الريادة الإماراتية في الفوز بجائزة الجوائز

03:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
د. عبدالعظيم محمود حنفي *

تدور حالياً رحى المنافسة بين مدن أوساكا في اليابان، وباريس الكبرى في فرنسا، وييكاترينبورج في روسيا، وباكو في أذربيجان، لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2025، وتشتد المنافسة على الفوز بما درج على تسميته مجازاً بالجائزة العالمية الكبرى أو جائزة الجوائز لاستضافة الحدث العالمي الكبير، للفوائد الجمة في مختلف المجالات، وتحشد المدن المتنافسة أقصى طاقاتها لعرض خططها المقترحة في اجتماع المكتب الدولي للمعارض في باريس في ال 13 من يونيو/حزيران.
فرنسا، مثلاً، أعلنت أن ملفها سيكون تحت عنوان «مشاطرة المعرفة.. وحماية الكوكب»، بهدف تحسين نماذج التنمية في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والبيئة، وذلك امتداد للتعبئة التي انتهت في ديسمبر/كانون الأول 2015، بالتوصل إلى اتفاق باريس للتغير المناخي. والوعد بإطلاق مشروع إنشاء مترو سريع على مسافة 200 كلم، لتسهيل حركة التنقل في العاصمة الفرنسية، ولربط مطار رواسي شارل ديجول مباشرة بمحطة قطارات الشرق «جار دو ليست».
وتبذل اليابان جهداً ضخماً في ملف أوساكا مستفيدة من زخم تنظيم أولمبياد طوكيو 2020. وتعكف مدينتا ييكاترينبورج الروسية وباكو عاصمة أذربيجان، على دراسة وفحص عوامل فوز دولة الإمارات العربية المتحدة بتنظيم إكسبو 2020، وهو الفوز ذو الدلالة الثقافية والسياسية والاقتصادية، على خصوصية وإبداع النموذج الإماراتي، والدال على قوة اقتصاد الإمارات واستقرارها تحت شعار «تواصل.. لخلق مستقبل أفضل».
وفوز الإمارات يشكل علامة فارقة في التاريخ الحديث لدولة الإمارات في القرن الذي يطلق عليه اسم «القرن الآسيوي»، باعتبار أن آسيا منطقة واعدة بشكلٍ كبير في المستقبل، وذلك نظراً لنفوذها الاقتصادي. وتاريخياً تحرص الدول على تنظيم معرض إكسبو العالمي منذ تنظيمه للمرة الأولى في عام 1851 بقصر كريستال بالاس في حديقة الهايد بارك بالعاصمة البريطانية لندن. لتدشين أو إعلان مرحلة مهمة في تطورها وكذلك للاستفادة بحزمة مردودات وعوائد غير محصورة على الجانب الاقتصادي والتجاري بالمعنى الضيق، بل يتسع نطاقها ليشمل مردودات وفوائد منظورة وأخرى غير منظورة تتعلق في محصلتها النهائية باعتبارات: المكانة والدور العالميين.
وتسمو هذه القيم على ما دونها من أهداف اقتصادية وتجارية، حيث يكون لها أهمية بالغة، خاصة للدول التي تنشد الحصول على إقرار دولي بمنجزاتها وإسهاماتها، ورغم تعدد أشكال هذا الإقرار، إلّا أن الفوز باستضافة معرض إكسبو العالمي، يمثل الشكل الأكثر تواتراً في تجارب الأمم والشعوب. حيث نظمت الولايات المتحدة الأمريكية 12 معرض «إكسبو» في الفترة من 1853 حتى عام 1984. وفرنسا نظمت «إكسبو» ست مرات أولاها عام 1855 وآخرها في 1937.

ومن بين المدن المعروفة التى نظمت إكسبو، فيينا عام 1873 وبرشلونة عام 1888 وبروكسل عام 1897 وسانت لويس الأمريكية عام 1904. وعقدت آخر المعارض في هانوفر - ألمانيا عام 2000 وآيشي - اليابان عام 2005 وشانجهاي - الصين عام 2010 وميلانو - إيطاليا عام 2015 وستكون دبي - الإمارات عروس 2020.
هذا الحدث العالمي الكبير سيكون طفرة جديدة من التطوير لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة وفصلاً جديداً ومجيداً من مسيرتها التنموية الناجحة وتعزيزاً للعزة الوطنية والقومية وتعزيزاً لمكانة الدولة على الساحة العالمية.
وسيكتب إكسبو 2020 الفضل للإمارات في إدخال درة المعارض العالمية إلى منطقة الخليج والمنطقة العربية وعموم الشرق الأوسط للمرة الأولى في التاريخ. وسيظل ملف الإمارات 2020 محل فحص وتمحيص وتدبر، نموذجاً للإعداد المتميز والتخطيط الناجح وفريق العمل المتكامل المتسلح بالرؤية المتبصرة، وكنموذج إماراتي عنوان للنجاح، لكل الدول الناهضة اقتصادياً الممسكة بمفاتيح صناعة المستقبل، المتطلعة للفوز بتنظيم معرض إكسبو العالمي.
معرض إكسبو يكون في الغالب من نصيب الدول التي تركت بصمات واضحة على مسيرة التطور الإنساني من خلال تقديم إسهامات بالغة التأثر على مختلف جوانب الحياة الإنسانية بمختلف أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. وهو ما تسطره دولة الإمارات العربية المتحدة بأحرف من نور في تاريخها وتاريخ المنطقة.
* كاتب مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"