عادي
تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل

«التجارة الحوارية» في الإمارات تتجاوز «الإلكترونية»

22:28 مساء
قراءة 4 دقائق
2

دبي: حمدي سعد
وفرت دولة الإمارات بيئة رقمية مثالية، مدعومة باستثمارات ضخمة ترمي إلى التحول إلى الاقتصاد المعرفي، فضلًا عن تطور وانتشار نظم الدفع المتقدمة والتكنولوجيا المالية واللوجستيات. هذه التسهيلات جميعها دعمت بروز مفهوم جديد للتجارة يطلق عليه «التجارة الحوارية»، القائمة على منصات التواصل وبرامج وتطبيقات التراسل الفورية، والذي يعد التطور الطبيعي للتجارة الإلكترونية، التي تسارعت بقوة في الإمارات خلال السنوات الماضية، نظراً لكون سكان الدولة من الأكثر عالمياً وإقليمياً في الارتباط بالهواتف والأجهزة الذكية والأعلى نشاطاً على وسائل التواصل.

جاء مفهوم «التجارة الحوارية» أو «المتصلة» القائمة على التواصل بين التجار والمتسوقين على وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج وتطبيقات التراسل الفورية كتطور طبيعي لقطاع التجارة الإلكترونية، حيث حقق الأخير منذ منتصف التسعينات تطوراً كبيراً لقطاع التجزئة عبر الإنترنت عبر النمو غير المسبوق والسريع في عمليات البيع، حيث لاقى تقديرًا كبيرًا من المتسوقين، نظرًا لسهولة الاختيار والشراء من بين ملايين المنتجات والسلع.

وتقوم التجارة الحوارية بتوفير المتاجر التقليدية والعلامات التجارية الإلكترونية بآليات لتحويل المحادثات إلى عمليات بيع سلسة وإتمام عمليات الشراء عبر قنوات البيع المفضلة من قبل المتسوقين والعملاء.

راحة التفاعل

1
أحمد فاروق

يقول أحمد فاروق، الرئيس الإقليمي لنمو الأعمال والتطوير في شركة «زبوني»، المتخصصة في تطوير نظم وآليات «التجارة الحوارية»: إن طريقة قضاء الوقت على الإنترنت تغيرت كثيرًا على مدار ال 25 عامًا الماضية لتصبح أطول، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر برامج وتطبيقات التراسل الفوري. وبات غالبية المتسوقين يبحثون عن خيارات تسوق على هذه القنوات ويقدرون فائدة وراحة التفاعل مع شخص حقيقي وأكثر ارتباطاً بالمتسوقين أو العملاء، فيما تفتقر التجارة الإلكترونية لهذا العامل.

وأضاف فاروق حول توقعات نمو «التجارة الحوارية» أن تقريراً حديثاً أجرته «زبوني» أظهر أن هذا النوع من التجارة يمكن أن ينجز نحو 40% من عمليات البيع بالتجزئة ويمكن أن يخدم أكثر عن 20 مليون شركة صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، في الوقت الذي تستحوذ فيه التجارة الإلكترونية حاليًا على نحو 5% فقط من إجمالي تجارة التجزئة في المنطقة وشمال إفريقيا، والتي تبلغ قيمتها نحو تريليون دولار.

اقتراح المنتجات

أشار فاروق إلى أن واحداً من أسباب سيطرة التجارة الحوارية في المنطقة هو أنها لا تخدم الأنشطة التجارية عبر الإنترنت فحسب، بل يمكن لتجار التجزئة التقليديين الاستفادة منها لإعادة استهداف زوار المتجر والتواصل معهم فوراً لتقديم أحدث العروض أو اقتراح المنتجات التي يرغبون في شرائها مستقبلاً.

وقال: تشير البيانات المُجمعة لدراسة أجرتها «زبوني» إلى أن معدل تحويل عمليات التجارة الحوارية إلى مبيعات حقيقية يفوق نسبته ال 80%، مقارنة بمعدلات التجارة الإلكترونية التي جاءت نسبتها بأقل من 3% من حيث المبيعات المحتملة، كما تمكن المتسوقين من طلب المزيد من المعلومات حول المنتج أو الخدمة أو التفاوض للحصول على خصومات فورية.

وأوضح فاروق أن متوسط معدل الساعات التي يقضيها الأفراد يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة وإفريقيا يتراوح بين 3 و5 ساعات، وفقاً لشركة GlobalWebIndex، GWI، فيما يعتقد 67% من مستخدمي أحد تطبيقات الفيديو المشهورة أن المحتوى ألهمهم للتسوق، حسب هذا التطبيق، فيما قالت نسبة 20% من المتسوقين إنهم يستخدمون بشكل متكرر تطبيقات التواصل الاجتماعي للتسوق عبر الإنترنت وفقاً لشركة «تشيك أوت» «checkout».

وأشار إلى أن تقرير «زبوني» أظهر أن معدل حجم المرتجعات واسترداد المبالغ بما يخص التجارة الحوارية في المنطقة وشمال إفريقيا بلغت نسبته 0.42% فقط، مقارنة بمعدل المرتجعات البالغ 30% عبر التجارة الإلكترونية.

وأكد أن التجارة الحوارية تمكن الشركات من التفاعل البشري ما يساعد في تحول المتسوقين من مجرد زوار إلى متسوقين فعليين بل والاحتفاظ بهم.

ويؤكد الرئيس الإقليمي لنمو الأعمال والتطوير في شركة «زبوني»، أن التجارة الحوارية تتمتع بفرص نمو مستقبلية كبيرة جداً نظرًا لعدم وجود عوائق أمام أي نوع أو حجم للشركات، حيث تشير الدراسات إلى تمكن هذا النوع من التجارة من خدمة ما بين 19 و23 مليون شركة.

95 % من الشركات النسائية تستخدم المنصات

كشفت ماستركارد، وشبكة «Female Fusion»، مؤخراً عن نتائج دراسة تضم أكثر من 20000 عضو من المنطقة أن 95% من الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة لنساء، تنظر إلى منصات ومواقع التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية للأعمال، فيما تشمل القنوات المهمة الأخرى، مواقع التجارة الإلكترونية الخاصة بهذه الشركات 72% ثم برامج وتطبيقات التراسل الفورية بنسبة 50%.
50 % من الشركات تعزز حضورها الرقمي

1
سيلينا بيبر


كشفت نتائج استبيان أجرته شركة «GoDaddy» المتخصصة في تعزيز أعمال الشركات على شبكة الانترنت بالتعاون مع شركة «YouGov» المختصة في أبحاث السوق وتحليلات البيانات في وقت سابق عن اعتزام نحو 50% من الشركات المشاركة في المنطقة تعزيز حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية وزيادة أنشطة المبيعات على الإنترنت لديها. كما بيّنت نتائج الاستبيان تطوير نصف المشاركين من دولة الإمارات مواقعهم الإلكترونية بمساعدة مزود خدمات أو أخصائي خارجي.
وقالت سيلينا بيبر، رئيسة الاستراتيجية التجارية للأسواق الدولية ، لدى شركة «GoDaddy» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: أشار الاستبيان إلى أن المواقع الإلكترونية للشركات تصدرت أكثر قنوات البيع رواجاً، في المركز الأول عند 53%، تليها المتاجر الفعلية بنسبة 44%.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"