عادي
اسأل الخليج

5 مفارقات لا تعرفها عن «الملك» بيليه

10:21 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
توفي البرازيلي بيليه، أسطورة كرة القدم العالمية، «الملك» والمهاجم العبقري الذي أحدث ثورة في عالم المستديرة، عن 82 عاماً.
اختير بيليه، اللاعب الوحيد المتوّج بكأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970) أفضل رياضي في القرن الماضي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية عام 1999، وبعدها بعام كأفضل لاعب في القرن عينه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
هناك الكثير من القصص عن موهبة بيليه، لكن اخترنا 5 منها للدلالة على عظمته كلاعب كرة قدم استحق أن يكون أسطورة لعبة الفقراء، وهي كما يأتي:
وعد والده بكأس العالم
1- كان دوندينهو والد بيليه لاعباً معروفاً، وسبق له أن سجل خمسة أهداف برأسه في مباراة واحدة، وهو الأمر الذي لم يستطع الابن فعله على الرغم من تصنيفه أنه ملك كرة القدم على مر عصورها.
وقد كانت دموع والد بيليه بعد خسارة البرازيل نهائي مونديال 1950 هي المحفزة للابن لكي يثأر لها عام 1958 في طريقه لإهداء منتخب «السامبا» أول كأس عالم في تاريخه؛ لذلك فإن بلدية ولاية ميناس جيرايس؛ حيث عاش «الملك» لم تخطئ عندما كشفت عام 2012 عن تمثال للنحات ألفونسو بارا يجمع الوالد مع ابنه، وكأنه يعلمه كرة القدم.
وكان بيليه وعد والده بجلب كأس العالم للبرازيل، وحقق وعده بعد 8 سنوات فقط.
اللافت أن الوالد دوندينهو الذي كان لاعباً مميزاً في فريق أتلتيكو آمن دائماً أن ابنه سيصبح نجماً وهو قال عندما أبصر بيليه النور «سوف يصبح لاعب كرة قدم»؛ لذلك كان هو أول من علمه أصول كرة القدرة على الرغم من رفض الوالدة التي لم تكن ترغب أبداً بأن يصبح ابنها لاعب كرة قدم مثل والده الذي وصفه بيليه بأنه كان «لاعب كرة جيد وهدافاً وبارعاً بضربات الرأس».
وأكد بيليه في كتاب سيرته الذاتية أنه يرى في كون والده لاعب كرة قدم نقطة الانطلاقة الحقيقية في مسيرته إذا كان مثل الكثير من الأطفال يريد تقليد والده الذي كان يسجل الكثير من الأهداف وينتزع إعجاب الجميع.
ويكشف بيليه أيضاً «لم أكن أحلم بأن ألعب ذات يوم باسم البرازيل أو أن أفوز بكأس العالم، لا شيء من هذا كله وإنما كنت أكرر دائماً لأصدقائي: ذات يوم سأكون جيداً في اللعب مثل أبي».
لكن كل شيء تغير بعد مونديال 1950 الذي خسرته البرازيل أمام الأوروغواي؛ حيث كان بيليه في سن العاشرة من عمره عندما رأى والده المرتبط به كثيراً يبكي ليقول له: «لا تبكي يا والدي ولا تقلق، سوف أفوز لك بهذه الكأس في أحد الأيام».
واللافت أن بيليه أوفى بوعده لوالده ولم تمض سوى ثمانية أعوام حتى كان يقود البرازيل لنيل لقب مونديال 1958 الذي أقيم في السويد ثم كرر ذلك في عامي 1962 و1970، كما حقق نجاحات مذهلة مع ناديه سانتوس، ليصبح بعد ذلك ملك كرة القدم.
بيليه ليس من البشر
2- ليس بالضرورة أن تكون المراقبة اللصيقة للاعب على آخر ناجحة دائماً، فهي في مرات كثيرة انتهت لمصلحة اللاعب المراقب، كما حصل مع الملك البرازيلي بيليه الذي كان الهدف الأول لمدربي الفرق المنافسة خلال مونديالي 1958 و1970، ومع ذلك أفلت من مراقبه، والمثير أن من راقبه مدحه بعد نهاية المباراة ووصفه بكلمات خالدة ما زالت تذكر حتى الآن.
كانت البرازيل تعاني عندما شاركت في مونديال السويد عام 1958، فآثار الخسارة في نهائي 1950 ما زالت حاضرة في الأذهان، لكن منتخب «السامبا» جاء محملاً هذه المرة بسلاح شاب فتاك اسمه بيليه ويبلغ السابعة عشرة من عمره.
سارت البرازيل بخطى ثابتة في مونديال 1958 حتى وصلت إلى المباراة النهائية، لكن كان عليها مواجهة السويد الدولة المضيفة، ووقتها تم تكليف سيجه بارلينج بمراقبة بيليه، لكنه لم ينجح أبداً في مهمته؛ حيث سجل اللاعب الشاب هدفين، ليقود منتخب بلاده إلى فوز مشهود 5-2، وإلى عبارة شهيرة لبارلينج الذي قال: «بعد الهدف الخامس لم أكن أريد مراقبة بيليه بعد الآن، كنت أريد التصفيق له».
