عادي
محمد بن زايد وماكرون يثنيان على عمق الشراكة الاستراتيجية

البيان الإماراتي - الفرنسي: التزام بمواجهة التحديات العالمية والإقليمية

16:20 مساء
قراءة 5 دقائق
1

أثنى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي ترتكز على الصداقة المتينة والثقة المتبادلة بينهما ، مؤكدين الالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون في جميع المجالات، والعمل معاً في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.
جاء ذلك ببيان مشترك في ختام زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فرنسا تلبية لدعوة إيمانويل ماكرون، والتي استغرقت يومين.
وخلال الزيارة، قدم الرئيس ماكرون، مجدداً خالص تعازيه بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي كان قائداً استثنائياً حظي باحترام العالم وتقديره.. ووجّه تهانيه الحارّة إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بانتخابه رئيساً لدولة الإمارات، متمنياً لشعب دولة الإمارات، دوام التقدم والازدهار في ظل قيادة سموّه. كما وجه شكره إلى سموّه، لتلبيته الدعوة في أول زيارة دولة له إلى فرنسا، التي تناولت العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين.
الجهود الدبلوماسية 
أعرب الرئيسان عن قلقهما العميق بشأن الحرب في أوكرانيا، وتأثيرها المروّع في المدنيين، وتداعياتها على الوضع الإنساني وآثارها في أسواق السلع العالمية. وشددا على الضرورة الملحّة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة. وأشاد سموّه بالجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون في هذا الشأن.
الاقتصاد والاستثمار والصناعة
أعرب الرئيسان عن طموحاتهما المشتركة لمواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بين البلدين، بناء على الشراكة الاستثمارية الواعدة التي أطلقت في ديسمبر/ كانون الأول 2021. وأبديا اهتمامهما بتطوير التعاون في المجالات ذات المصالح والقدرات المشتركة.
كما أثنيا على مجلس رجال الأعمال الإماراتي - الفرنسي الذي أطلق خلال زيارة سموّه إلى فرنسا ويهدف إلى فتح آفاق جديدة ورفع مستوى التعاون في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم أسواق البلدين. 
ونوّه الجانبان بأهمية المجلس، لكونه إحدى القنوات المهمة لتوسيع التعاون البنّاء بين مجتمعات الأعمال في البلدين، وأكدا رغبتهما المشتركة في عقد الاجتماع الافتتاحي للمجلس خلال المرحلة المقبلة.
العمل المناخي
أكد الرئيسان أهمية العمل المناخي الذي يمثل أولوية قصوى للبلدين، معربين عن طموحاتهما وأهدافهما المشتركة في هذا المجال المهم. وهنّأ الرئيس ماكرون دولة الإمارات على اختيارها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة، بشأن تغير المناخ (COP-28)، الذي ستنطلق أعماله عام 2023، وأكد استعداد فرنسا لتقديم الدعم الكامل ومشاركة خبرتها من تنظيم الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر نفسه. كما وقعا مذكرة تفاهم بالعمل المناخي، لتعزيز آفاق التعاون بينهما.
وهنّأ الجانب الفرنسي دولة الإمارات بنجاح تشغيل برنامجها للطاقة النووية السلمية. وأكدا الدور المهم للطاقة النووية في دعم جهود البلدين، للحدّ من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الطاقة، وعزمهما على مواصلة التعاون المتين في هذا القطاع، عبر تبادل الخبرات الفنية، وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي. فضلاً عن مجالات البحث والتطوير. كما أشادا بالتقدم المحرز في مذكرة التفاهم بشأن الهيدروجين منزوع الكربون.
وفي ما يتعلق بجهود البحث والتطوير البحري، اتفقا على توثيق التعاون لتطوير برنامج البحوث البحرية، لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام.
القطاع الصحي
اتفق الرئيسان على أهمية القطاع الصحي، ومجالات التعاون الرئيسية بين البلدين التي يمكن التوسع فيها، لكونها من المجالات ذات الأولوية للتنمية وتبادل الخبرات بين دولة وفرنسا. ويعدّ مشروع الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المنبثق عن التعاون بين مركز أبوظبي للصحة العامة، والمستشفيات العامة في باريس، أحد أمثلة التعاون الناجحة؛ فبموجب مذكرة التفاهم الموقعة في ديسمبر عام 2020، نفّذ المشروع فريق من الخبراء الفرنسيين. ونجح المشروع في تعزيز النمو والاستدامة والتنافسية العالمية في هذا المجال، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعلومات.
