عادي
جلسة ناقشت إنجازاتها في مختلف المجالات

ندوة الثقافة: المرأة الإماراتية حققت قفزات نوعية

19:19 مساء
قراءة 4 دقائق
منى البحر وعائشة سلطان ونجوم الغانم
منى البحر وعائشة سلطان ونجوم الغانم
  • مصطلح تمكين المرأة يحمل الكثير من الدلالات

دبي: «الخليج»

نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة بعنوان «في يوم المرأة الإماراتية.. قراءة في التجربة والواقع» شاركت فيها د. منى البحر مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي والمخرجة السينمائية نجوم الغانم، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة وعلي الشريف وجمال الخياط أعضاء مجلس الإدارة ود. حصة لوتاه.

أدارت الجلسة الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس الإدارة والتي تساءلت: «في يوم المرأة الإماراتية ماذا عسانا نفعل أو نقول؟»، وأكدت أن علينا استذكار تضحيات الأمهات والجدات والعمات والخالات والأخوات والجارات والصديقات اللواتي عبرن في حياتنا وتركن أعظم الأثر وأجمل الذكريات، وأن نحاول أن نترسم خطى من رحل منهن ونقبل جبين من مازلن بنينا، ونقول لهم بكل صدق هذا العالم جميل وعظيم ورحيم ومتماسك لأنكن سيداته.

وقالت سلطان: «منذ أكثر من 50 عاماً، وفي سنوات البدايات، كان التعليم والعمل والوعي بالحقوق والواجبات، وتأسيس فكرة المواطنة، من أهم التحديات في تلك الفترة، اليوم في إطار النظرة للمستقبل ما التحديات التي تقف في وجه المرأة؟ كيف اختلفت تحديات الأمس عن تحديات اليوم والغد؟»

*سيرة

وعن تجربتها ومسيرتها ذكرت د. منى البحر أنها تعلمت ضمن جيل كامل من خريجات وخريجي المدارس الحكومية، وتدرجت في مسارات التعليم حتى التخرج في جامعة الإمارات تخصص علم اجتماع وأنثروبولوجي، ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة الماجستير في تخصص علم الاجتماع وتحديداً حول الأسرة وجنوح الأحداث، ثم انتقلت لبريطانيا لدراسة الدكتوراه وعادت للتدريس في جامعة الإمارات ثم توجهت إلى دراسة الخدمة الاجتماعية وذهبت لأمريكا لاستكمال دراستها في جامعة أوهايو الحكومية في مجال الخدمة الاجتماعية، ومثل وجودها في نظام دراسي منفتح ومنظومة قيم مختلفة تحدياً كبيراً، إلا أن تجربتها الدراسية وتدرجها ساهما في تخطي حالة الغربة، وأكسبتها التجربة اكتشاف الذات وإثبات الوجود وجعلتها أكثر شغفاً بالمعرفة وتأسست لديها الأطر الفكرية المجتمعية التي ساهمت في مسيرتها العملية. وفي الغربة التقت بالعديد من بنات الإمارات وكان هذا الوجود نوعاً من الدعم لتخطي المرحلة.

وتابعت البحر: «وبعد العودة عملت وتدرجت في العمل الأكاديمي بجامعة الإمارات، ثم عملت مستشاراً في مؤسسة الإمارات عند تأسيسها في أبوظبي، ثم عدت للجامعة مرة أخرى، وانتدبت للعمل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وبعدها عينت في المجلس الوطني الاتحادي وتلك التجربة أضافت لي الكثير في مجال تخصصي وتعرفت من خلالها إلى قوانين المرأة، والدبلوماسية البرلمانية»

ورأت د. منى البحر أن المرأة الإماراتية حرقت المراحل سواء في التمكين السياسي أو التعليمي أو الاقتصادي، وحصدت الكثير في فترة بسيطة مقارنة بمجتمعات أخرى، وكثير من البرلمانات العربية لم يصل فيها عدد العضوات مثل ما تشهده الإمارات، وبالتالي تستحق المرأة الإماراتية التكريم. وتخصيص يوم لها رسالة ضمنية من القيادة بتأييد المرأة.

