تداولت وكالات الأنباء العالمية، نبأ الإطلاق الناجح لمهمة «Crew 6» نحو محطة الفضاء الدولية، في مهمة تستغرق 6 أشهر، والتي يشارك فيها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، بصفته أول رائد فضاء يقوم بمهمة طويلة في العالم العربي.
وقد أطلقت شركة «سبيس إكس»، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، طاقماً من 4 رواد في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر من صباح أمس، ويتألف الطاقم من رائد فضاء إماراتي، وهو النيادي، وآخر روسي واثنين من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا».
انطلقت المركبة الفضائية، التي يبلغ ارتفاعها 25 طابقاً ومزودة ب 9 محركات من طراز«مرلين»، من برج الإطلاق وسط سحب متصاعدة من البخار وكرة نارية حمراء أضاءت السماء قبل الفجر، فوق مركز«كنيدي للفضاء» التابع لوكالة «ناسا» في«كيب كنافيرال» بولاية فلوريدا الأمريكية.
وأوضحت وكالة «رويترز» إن الإماراتي سلطان النيادي، سيصنع التاريخ بصفته أول رائد فضاء يقوم بمهمة طويلة في العالم العربي، لافتة إلى أنه وصف الإطلاق ب«المذهل» في رسالة وجهها وهو يشق طريقه إلى الفضاء.
ونقلت الوكالة تصريحات لسعيد المنصوري، مدير قسم الاستشعار عن بعد في مركز محمد بن راشد للفضاء قال فيها:«هناك استفادة كبيرة من هذا البرنامج وهذه المهمة، سوف تكون الإمارات من الدول التي تنتج المعرفة والعلوم والمعارف من خلال التجارب العلمية التي يؤديها النيادي على محطات الفضاء الدولية».
وقالت سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة في تصريحات لوكالة «أسوشيتد برس»، إن المهمة الطويلة توفر للإمارات مساحة جديدة للعلوم والاستكشاف العلمي، فيما قال سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للوكالة ذاتها:«نريد الذهاب للفضاء لإحداث تأثير كبير في هذا المجال».
من جانبها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست»الأمريكية، إلى إن الإمارات تمتلك بالفعل مركبة فضائية تدور حول كوكب المريخ، ومركبة «روفر» صغيرة متوجهة نحو القمر على متن مركبة هبوط يابانية، وأن هنالك رائدي فضاء إماراتيين جديدين يتدربان مع مجموعة أخرى من رواد الفضاء بمركز وكالة الفضاء الأمريكية الواقع في مدينة هيوستن بولاية تكساس.
ويوصف النيادي بأنه أول رائد فضاء عربي يشرع في مهمة طويلة الأمد إلى المحطة الفضائية، وثاني مواطن إماراتي يسافر إلى الفضاء.
وتابع صحفيون الحدث من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، بينما كان ينطلق الرائد الإماراتي في مهمته، وهو الثاني من الدولة الخليجية الذي يصعد إلى الفضاء.
وتشمل مهمة الرواد العلمية التي تستغرق ستة أشهر إجراء نحو 200 تجربة علمية وتكنولوجية، من بينها تجارب على نمو الخلايا البشرية في الفضاء والتحكم في المواد القابلة للاحتراق في الجاذبية متناهية الصغر.
وقالت شبكة «سي إن إن»: إن المهمة التي تعرف باسم «كرو 6»، تمثل سادس فريق في مهمة طويلة الأمد لمحطة الفضاء الدولية تنقله وكالة «ناسا» على متن مركبة ل«سبيس إكس»، منذ بدء مشروع الصواريخ الخاص بها، والذي أسسه ماسك، في إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى المدار في مايو 2020.
وقال بيل نيلسون مدير وكالة«ناسا» بعد نجاح عملية الإطلاق:«تهانينا لفريقي «ناسا» و«سبيس إكس» على مهمة أخرى لصنع التاريخ متوجهة نحو محطة الفضاء الدولية، ويعد برنامج «كوميرشال كرو» دليلاً على أن البراعة والريادة الأمريكية في الفضاء تعود بالفائدة على البشرية جمعاء، من خلال العلوم الرائدة والتكنولوجيا المبتكرة والشراكة الجديدة».
وأضاف:«طاقم المهمة سيكون مشغولاً على متن محطة الفضاء الدولية، إذ سيجري أكثر من 200 تجربة ستساعدنا في الاستعداد للمهام على القمر والمريخ وغيرهما، إضافة إلى تحسين الحياة هنا على الأرض، نحن نتطلع إلى رؤية كل ما سينجزونه».
