عادي
برعاية الشيخة هند بنت مكتوم وحضور سعيد بن محمد

انطلاق فعاليات مؤتمر الأسرة هوية المجتمع في جمعية النهضة النسائية

02:17 صباحا
قراءة 7 دقائق
شهد الشيخ سعيد بن محمد بن راشد آل مكتوم صباح امس افتتاح فعاليات مؤتمر الأسرة "هوية المجتمع رؤى وطموحات" والذي يقام تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم وتنظمه جمعية النهضة النسائية حضر افتتاح المؤتمر الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي وعدد من كبار الشخصيات.في بداية الافتتاح أكدت الدكتورة فاطمة الفلاسي مدير عام جمعية النهضة النسائية بدبي والمشرف العام على المؤتمر ان المؤتمر يُعد ترجمة فعلية لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أن يكون العام الحالي عام الهوية الوطنية يأتي منسجماً ومتناغماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالاهتمام بالأسرة والسمو بها ودعم كافة الخطط والبرامج والاستراتيجيات خدمة للأسرة وتثبيت ركائز الهوية الوطنية واضافت أن انعقاد مؤتمر "الأسرة هوية المجتمع" يعد فرصة جيدة للتلاقي والتشاور في القضايا التي تمس الأسرة والهوية والربط بينهما، وتفعيل ذلك من خلال العمل الميداني والمهني والاستماع الى أصحاب الرأي من الباحثين والمشاركين في أعمال المؤتمر. ويحمل انطلاق المؤتمر في طياته رسالة جريئة للمجتمع المحلي فحواها؛ إيلاء القضايا الأسرية المحلية الأهمية القصوى، والتأكيد على أهمية الأسرة ودورها الريادي، وتضييق فجوة المشاكل والعادات الدخيلة على مجتمعاتنا الآمنة، وتفعيل آليات التعاون والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والهيئات الخاصة والجمعيات ذات النفع العام بالدولة لدعم رسالة الأسرة في المجتمع وتعزيز ذلك بثوابت الهوية الوطنية. واشارت الى ان المؤتمر يتطرق الى العديد من القضايا التي تمس كلاً من الهوية والأسرة ومنها التحديات التي تواجه هوية الأسرة الإماراتية اجتماعياً ونفسياً في ضوء الواقع والمستجدات محاولة لتفعيل أطر الشراكة المجتمعية، وتحديد الحلول المناسبة للمحافظة على الأسرة معتزة بالهوية الوطنية.. وتحديد خطوط التدخل المبكر للحد من ضغوطات العصر وتناقضات العولمة، مع استنفار إعلامنا المحلي الذي قدم الكثير خدمة للمجتمع نحو هوية الأسرة الإماراتية، وتفعيل دوره الإيجابي في خدمة الأسرة، واكدت أن جمعية النهضة النسائية بدبي تقف ومن خلال مقرها الرئيسي وفروعها وإداراتها راعية للأسرة والهوية والتنمية المستدامة.وكرم الشيخ سعيد بن محمد رعاة المؤتمر في بداية حفل الافتتاح وهم مجموعة النابودة، دبي للعقارات، دودسال منازل العقارية، بنك دبي الاسلام، ابن بليلة للمقاولات، دائرة الأراضي والأملاك بدبي، مؤسسة ماجد الفطيم، كلينكو، قناة العربية. جريدة البيان، اتصالات.وتلا ذلك عرض فيلم وثائقي يجسد مسيرة الجمعية والدور الريادي لرسالتها وأهدافها ورؤيتها وبرامجها وانجازاتها ونشاطات كافة الفروع والإدارات بالجمعية والدور الذي قامت به خلال مسيرة العمل والبناء في مجالات التوعية الدينية والصحية والاجتماعية والإعلامية، وبرامج الفنون والأشغال اليدوية والاستشارات الأسرية والتربوية والثانوية والدينية والنفسية الى جانب الجهود المخلصة والمتواصلة التي أنجزتها الجمعية خلال مسيرة أكثر من ربع قرن خدمةً للأسرة والمرأة والطفولة والأمومة.