عادي
20 عاماً من العمل حافلة بالاكتشافات

كاميرا «هابل».. عين على أسرار الكون

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق
الصورة المكتشفة من كاميرا هابل الاستقصائية

إعداد: مصطفى الزعبي

يحتفل «هابل» التلسكوب التابع لوكالتي الفضاء الأمريكية والأوروبية بالذكرى ال 20 لبداية نشاط الكاميرا المتقدمة الاستقصائية التي ركبها رائدان أثناء مهمة «هابل 3B»، وكشفت عن أسرار جديدة ومثيرة للكون، وبحثت في أعماق الفضاء بوضوح غير مسبوق. يأتي اسم الكاميرا المتقدمة للاستطلاعات من قدرتها الخاصة على رصد مناطق كبيرة في الفضاء بتفاصيل رائعة ودقيقة. وقال رائد الفضاء السابق مايك ماسيمينو، وهو أحد الرائدين اللذين ثبتا الكاميرا: «كنا نعلم أنها ستضيف الكثير من إمكانات الاكتشاف إلى التلسكوب وساعدت على رسم خريطة لتوزيع المادة المظلمة، واكتشاف أبعد الأجسام في الكون، والبحث عن الكواكب الكبيرة ودراسة تطور مجموعات المجرات.

قالت جينيفر وايزمان، عالمة مشروع «هابل» في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»: «فتحت الكاميرا المتقدمة للاستطلاعات أعيننا على عالم عميق ونشط لمدة عقدين من الزمن». وأوضح توم براون، رئيس مكتب بعثة تلسكوب هابل الفضائي في معهد علوم تلسكوب الفضاء: عند تثبيت الكاميرا، كان التلسكوب قادراً على التقاط صور عميقة للكون البعيد، مثل حقل هابل العميق في بالتيمور بولاية ماريلاند، وأضافت الكاميرا شيئاً أقوى من المعتاد من خلال رؤية مجرات بعيدة جداً.

وأحد الأمثلة على ذلك هو مجرة مذهلة تسمى الشرغوف، التي صورها علماء الفلك بعد وقت قصير من تركيب الكاميرا والتي أثبتت قدراتها، ورصدت ذيلاً طويلاً من النجوم خلف المجرة، مكوناً من 6000 نجم.

وخلال ال 20 عاماً على متن «هابل»، التقطت الكاميرا 125ألف صورة ولدت العديد من الاكتشافات منها التقاطها في «حقل هابل فائق البعد» صورة لمنطقة صغيرة تحتوي على ما يقدر ب 10000 مجرة، تبعد 13 مليار سنة ضوئية عن كوكبنا وكانت فيها مجرات تعود إلى 800 مليون سنة بعد «الانفجار العظيم» وتشكل الحقول الحدودية وهي بحر من المجرات تشبه الحقول المحددة.

وتمكن «هابل» من التقاط هذه الحقول بعد وضع الكاميرا التي عجزت تقنياته السابقة عن العثور عليها.

وتمكن «هابل» من التقاط هذه الحقول بعد وضع الكاميرا التي عجزت تقنياته السابقة عن العثور عليها. ورصدت الكاميرا هذه الحقول من خلال الأشعة تحت الحمراء والأضواء التي تنطلق من المجرات.

وعلى مدار ثلاث سنوات، كرس «هابل» 840 دورة حول الأرض أي 1330 ساعة ل 6 مجموعات من المجرات و6 حقول متوازية في عملية رصدها، في حين أن هذه الحقول المتوازية لا يمكن لعدسات الجاذبية على التلسكوب رصدها دون هذه الكاميرا.

تصوير «بلوتو»

التقطت الكاميرا أكثر الصور تفصيلاً على الإطلاق للكوكب القزم «بلوتو» قبل سنوات من تحليق مركبة «نيو هورايزونز». تكشف الصور عن عالم جليدي مظلم، ويخضع لتغيرات موسمية في السطح والسطوع. كانت صور الكاميرا لا تقدر بثمن في التخطيط لتفاصيل رحلة «نيو هورايزونز» في 2015 من خلال إظهار أي نصف كروي يبدو أكثر إثارة للمركبة لالتقاط لقطات عن قرب أثناء رحلتها.

وفي 2008، التقطت الكاميرا أول لقطة للضوء المرئي لما كان يعتقد في البداية أنه كوكب، أطلق عليه اسم «فم الحوت»، وهو نجم يقع في كوكبة الحوت الجنوبي يبعد حوالي 25 سنة ضوئية عن الأرض، تبلغ حرارته 5800 كلفن.

والتقطت الكاميرا ظاهرة غير عادية في الفضاء تسمى «صدى الضوء»، إذ ينعكس الضوء الصادر عن نجم ثائر أو من الغبار ثم يسافر إلى الأرض. وفي 2002، قدمت الكاميرا نظرة جديدة غير مسبوقة ومثيرة للكون عندما رصدت «أبيل 1689»، وهو عنقود مجرات في كوكبة العذراء على بعد 2.2 مليار سنة ضوئية من الأرض. ويتميز بصفاته بالعمل كعدسة جاذبية، أي يُظهر ما خلفه من مجرات.

مجرات ناضجة

باستخدام الكاميرا، تمكن العلماء من إلقاء نظرة على الزمن القديم قبل 9 مليارات سنة ضوئية، إذ وجد فريق دولي من علماء الفلك مجرات ناضجة فيما يسمى الكون الشاب. المجرات هي أعضاء في مجموعة من المجرات التي كانت موجودة عندما كان عمر الكون 5 مليارات سنة فقط، وهو ما اعتبر دليلاً على أن المجرات يجب أن تكون بدأت في التكوين بعد «الانفجار العظيم» مباشرة..

واكتشف علماء الفلك باستخدام الكاميرا المستعرات الأعظمية التي انفجرت منذ فترة طويلة في الكون، وقدمت أدلة جديدة حول تسارعه و«طاقته المظلمة» الغامضة من خلال التقاط التوهج الخافت لهذه المستعرات الأعظمية البعيدة جداً.

وفي عام 1998، وجد علماء «هابل» مثل هذا المستعر الأعظم البعيد الذي قدم اكتشافاً غير متوقع بأن المجرات بدت وكأنها تبتعد عن بعضها بسرعة متزايدة باستمرار. وأرجعوا هذا التوسع المتسارع إلى عامل غامض يُعرف بالطاقة المظلمة يعتقد أنه يتغلغل في الكون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"