عادي

«الأبيض» في النفق.. ومارفيك يتخبط

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق
الأحبابي يقود هجمة لمنتخبنا أمام سوريا
MARRFFFEEKK

الشارقة: علي نجم

دخل منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم النفق المظلم في تصفيات مونديال 2022، بعدما اكتفى بكسب نقطتين فقط من أصل 6 ممكنة في أول جولتين من منافسات المجموعة الأولى، بعد تعادله مع سوريا 1-1،وهو الثاني على التوالي، بعد الأول أمام لبنان.

لم يكن أكثر المتشائمين يتصور أن يخرج «الأبيض» بهذا الحصاد «المُر» من أول مرحلتين، بعدما تفاءل الشارع الرياضي بالمنتخب عقب الأداء الجيد الذي أبداه في إياب تصفيات المرحلة السابقة التي لعبت في دبي يونيو/ حزيران الماضي، وحقق خلالها 4 انتصارات متوالية، قبل أن ينقلب التفاؤل إلى إحباط في الدور الحاسم الحالي بعد تعادلين في مباراتين أمام لبنان وسوريا كان من المفترض أن تكونا الأسهل قبل لقاء إيران وكوريا الجنوبية والعراق.

6 نقاط كاملة كانت هي الهدف، لكن شتان ما بين الهدف والواقع، بل شتان ما بين منتخب يريد أن يبلغ العالمية، ومنتخب بدا عاجزاً عن صنع وتقديم الأداء الذي يساعده على تجاوز أقل منتخبات المجموعة حظوظاً على الورق.

بعد جولتين، اكتفى منتخبنا الوطني باحتلال المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد نقطتين، وهو الموقع الذي يؤهل الفائز به في ختام الدور الحاسم لخوض مباريات الملحق، لكن حتى المركز الحالي سيكون حتى إشعار آخر، خاصة أن المواجهات الكبيرة والمعقدة والصعبة لا تزال تنتظر منتخبنا في القادم من الجولات، حيث سيكون على موعد مع 3 مباريات «حامية الوطيس»، أمام كل من العراق وإيران في دبي أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ومن ثم أمام مضيفه كوريا الجنوبية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

أضواء العالمية

لا شك أن ضياع بوصلة الانتصارات والاكتفاء بالتعادل في مباراتين،أسهم في دخول منتخبنا إلى نفق مظلم، حيث باتت أضواء العالمية بعيدة عن رجال المدير الفني الهولندي مارفيك.

وتحول مارفيك من رجل المرحلة إلى «المتهم» الأول، حيث صبت الجماهير جام غضبها على المدرب الهولندي حتى أصبح «هاشتاق» إقالة الهولندي «ترند» ثالث في الإمارات.

يتحمل المدرب الهولندي الجزء الكبير من مسؤولية الإخفاق في أول مرحلتين، بعدما ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المدرب يؤدي مهمته دون دافع أو تركيز كبير.

العناد، التسلط، سوء الخيارات الفنية بل والتكتيكية، والتمسك بعناصر التشكيل الأساسيين، كلها عوامل أدت بالمدرب الهولندي في أن يدخل «باص» منتخبنا في نفق دون إنارة، بل دون بوصلة تشير إلى إمكانية الخروج من هذا المأزق.

وأمعن المدرب الهولندي الذي عاد لقيادة منتخبنا باعتباره «المُخلص» في استغلال هيبته وتاريخه، فبدا وكأن الكلام معه ممنوع، والتواصل غير ممكن، حتى أصبح المتحكم في مصير برنامج إعداد وتأهيل منتخبنا الوطني، دون أن تفلح تدخلات لجنة المنتخبات سوى في تعديل بسيط.

وما زاد الأمر سوءاً، أن كل متطلبات المدرب كانت مستجابة، حتى بدا وكأن رجال الاتحاد على أهبة الاستعداد من أجل تأمين «لبن العصفور» للمدرب، فتم تطبيق كل ما أراد حتى وضع رزنامة الدوري والموسم، بما يتناسب مع توجيهات وتعليمات«مستر مارفيك».

تخبطات فنية

عجز منتخبنا أمام سوريا عن صنع هجمة مدروسة، وكان تسجيل علي مبخوت لهدف التقدم هدية من الحارس إبراهيم عالمة ومن سوء أرضية الملعب التي اعترض عليها المدير الفني لمنتخبنا.

ومن تابع منتخبنا في أول ساعة من زمن اللقاء، شعر بالحزن على حال منتخب بدا وكأنه نسي«ألف باء» اللعبة، قبل أن يستيقظ اللاعبون من سباتهم بعد اهتزاز مرمى علي خصيف بهدف محمود البحر.

وكان منتخبنا محظوظاً بأن يخرج من اللقاء بالتعادل 1-1 رغم مرارة النتيجة، ذلك أن الفرص التي أهدرها عمر خربين كانت كفيلة بهز شباك خصيف بأكثر من 3 أهداف.

ودرات محركات لاعبينا في الربع الأخير من زمن المباراة، وسط متابعة بالعين المجردة من المدرب الهولندي الذي وقف ساكناً، ولم يتدخل لضخ دماء جديدة أو بث روح هجومية، فاكتفى بإشراك حمد عبد الله بدلاً من عبد الله رمضان، قبل أن يظهر على الشاشة مع مساعده وهما يصدران التوجيهات للاعب البديل محمد جمعة قبل دقيقة ونصف من انتهاء الوقت بدل الضائع من زمن المباراة!.

من يتدخل؟

ومع انتهاء التجمع الأول، بات سؤال الشارع الرياضي من يتدخل لإنقاذ الوضع وتعديل المسار؟

هل سيقف اتحاد الكرة ومعه لجنة المنتخبات مكتوفي الأيدي بعد كل ما حصل في مباراتي زعبيل وعمان، أم سيكون هناك تدخل وعمل من أجل إصلاح المسار؟

الكرة اليوم في يد اتحاد الكرة، الذي يقع على عاتقه إخراج المنتخب من النفق، أو ترك الدفة للهولندي، وتقديم وعد جديد بأن الحلم سيتحقق في 2026!.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"