أطلقت «مؤسسة السركال للفنون» برنامجها الفني الذي يمتد على مدار فبراير/ شباط، ومارس/ آذار، لتتيح من خلاله للجمهور وعشاق الفنون على اختلافها، فرصة التفاعل مع الفنانين والباحثين المقيمين، والتعرف إلى تجارب ثقافية قادرة على إثراء مشهد دبي الفني، عبر ما يقدمه البرنامج الفني من جلسات تفاعلية ومحادثات وجولات وأفكار تجريبية، تعكس التباين في وجهات النظر والرؤى الفنية.
وتبدأ جولة اللجان الفنية العامة التي تحمل عنوان «Navigate with The Follower» خلال «أسبوع السركال للفنون» الذي ينطلق في 28 فبراير/ شباط، بمشاركة الفنانين تيمو ناصري، وسارة المهيري، والقيّمة الفنية ندى رضا.
وكانت المؤسسة صممت برنامج الإقامة الخاص بها، بهدف خلق تقاطعات بين الممارسات الفنية والثقافية والأبحاث الأكاديمية، ويستضيف في 4 مارس/ آذار الباحثة الباكستانية جليلة حيدر، والفنانة اليابانية ماسارو إيواي، والموسيقي اللبناني المقيم في لندن محمد صفا، والفنانة الفلسطينية شذا الصفدي التي تعيش وتعمل بين الضفة الغربية ومرتفعات الجولان. ويقدم هؤلاء أعمالهم المتنوعة ضمن عروض «الاستوديو المفتوح» التقديمية في المؤسسة، إلى جانب مشاركتهم في تقديم مجموعة من المحادثات والعروض الفنية الفردية طوال مارس/ آذار المقبل.
في المقابل، تتيح المؤسسة أمام الجميع فرصة المشاركة في جلسات «ذا تري سكول»، الهادفة إلى تعزيز التعليم البديل والاستفادة من الثقافات الأخرى، وتبادل الخبرات الحياتية والتعلم بطريقة مبتكرة. وتولى إعداد جلسات النسخة الجديدة من «ذا تري سكول» ساندي هلال، وأليساندرو بيتي، اللذان يعملان معاً تحت سقف «جمعية دار للتخطيط المعماري والفني»، ويمتازان بامتلاكهما خبرة واسعة في الممارسات الفنية المتعلقة بالعمارة والفن وعلم التربية والسياسة، وقدما على مدى العقدين الماضيين، سلسلة من المشاريع البحثية الطموحة التي تتناول سياقات مختلفة، تتعلق بالتعلم والروايات الجماعية وتشكيل المساحات المدنية، وغيرها.
وتحت عنوان «ذا فولور» تطل الفنانة سارة المهيري وزميلها الفنان تيمو ناصري، بسلسلة من الأعمال الفنية التي أنجزتها بتكليف من المؤسسة. وفي الوقت الذي يمثل فيه العمل الفني (Sentinels I-IV) لتيمو ناصري، المقيم في برلين، أولى تجاربه مع الضوء، ويقدم من خلالها سلسلة من الأضواء التي تظهر عبر «سكاي سكيب»، لتعكس انشغالاته بفكرة التصميمات المستمدة من أشكال زخرفية حيوانية وأصلية وتجريدية من جميع أنحاء العالم، وسعت المهيري إلى تحويل الممرات المحيطة بمنطقة «كونكريت» إلى قصيدة بصرية، ليبدو عملها الفني «كما تتجمع أفكارك» بمثابة دعوة للجمهور لمراقبة الأرض والسماء، أثناء مرورهم في المكان.
وأكدت ندى رضا، مديرة مؤسسة السركال للفنون، أهمية ما يقدمه البرنامج من تجارب مختلفة، تحفز على استكشاف طرق بديلة للتفكير في القضايا الثقافية والاجتماعية. وقالت: «يعكس برنامجنا لهذا الربيع الاهتمام بدعم الممارسات الفنية القائمة على الأبحاث التي تُمكن الجمهور، وتفتح أمامه آفاقاً واسعة لاستكشاف طرق بديلة للتفكير في العديد من القضايا الثقافية والاجتماعية».
وأشارت رضا إلى أن البرنامج يتيح للفنانين أيضاً تقديم وجهات نظرهم المختلفة، ويساهم في مد جسور ثقافية مع مناطق جغرافية إقليمية بهدف فتح حوارات جديدة معها، مؤكدة أن ما تقدمه «ذا تري سكول» من مساحات واسعة للنقاش يمثل تحقيقاً لالتزامات «السركال للفنون» واهتمامها بخلق بيئة تعليمية بديلة، تمتاز بالتفاعل والنقاش.
