عادي

الواجد جلّ جلاله

22:50 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل
كلنا يعلم أن لله الأسماء الحسنى التي تعني الكمال المطلق لله في كل شيء، ومن أسمائه الحسنى، سبحانه وتعالى، اسم الله الواجد، والذي يحمل دلالات عدة، الأولى أن الله لا يغيب عن علمه شيء، ولا يخفى عليه شيء. فما أراده، تعالى، وجده حتى ولو كان في ظلمات البحار، فمن سمع كلام يونس وهو في الظلمات الثلاث أليس الواجد سبحانه؟ ومن يرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء أليس الواجد سبحانه؟ ومن الذي ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين أليس الواجد سبحانه؟ ومن الذي يعلم السر وأخفى أليس الواجد سبحانه؟ الواجد، بهذا المعنى، هو الذي إن أراد وجد ما يريده من دون عناء ولا مشقة.

والدلالة الثانية لاسم الله الواجد أنه الغني عن كل شيء، فهو لا يحتاج إلى المخلوقات في ما يريد وهي تحتاج إليه، ومن دلالات اسم الله الواجد اللطف والرحمة، فالله تعالى يرحم عبده ويلطف بحاله فيدله إلى طريقه المستقيم ويفرج كربه ويرحم ضعفه ويقضي حاجته «ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى». فالواجد يعلم حال العبد وتقلبات حاله فييسر له أمره كيفما وجده فهو قادر مقتدر على أن ينتشل عبده من كل ما يعانيه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

الواجد اسم يبث في نفس العبد الطمأنينة، فحينما ندرك معنى هذا الاسم فلا نخاف بخساً ولا رهقاً، فما نفعله من خير إن غاب عن الناس فإنه لا يغيب عن علم الله، وسيجازينا عليه في الدنيا والآخرة؛ بل حتى نية الخير يجدها الله في خبايا نفس صاحبها فيثيبه عليها؛ لذا ورد في الحديث «إنما الأعمال بالنيات». كما أن اسم الله الواجد يرشدنا إلى أننا نتقلب في لطف الله ورحمته فإن تاهت بنا السبل وابتعدنا عن المنهج القويم فإن الله لن يضيعنا وسيعيدنا إلى سبيله المستقيم.

الواجد باتباع هديه يفوز الإنسان في الدارين ويجد حلاوة الإيمان في كل شيء فيعيش حياة هانئة سعيدة، وبالابتعاد عن منهجه يخسرهما وإن كان في ظاهر الأمر قد فاز في الدنيا. ومن جميل كلام العلماء «يا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3y5u5mh5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"