه عاش في منزل صغير مع 15 فرداً من إخوته وأبناء عمومته في قرية سيلدي الجبلية.
بحر من البشر
وفي فيلم وثائقي بعنوان «سجلات داغستان» استذكر حبيب نور محمدوف كيف تعلم هو وأصدقاؤه كيفية السباحة، حيث تم إلقاؤهم وبشكل خطير في نهر داغستاني، كما أن والده الراحل كان يضعه في مواجهات مع من هم أكبر منه سناً، وجلب له مرة دباً برياً ليصارعه، وباع أربعة من الثيران التي يملكها من أجل استثمار مالها لتحويل قاعة إلى صالة ألعاب رياضية، ومثل هذه التجارب هي من جعلت من حبيب أحد أبرز المقاتلين في رياضة الألعاب القتالية المختلطة، وأول روسي يفوز بلقب من تنظيم «يو إف سي».
وألقى موقع «أرابيان بيزنس» الضوء على الضجة التي أحدثها تواجد حبيب نور محمدوف في أبوظبي، وقال في تقريره إن «الباعة المتجولين تواجدوا منذ الصبح الباكر رغم أن النزال مساء وذلك لبيع القبعات القوقازية، التي يشتهر بارتدائها محبو البطل والمصنوعة من جلد الغنم».
وتطرق مراسل المواقع إلى الحشود الهائلة التي حضرت لمشاهدة النزال، وكشف أن الآلاف منهم كانوا من الروس، إضافة إلى المشجعين من أبناء الإمارات والجاليات، واصفاً المشهد في جزيرة ياس في أبوظبي التي احتضنت صالتها «ذي أرينا» النزالات، أنها كانت أشبه بـ«بحر من البشر وكانوا يهتفون حبيب..حبيب».
واعتبر المراسل أن شعبية محمدوف تزداد بشكل كبير، وذلك منذ نزاله الشهير مع البطل الإيرلندي ماكغريغر في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، كما أن المقاتلين الروس في اللعبة أصبحوا أكثر عدداً بفضل هذا الرياضي المسلم.
حدث المستقبل
مما لاشك فيه، أن تحدي الفنون القتالية أصبح حدثاً منتظراً على خارطة الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل بالإمارات عموماً وأبوظبي خصوصاً، وقد عبر دانا وايت، رئيس اتحاد «يو إف سي» العالمية عن هذا الأمر، مؤكداً أن رياضة الفنون القتالية ستشهد ازدهاراً كبيراً في السنوات القادمة بعد تصدي أبوظبي لاستضافة نزالات الفنون القتالية المختلطة لمدة خمسة أعوام.
ورأى وايت، أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر بيئة خصبة لنمو هذه اللعبة بشكل هائل، كما تتمتع بإمكانيات كبيرة، إذ بالإمكان القيام بتوفير كل ما تحتاج إليه هذه الرياضة.
من هي «يو إف سي»؟
«يو إف سي» هي شركة الفنون القتالية المختلطة الأبرز على مستوى العالم، وتتمتع الشركة بأكثر من 300 مليون مشجع حول العالم، بما في ذلك 70 مليون متابع عبر كافة منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية، ويتم بث برامج «يو إف سي» في أكثر من 170 بلداً وإقليماً لأكثر من مليار أسرة من مستخدمي أجهزة التلفاز على مستوى العالم بأكثر من 40 لغة.
ومنذ عام 2001، تتخذ «يو إف سي» من لاس فيغاس الأمريكية مقراً لها إلى جانب شبكة موظفيها الممتدة حول العالم،ويضم سجل الاتحاد النشط الحالي أكثر من 570 رياضياً يمثلون أكثر من 55 بلداً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"