في ظل عدم استقرار الاقتصاد وتدهوره، بات المهنيون يشعرون بعدم الأمان الوظيفي والخوف من التسريح. حيث تلجأ العديد من الشركات، بغضّ النظر عن حجمها أو موقعها أو مجال اختصاصها، إلى استراتيجية تخفيض العمالة، وبالتالي يفقد العديد من الموظفين وظائفهم، ويبدأون بالبحث عن فرص جديدة. وعلى الرغم من أن الأمور قد تبدو شائكة، إلا أنه لا ينبغي للبطالة الإجبارية أن تقودك إلى الشعور بالإحباط، أو انعدام الثقة، أو كراهية الذات، حيث إن التغيير لا يخلو من المتاعب أبداً، سواء كان على المستوى الشخصي، أو المهني. ولكن إذا كانت هناك خطة صحيحة لما بعد التسريح، ستصبح عملية البحث عن عمل أقل إرهاقاً، وستعود عليك بنتائج أكثر مما كنت متوقعاً. وفي ما يلي إليك مجموعة من النصائح من خبراء التوظيف من موقع «بيت دوت كوم» لمساعدتك في وضع خطة فعّالة لما بعد التسريح.
تقبُّل الحقيقة
مع وجود موجة تسريح متزايدة حول العالم، خسر أكثر الموظفين خبرة وكفاءة في بعض الشركات المرموقة في العالم مناصبهم، كما تأثر عدد هائل من المهنيين العاملين في جميع أنحاء العالم. لذا، عليك معرفة أن هذا أمر طبيعي قد يتعرض له أي موظف في مرحلة ما من حياته المهنية.
التخطيط المالي
احسب المدة التي ستسمح لك فيها أموالك بالبقاء من دون عمل، ومن المهم معرفة ذلك مبكراً، من أجل تجنب المفاجآت والمشاكل في وقت لاحق. وتذكّر أن الإنفاق وفق الميزانية لا يُعتبر عقاباً، بل تدبير وقائي مؤقت يسمح لك بالتحكم بشكل أكبر في إنفاقك الشخصي والمنزلي، كما تريد.
وإذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة، ضع في اعتبارك أن الحصول على وظيفة جديدة قد يستغرق بعض الوقت، خاصة إذا كنت تستهدف القطاعات الأكثر تراجعاً. وفي غضون ذلك، من المستبعد أن تقل تكاليف المعيشة مع انخفاض دخلك.
التواصل بفعالية مع الآخرين
بصفتك باحثاً استباقياً عن عمل يحق لك أن تحظى بقسطٍ من الراحة بعد القيام بالعديد من العمليات المكثفة للبحث عن عمل.
لذا، احرص على حضور اللقاءات العائلية، أو تجمعات الأصدقاء، أو الندوات المهنية، لأن كل فرصة للتواصل مع الآخرين يمكن أن تتحول إلى فرصة عمل (أو فرصة تدريب في حالتك).
واحرص أيضاً على تسويق نفسك بذكاء كمهني محترف، وتعرّف إلى أشخاص من مجالك نفسه، ومن ثم قم بالتواصل والمتابعة معهم في اليوم التالي.
تحديث سيرتك الذاتية
بعد أن أصبحت على دراية تامة بنوع الوظيفة والشركة التي تنوي العمل فيها، عليك تسليط الضوء على المهارات الأساسية التي تمتلكها، وتعديل سيرتك الذاتية لكي تبرهن لصاحب العمل أنك المرشح المثالي لهذه الوظيفة والشركة، من خلال توضيح هدفك الوظيفي وإبراز خبراتك المهنية ومهاراتك. كن متميزاً واحرص على إظهار القيمة التي ستضيفها للشركة، واجعل سيرتك الذاتية مميزة.
وضع أهداف لتحقيقها بعد التسريح
الآن، وبعد أن أصبحت سيرتك الذاتية جاهزة، عليك تحديد أهدافاً فعلية لتحقيقها بعد التسريح من العمل. لأن كونك عاطلاً عن العمل لا يعني أنك اكتسبت الحق في التوقف تماماً عن الإنتاجية، بل اكتسبت لقباً جديداً كُلياً وهو «باحث استباقي عن عمل»، ما يعني أنك تعمل بجدول دوام كامل لمدة 5 أيام في الأسبوع، مع يومين عطلة في نهاية الأسبوع، حالك حال أي موظف آخر. لذا، اعتبر البحث عن عمل كوظيفة بدوام كامل، وحدد أهدافاً، يومية وأسبوعية، لنفسك، واعمل على تحقيقها، كأن تُرسل مثلًا السيرة الذاتية إلى 25 صاحب عمل محتملاً في اليوم، وأن تقرأ كتاب أعمال مفيد هذا الأسبوع، وما إلى ذلك.
تقييم هدفك الوظيفي
يأتي التقييم من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة: هل تعتبر منصبك المفقود «وظيفة مدى الحياة»، إن صح التعبير، مقارنة مع مسؤوليات الوظيفة ومجال العمل؟ وهل تعتبر شركتك السابقة «مكان عمل مدى الحياة»، إن صح التعبير، مقارنة مع ثقافة مكان العمل والأنشطة؟ أم أنك تعتقد أن هذه هي الفرصة التي طال انتظارها لتغيير مهني جذري؟
إضافة إلى تلك الأسئلة، قم بإجراء بضع اختبارات للتقييم الذاتي، مع شرح تفاصيل كل وظيفة قمت بالاستمتاع بها، أو الاستياء منها، وقيّم مجموعة المهارات الاستثنائية التي تمتلكها، وتحدث إلى الأشخاص الذين تعرفهم ويشغلون مناصب تثير اهتمامك للتعرّف إلى إمكانات التنقل الأفقي للموظفين، وما سيترتب عليه. وبمجرد الانتهاء من كل ما سبق، ستكون مستعداً لاختيار الشركة المناسبة لك، وتنفيذ خطة فعّالة لتحقيق هدفك الوظيفي الذي اخترته.
وظيفة عن طريق الإحالة
إن العديد من أصحاب العمل يقدمون حوافز لموظفيهم لإحالة أشخاص مؤهلين لشغل الوظائف الشاغرة في شركتهم. لذلك نجد أنّ التوصية بالموظفين هي إحدى الطرق الأكثر شيوعاً في إيجاد الوظائف المناسبة.
وفي هذه الحالة، سيعمل هذا الموظف جاهداً على إيجاد الشخص المناسب لتحصيل المكافأة. ومن هنا تأتي أهمية إعلام الأشخاص من حولك أنّك تبحث عن وظيفة، وكلّما ازداد عدد الأشخاص الذين يعلمون بذلك، ارتفعت فرص إحالتك لاستلام وظيفة شاغر.
يمكنك البدء بإنشاء قائمة بالأشخاص الذين يمكنك إخبارهم بذلك، ومن ثمّ دعوتهم لتناول فنجان من القهوة لإخبارهم عن وضعك ومؤهلاتك. لكن في الوقت نفسه، من المهم جدّاً أن تمتلك المهارات اللازمة لاستلام الوظيفة، لأن شخصاً آخر سيقوم بالتوصية بك، وفي حال عدم قيامك بالعمل على أكمل وجه، ستخسر وظيفتك، وتؤثر سلباً في الشخص الذي أوصى بك.
وبالعمل الجاد ستحقق أهدافك في نهاية المطاف، ومع التصميم والمتابعة المطلوبة، ستتحول من باحث استباقي عن عمل إلى موظف يعمل بكفاءة. نتمنى لك حظاً موفقاً في هذه الرحلة.
