استعدادات رمضان

شهر رمضان المبارك على الأبواب، لم تبقَ على بدايته سوى أيام قلائل، وقد غطت الإعلانات الشوارع الرئيسية في أغلب مدن الإمارات، وازدحمت الصحف بإعلانات بعضها ملأ صفحات كاملة تتكرر يومياً، كلها تروج لمسلسلات هذا الشهر المبارك، والتي جاء بعضها تاريخي، وبعضها اجتماعي درامي، وشيء منها فكاهي، تنوعت بين الخليجي والسوري والمصري.
جل محطاتنا الفضائية أعلنت منذ مدة طويلة أنها استعدت أفضل استعداد لهذا الشهر الكريم، وبأفضل زاد وزواد مما لذ وطاب من المسلسلات الجذابة المتنوعة المشارب والرؤى والأفكار لتخفف على الصائمين أيام شهرهم الفضيل وتؤنس أوقاتهم بما يساعدهم على تحمل غلواء الصيام وتبعاته من عطش وجوع في نهاره، وتلطف أجواء ليلهم حتى لحظات السحور.
المحطات لم تدخر مالاً ولا جهداً خلال الشهور الماضية، فبعضها أعلن أنه قد بدأ الاستعداد منذ نهاية رمضان السنة الماضية، ليتمكن من تقديم أفضل الأفضل لجماهير المشاهدين الرمضانيين، وخصصت كل محطة ميزانية بملايين الملايين لتكون سباقة في تقديم المميز والجاذب لتنال رضا ومتابعة الصائمين الكرام.
لم يقتصر الجهد لإرضاء واستقطاب الصائمين على المحطات فقط، فالفنادق تسابقت للإعلان عن جلسات خاصة ومميزة يتخللها الطرب الأصيل والأراجيل المختلفة الطعم واللذة، بعض الفنادق والشركات والمراكز شيدت الخيام الخاصة التي تقدم خدماتها منذ الفطور حتى لحظات السحور، تتخللها برامج مميزة طربية وفنية لدعم الصائمين ومساعدتهم على العبادة والتقرب لله بروح راضية وقلوب مستريحة.
ألا يوجد شيء آخر تستطيع محطاتنا الفضائية تقديمه في رمضان؟ لماذا تتكرر أسطوانات المسلسلات السنوية؟ لماذا لا تخرج المحطات عن روتينها المعتاد؟ لماذا لا نعطي رمضان حقه المستحق، فنتعامل معه بما يجب أن نتعامل، فلهذا الشهر روحانيته وخصوصيته وطبيعته المختلفة التي يجب أن تراعى، فهل تعجز أفكار المسؤولين في تلك المحطات عن أن تتفتق وتبتكر ما يتلاءم وشهر القرب إلى الله.
إن لرمضان حقاً علينا، وما يقدم بكل صدق يفسد خصوصيته ويقدمه على أنه شهر للخمول ومتابعة المسلسلات ومع السهر في الخيام والمقاهي وشهر للأكل والتخمة.
رمضان على بعد أيام قلائل. أعاننا الله على صيامه وقيامه وأداء واجبه الذي يستحقه.
وكل رمضان والجميع بخير. كل رمضان ونحن إلى الله أقرب.