الجلسة الاولىوتناولت الجلسة الاولى المحور النفسي حيث ادارها علي خليفة الرميثي وقدم خلالها الفريق ضاحي خلفان تميم ورقة عمل (حول انحرافات الشباب والحلول والاخذ بأيدهم) واستعرض خلال تجربته على مدار 38 عاما في التصدي لمشاكل الاحداث والوقوف على الاسباب الخاصة بالجنوح وتقديم العديد من الحلول واكد الفريق تميم ان هناك 24 سببا تؤدي الى جنوح الاحداث مستعرضا هذه الاسباب وقال إن جنوح الأحداث له أسبابه التي قد نتفق عليها جميعاً، ولكن المشكلة الأزلية في المعالجة عادة ما تكون في الوطن العربي معالجة لاحقة، لا وقائية، لذلك فإن المعالجات اللاحقة كثيراً ما تكون ذات مردود إيجابي ضئيل. إن التخطيط الاستراتيجي على مستوى الدولة لمعالجة جنوح الأحداث لم يلق العناية اللازمة، واشار الى أن بعض جمعيات الدولة ذات النفع العام تحاول في كثير من الأحيان أن تطرح حلولاً لبعض إشكاليات المجتمع الإماراتي؛ إلا أن هذه الجهود لا تكفي وحدها لعلاج المشكلة. لذا فإنني على يقين بأن دولة الامارات والتي يرأس حكومتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد تنبهت إلى الظروف المعيشية لكثير من الأسر الفقيرة، فضاعفت الحكومة المستحقات الشهرية من الإعانات المادية التي تقدمها لها، مما يبشر بالخير بالعيش الكريم، ويؤكد أن حكومتنا الرشيدة بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تعمل على إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل الاجتماعية التي يمكن علاجها عن طريق القرارات الحكومية، ولكن في النهاية يبقى دور القطاع الأهلي مهماً جداً في جانب التربية ورعاية الأحداث وعلاج هذا الهم الاجتماعي الكبير.وقدم البروفيسور طارق الحبيب استشاري الطب النفسي ورقة عمل بعنوان "الفراغ العاطفي وانعكاساته، وتوجيه الأسرة لأداء دورها في تعزيز الهوية والانتماء" وان التربية القاسية تؤدي إلى حدوث فراغ وجفاء عاطفي بين الأبناء والآباء مما يزيد من ميل الطفل إلى سلوك عدواني ولأن الطفل قد تعلم أنه سوف يعاقب بشدة حينما يسلك سلوكاً عدوانياً تجاه أفراد أسرته لذا يحدث هذا العدوان تجاه المجتمع والوطن وممتلكاته ومقوماته وبالتالي يؤدي إلى ضعف هوية الفرد وقلة انتمائه لوطنه.وبذلك يكون الابن كبش فداء أو هدفاً بديلاً بسبب الشخصية التسلطية لدى الوالدين أو أحدهما. ولذا فإن تعزيز الهوية والانتماء للوطن يبدآن أساسا من خلال حماية الأجيال من هذا اللون من التربية وذلك لأن تعرض الأطفال لأساليب التربية القاسية في فترة مبكرة من حياتهم يجعلهم يميلون إلى تكرار هذه الخبرات في فترة الرشد مع من دونهم أو مع النظام الذي يحيون فيه.الجلسة الثانيةوخلال الجلسة الثانية التي ادارها الدكتور علي سنجل قدم الدكتور علي قاسم الشعيبي ورقة بعنوان "دور الإعلام وانعكاساته على الأسرة من حيث الثوابت الدينية والقيم واللغة العربية".اكد خلالها أن التغريب يهدف إلى تغيير المفاهيم والقيم والتوجهات في العالم العربي والإسلامي والفصل بين ماضي الأمة الإسلامية وحاضرها، والعمل على تحطيم هذه القيم بالتشكيك فيها وإثارة الشبهات حول الدين واللغة والتاريخ والفكر والمعتقدات.وقال ان من أهم القضايا التي طالها التغريب قضية المرأة التي زعموا أن الإسلام قد أهانها ولم يساو بينها وبين الرجل في الحقوق عندما جعل له القوامة، وسمح له بتعدد الزوجات، وأعطى المرأة نصف الميراث، وما إلى ذلك من الأمور التي يسيئون قراءتها ويعتبرون أنها تنتقص من حقوق المرأة.وأضاف: لم يكتف هذا التيار بتشويه صورة المرأة المسلمة عبر الادعاء بأن الإسلام ظلمها عندما حرمها حقوقها، كما كانت وسائل الإعلام الجماهيرية أدوات ترغيبية نشروا من خلالها فكرهم وقيمهم الخاصة بالمرأة.