ورحّبا بتوقيع مذكرة التفاهم، بشأن التعاون بين معهد «باستور» و«مركز أبوظبي للصحة العامة»، مشيرين إلى إمكانية أن يسفر هذا التعاون عن نتائج إيجابية للطرفين. كما أشارا إلى إمكانات التعاون في التعليم العالي، التي تركز على تطوير الخبرات في الرعاية الصحية.
التعليم والثقافة والفضاء
يدرك الجانبان أهمية التعليم والثقافة والعلوم، بوصفها من أهم ركائز العلاقة بين البلدين، مؤكدين أهمية المشاريع الحالية، مثل «جامعة السوربون أبوظبي»، والجهود لتوسيع التعاون في التعليم العالي، مع مراكز تعليمية فرنسية، مثل مدرسة البرمجة «إيكول 42»، ومدرسة «نورماندي للأعمال»، ومدرسة أوروبا للتجارة (ESCP). وقد أبدى الجانبان اهتماماً كبيراً بالمشاريع المستقبلية، مثل مدرسة «روبيكا» المهنية، داعيين إلى تعزيز التعاون في دولة الإمارات، مع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية، وتوسيع نطاق تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الإماراتية.
كما بحث الرئيسان إمكانات استكشاف فرص جديدة للتعاون الثقافي، بعد الشراكة الناجحة التي تجسدت في متحف «اللوفر أبوظبي».
وكون قطاع الفضاء أحد المحفزات الرئيسة لتطور العلوم والتكنولوجيا، فقد وقّع الجانبان اتفاقيات عدة تتعلق برصد الأرض والمبادرات، بشأن تغير المناخ واستكشاف القمر، لتوطيد التعاون في هذا المجال المهم.
السلام والاستقرار
يدرك الرئيسان أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية، لكونها عنصراً أساسياً في جهود التعاون المشتركة والمتبادلة، تجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.
وأكدت دولة الإمارات وفرنسا، بصفتهما عضوين مؤسسين في التحالف الأمني الدولي، منذ عام 2017، التزامهما بمكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود، بتبادل الخبرات، ومواصلة تعزيز الجهود المشتركة مع بقية الدول الأعضاء.
وبحث الرئيسان آفاق تعزيز السلام والحوار والدبلوماسية في المنطقة، وأعربا عن أملهما بأن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران، إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي. وأشاد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بالنجاح الذي حققه «مؤتمر بغداد» للشراكة والتعاون، فيما أشاد الرئيس ماكرون، بالاتفاق الإبراهيمي الذي يسهم في نشر السلام والازدهار في المنطقة، عبر مدّ الجسور والتعاون. وأكد الرئيسان أهمية استمرار جهود تعزيز السلام والازدهار.
وبالنظر إلى خارج المنطقة، أشار الرئيسان إلى أهمية النظام متعدد الأطراف، لكونه سبيلاً أمثل لزيادة التفاهم والثقة المتبادلة دولياً، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التعاون الجماعي.
وأشاد الرئيس ماكرون بدور دولة الإمارات عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. فيما أشاد صاحب السموّ رئيس الدولة، بالإنجازات في مجال تعدد الأطراف التي تحققت خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان مجدداً التزامهما تجاه تطوير التعاون التاريخي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة في جميع المجالات، لتعزيز دورهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.  (وام)
أمن الطاقة والغذاء
بحث الرئيسان مجموعة من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية. واتفقا على العمل معاً لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها في البلدين والعالم.. كما اتفقا على إقامة شراكة استراتيجية شاملة في الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا، التي تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار كلفتها.
كما رحب الرئيسان بالاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة «توتال للطاقة» لتوفير الوقود، بهدف زيادة أمن إمدادات الوقود في فرنسا.
وفي السياق نفسه، أكدت دولة الإمارات دعمها للجهود العالمية بشأن الأمن الغذائي، وعملها مع فرنسا لإيجاد السبل لتخفيف الضغوط المتواصلة على منظومة الإمدادات العالمية. وأعلنت دعمها لمبادرة «تعزيز القدرة على الصمود في الغذاء والزراعة (FARM)» خاصة في ما يتعلق باعتماد نظام تجارة الأغذية الذي يتميز بالانفتاح والشفافية والمرونة، فضلاً عن توفير المعلومات ذات الصلة لدعم «نظام المعلومات المتعلق بالأسواق الزراعية» (AMIS).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"