وحول أهم القضايا التي تعترض طريق المرأة عموماً أكدت البحر أن تمكين المرأة مصطلح يتضمن العديد من الدلالات، ولكنه يستخدم أحياناً في غير محله، فالتمكين منح الشخص الأدوات التي تساعده في خطواته المستقبلية، ولكن البعض يفهمه بمعنى الاستقواء ما يترتب عليه في كثير من الأحيان انهيار بعض الأسر. وأصبح هناك جيل مختلف في بعض البلدان يطالب بقدر أكبر من الحقوق، ويرفض منظومة الأسرة ودور المرأة كزوجة وأم، ما أدى إلى ارتفاع نسب الطلاق. وبذلك انتقلت المرأة من أسر العادات والموروث إلى أسر السوق، وأصبحت قيمتها متمثلة فيما تتقاضاه من راتب وليس ما تقدمه لأسرتها. لذلك يجب أن نضع أمام أعيننا أهمية تعزيز دور الأم والأب والأسرة ككل.

**بدايات صعبة

وعن تجربتها ذكرت نجوم الغانم أن البدايات كانت صعبة حيث نشأت في أسرة بسيطة وتربت في بيت جدتها وخالاتها وكانوا يعتبرونها مشروعهم الثقافي الخاص، وأضافت أنها خاضت مجال العمل عندما بلغت سن 17 سنة في جريدة الفجر وبعد حصولها على الثانوية العامة عينت في الجريدة لسنتين ثم انتقلت للعمل في جريدة الاتحاد، وكان حلمها دراسة الفنون الجميلة ولكن والدها رفض فكرة السفر خارج الدولة، وتزوجت وبعد الزواج والإنجاب أتيحت لها فرصة السفر وإكمال دراستها والعمل معاً.

وأكدت أن الحصول على بعثة دراسية كان بمثابة مكافأة لها من المرحوم خلفان الرومي رئيس تحرير جريدة الاتحاد في ذلك الوقت، والذي ساعدها كثيراً في مجالها الوظيفي والدراسي، ودرست لغات في جامعة أوهايو الأمريكية ثم درست مجال الإعلام المرئي الذي صقل هوايتها وشغفها بالفنون والمسرح والسينما، وقد أنتجت بعض المشروعات السينمائية القصيرة في تلك الفترة، كما درست الماجستير في أستراليا، وبعدها عادت للإمارات واستمرت في عملها ولكنها قررت التوقف عن العمل في مجال الصحافة والتفرغ للتدريب والعطاء في مؤسسة الإمارات للإعلام. ولكن مع العائلة والمسؤوليات كان عليها التقاعد والتفرغ للأسرة وإكمال شغفها الفني والإبداعي وصناعة السينما.

وأكدت الغانم أن هناك فجوة بين مفهوم تمكين المرأة وتطبيقه على أرض الواقع، فدور الأسرة أساسي ويجب أن يتكامل ولكننا في زمن تحديات وانفتاح لا يمكن التراجع عنه، وأن على الأسرة التمسك بالثوابت والحفاظ على الهوية الوطنية في ظل هذا الانفتاح، خاصة أن هناك جيلاً جديداً منفتحاً على لغات وعادات مختلفة ما يمثل تحدياً أمام معظم المجتمعات.

رسالة ضمنية

أكدت عائشة سلطان أن نساء الجيل السابق رغم معاناتهن في البدايات إلا أنهن حافظن على ثوابتهن وهويتهن واستوعبن حقيقة الواقع المعيش. وأشارت الى أن الاحتفال بيوم المرأة في 28 أغسطس يتوافق مع يوم تأسيس الاتحاد النسائي ويمثل رسالة ضمنية تعكس دعم القيادة الرشيدة اللامتناهي للمرأة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wd6whzw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"