واوضح ان من بعض تعريفات الإعلام بأنه يرتبط "بتزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة، التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم" فالإعلام وفق هذا التعريف ينبغي أن تتوفر فيه الموضوعية والصدق في نقل الخبر والمعلومة. ولكن هاتين المسألتين بعيدتان جداً عن واقع الإعلام العربي اليوم حيث كثيراً ما تبث عبره حقائق مغلوطة أو كاذبة، وهو امر حاصل كذلك في الإعلام العالمي المسيّس والذي يضخم الصورة أو يشوهها وفق مصالح القائمين عليه. فهو مثلاً يقوم بتضخيم صورة الأمريكي الأبيض (رامبو) الذي لا يقهر واليهودي المنتصر، في الوقت نفسه الذي تشوه فيه صورة العربي المهزوم المتخلف والإرهابي.ولا يقتصر دور وسائل الإعلام وخصوصا الإذاعة والتلفزيون على الدور الترفيهي والترويحي بل إن الدور الأهم والأبرز لهذه الوسائل يكمن في تثقيف الناس وتشكيل عقولهم وصناعة أذواقهم لتتناسب مع مفاهيم وقيم المؤسسات الإعلامية الكبرى التي تملك أساسيات التقنية المتقدمة وتحتكر المعلومات وتنتج المادة الإعلامية وتهيمن على عمليات البث والتوزيع في العالم بقدر هيمنتها على مراكز الأخبار والأنباء العالمية. وتقوم وكالات الانباء المهيمنة بجمع وتوزيع الخبر والتي تمارس عمليات إعادة تصنيع الخبر الذي يرد من بلداننا وتضيف عليه "قيمة مضافة" وتسوّقه مرة ثانية ليرد إلينا الخبر متوافقا مع التوجهات السياسية والقيمية بما تؤمن به لندن وواشنطن وباريس وغيرها.أما الورقة الرابعة فقد كانت بعنوان "الأسرة ودورها في إعداد الفتاة لتكون أماً صالحة في المستقبل" قدمتها الدكتورة سعاد عبد الله البشر حيث قالت فيها: ان الأسرة هي المجال الاجتماعي المثالي، والمجتمع الإنساني الأول الذي يمارس فيه الطفل ويباشر علاقاته الاجتماعية، حيث تغرس في وجدانه كثيراً من العادات والقيم والتقاليد، وهي بداية كل تطور، وجوهر كل تقدم، منها ينطلق الإشعاع الفكري والتنويري، وإليها تعود ثمرة رعايتها وتوجيهها، عن طريق تنمية مدارك الطفل وأحاسيسه وشخصيته في كل مراحل تكوينه الذهني والنفسي والعلمي.وأضافت أن تربية الأبناء وإعدادهم لمواجهة الحياة والتعامل مع المحيطين هي مهمة صعبة يقع كاهلها على كلا الوالدين حيث لا تقتصر هذه التربية على مرحلة الطفولة فقط ولكن امتدادها يكون لمراحل أخرى كالمراهقة والرشد وأحيانا قد يصل إلى ما بعد انتقال الأبناء إلى مرحلة الزواج، فحاجة الأبناء واعتمادهم على الوالدين تكون في أوجها عند مرحلة الطفولة حيث نرى الحاجات ترتكز على الحاجات الفسيولوجية أي توفير الغذاء والطعام والملبس والمسكن ثم تتطور هذه الحاجات ويقل الاعتماد على الوالدين فتكون كالحاجة للأمن والأمان والحب والتنمية الفكرية ثم تتطور إلى أن تصل إلى تحقيق الذات ومرحلة الاستقلالية التامة، واكدت ان الأسرة هي المدرسة الأساسية للطفل، لأن ما يتعلمه الطفل فيها يبقى طوال حياته، وعن طريقها يكتسب قيمه الاجتماعية، ومعايير سلوكه، ويكتسب ضميره.واوضحت ان الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية تؤكد أهمية دور الأسرة في تكوين الفرد في مرحلة مهمة من مراحل حياته، هي مرحلة الطفولة التي تشكل الأساس في بناء هيكل الشخصية ومعالمها الأساسية كمحددات رئيسية.ويواصل المؤتمر فعالياته اليوم بحديث للدكتور انور محمد قرقاش عن تجربة المرأة في المجلس الوطني الاتحادي ويتحدث الدكتور علي سعيد الفلاسي عن قانون الاحوال الشخصية للمرأة واثره في تعزيز الهوية اضافة إلى أوراق اعمال اخرى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"