قال الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون إنه يتعين على قمة مجموعة العشرين المقبلة توجيه رسالة واضحة لحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بشأن شروط الاعتراف الدولي بها، فيما عادت بعض الطالبات الى المدارس الثانوية في ولاية قندز.
وقال ماكرون في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر أمس الثلاثاء إن هذه الشروط يجب أن تشمل تحقيق المساواة للنساء، والسماح بالعمليات الإنسانية الأجنبية، ووقف التعاون مع الجماعات الإرهابية.
وتابع ماكرون «أعتقد أن الاعتراف الدولي يجب أن يكون له ثمن، وكرامة المرأة الأفغانية والمساواة بين النساء والرجال يجب أن تكونا من النقاط التي يتعين التأكيد عليها ويجب أن تكونا شرطاً بالنسبة لنا».
وفي إشارة إلى قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في روما في وقت لاحق هذا الشهر قال ماكرون.. «سنتحدث عن أفغانستان. يتعين علينا ذلك، ونحن نعني الأوروبيين والأمريكيين والصين وروسيا والقوى الكبرى في إفريقيا وآسيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية مجتمعة، يجب أن تكون لدينا رسالة بالغة الوضوح بأننا سنضع شروطاً للاعتراف بطالبان».
من جهة أخرى، أكد مسؤولون في حركة طالبان ومدرّسون عودة الفتيات إلى بعض المدارس الثانوية في إحدى ولايات شمال أفغانستان، فيما لم يسمح لهن بعد بالعودة إلى مقاعد الدراسة في معظم أجزاء البلاد.
وأظهر تسجيل مصوّر نشره الناطق باسم الحركة سهيل شاهين عشرات الفتيات يرتدين ملابس سوداء بينما وضعت بعضهن حجاباً أبيض اللون والبعض الآخر نقاباً أسود، وهن جالسات على المقاعد ويلوحن بعلم طالبان. وقال شاهين، في تغريدة «الفتيات يرتدن المدارس الثانوية في خان آباد في ولاية قندز».
لكن في كابول، أكد المسؤول في وزارة التعليم حمد عابد أن أي تغيير لم يطرأ على سياسة حكومة طالبان المؤقتة المركزية قائلاً لفرانس برس أمس الثلاثاء «لا تزال المدارس الثانوية مغلقة بالنسبة للفتيات».
وبعد سبعة أسابيع من استيلائها على السلطة وتعهّدها باتّباع نهج أقل تشدداً مقارنة بعهدها السابق، قلّصت طالبان تدريجياً الحريات التي كان يحظى بها الأفغان. وقالت منظمة العفو الدولية (امنيستي) إن مسلحي طالبان قتلوا 13 شخصاً من إثنية الهزارة، وأشارت الى أن الضحايا كانوا جنوداً في الجيش الحكومي وأنهم استسلمو لعناصر الحركة في قرية «كاهور» في ولاية «دايكوندي»، وأشارت المنظمة الى أن هناك ضحيتين مدنيين وفتاة في السابعة عشرة من العمر.
الى جانب ذلك، قال مسؤول كبير إن أفغانستان بدأت أمس الثلاثاء في إصدار جوازات السفر مرة أخرى بعد تأجيلات استمرت شهوراً وأعاقت محاولات الساعين إلى مغادرة البلاد بعد سيطرة طالبان على الحكم. وأضاف المسؤول أن إصدار الجوازات، الذي كان قد تباطأ حتى قبل عودة طالبان إلى السلطة في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية، سيتم من خلال وثائق مطابقة تماماً للأوراق التي قدمتها الحكومة السابقة لطالبي الجوازات. وقال علم جول حقاني القائم بأعمال رئيس مكتب الجوازات للصحفيين في كابول إن ما بين 5000 و6000 جواز سفر ستصدر يومياً وإنه تم توظيف نساء لإصدار الجوازات للمواطنات الراغبات في ذلك. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية قارئ سيد خوستي للصحفيين إن طلبات 25 ألف متقدم وصلت إلى المرحلة النهائية وإن طلبات مئة ألف متقدم ما زالت في المراحل الأولى من العملية. (وكالات)