وفي مونديال 1970 وصلت البرازيل مجدداً إلى المباراة النهائية، وضربت موعداً مع منتخب إيطاليا التي كلفت مدافعها تارشيسيو بورجينيتش بمراقبة بيليه، لكنه لم ينجح أبداً؛ حيث فاز «السامبا» باللقب بتخطيه «الأزوري» 4-1.
وقد كان تارشيسيو بورجينيتش متصالحاً مع نفسه، واعترف أنه فشل في مهمته بشكل ذريع، وأكد في تصريح له: لقد قلت لنفسي قبل بداية اللقاء، إنه مخلوق من الجلد والعظم مثله مثل أي شخص آخر، لكنني كنت على خطأ، فهو ليس من البشر.
الهدف رقم 1000
3- أول لاعب كرة قدم يصل إلى الهدف رقم ألف كان الملك بيليه؛ وذلك في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1969 عبر ركلة جزاء سددها بنجاح لفريقه سانتوس ضد مواطنه فاسكو دي غاما.
ويتذكر الأرجنتيني إدغاردو أندرادا حارس مرمى فاسكو داغاما الذي دخل في شباكه ذلك الهدف التاريخي تلك الواقعة ويقول: «شعرت بأني ضد العالم بأسره، كان الضجيج يصم الآذان في ملعب ماراكانا حتى مشجعي فاسكو دا غاما كانوا ضدي»، في إشارة إلى أن الجميع كان يشجع بيليه لتسجيله الهدف الألف في مسيرته المظفرة إن كان مع ناديه سانتوس أو منتخب البرازيل.
وكان عداد أهداف بيليه آنذاك وصل إلى 999 هدفاً، واحتشد نحو سبعين ألف متفرج في ملعب ماراكانا ليكونوا شهوداً على أن يصبح بيليه الذي كان وقتها كان في الثالثة والثلاثين من عمره أول لاعب في تاريخ كرة القدم يرفع رصيده إلى ألف هدف.
الركلات المقصية
4- احتار المؤرخون حول أول لاعب اخترع الركلة المقصية، وعلى الرغم من أن بيليه لم يكن هو من اخترعها فإنه من دون شك كان أحد أفضل من نفذها.
وأدرج روب سميث الصحفي في صحيفة الغارديان البريطانية في مقال له 6 من أبرز الركلات المقصية في تاريخ كرة القدم ومنها الحركة التي نفذها اللاعب الويلزي مارك هيوز عام 1985 خلال مباراة لمنتخب بلاده مع إسبانيا في تصفيات كأس العالم عام 1986، وضربة البيروفي خوان كارلوس أوبليتاس قي لقاء بيرو وتشيلي عام 1975 ضمن كأس أمم أمريكا الجنوبية.
وفي مقال سميث أيضاً للركلة الأفضل في التاريخ كان من المفارقات ظهور ضربة ملك كرة القدم البرازيلي بيليه ليس في مباراة رسمية؛ بل خلال أدائه لها عام 1981 في فيلمه السينمائي «الهروب إلى النصر».
ولقد تحدث بيليه عن الركلة المقصية كثيراً وأكد أنها من أفضل المهارات التي أتقنها واشتهر بها، كما كان له عدة كتابات عنها؛ حيث ظهر كتاب له يعلم النشء الجديد في كرة القدم كيفية تنفيذ الحركة.
سر الرقم 10
5-قبل بيليه لم يكن لمسألة الأرقام أي أهمية؛ حيث إن ظهورها على قمصان الفرق بدأ عام 1928 في إنجلترا وتحديداً في مباراة أرسنال وشيفيلد ونزداي؛ إذ ارتدى اللاعبون أرقاماً متسلسلة من 1 إلى 11؛ وذلك حسب مراكزهم في الملعب، وقد نال صانع الألعاب أو المهاجم الثاني خلف رأس الحربة الرقم 10، وعلى مدى 30 سنة كاملة بقي الأمر عادياً حتى ظهر في مونديال عام 1958 شاب برازيلي سحر العالم بنجوميته وأهدافه وطريقته في التعامل مع الكرة.
كان ذلك الفتى هو بيليه البالغ من العمر وقتها 17 عاماً، وقد ظهر في المونديال الذي أقيم في السويد بالرقم 10، بعدما ارتداه عن طريق الصدفة فقط؛ وذلك عندما أرسل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم قائمة لاعبيه المعتمدين في البطولة، لكنه نسي تخصيص رقم لكل منهم، وهنا
حل مندوب الأوروغواي لدى الفيفا لورنزو فيليزيو المعضلة بتوزيع الأرقام عشوائياً بنفسه ومنح الرقم 10 للاعب غير معروف آنذاك هو بيليه.
كان اختيار فيليزيو لرقم 10 ومنحه لبيليه تاريخياً؛ حيث إن الشاب البرازيلي تألق بشكل لافت في مونديال 1958 وسجل ستة أهداف وقاد بلاده لأول لقب لها في كأس العالم، ليصبح الرقم 10 مخصصاً من بعده للاعبين الأذكياء والنجوم الموهوبين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dkrvsvf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"