سيرة باقية

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

الذكرى السنوية لرحيل مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ليس كأي ذكرى يمكن أن تمر على أبناء دولة الإمارات والمقيمين على أرضها؛ فلهذه الذكرى سيرة عطرة ترتبط باسم صاحبها وتاريخه الحافل بالبناء والوحدة والخير.
للمغفور له الشيخ زايد، أياد بيضاء في الخير في جميع أنحاء المعمورة، فلا تكاد توجد دولة، ليس له فيها بصمة خير، أو ميدان علم، أو تبرّع سخي ممتد، فضلاً عن المدن الكبرى والمشاريع الضخمة والموانئ التي تحمل اسمه.
وبعد وفاته - رحمه الله - فإن الخير الذي زرع بذوره في أرض الإمارات، ما زال يمتدّ إلى شرق الدنيا وغربها؛ فها هي «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية» تقدم مساعداتها إلى 166 دولة، بقيمة تزيد على ملياري درهم.
المؤسسة التي تعمل على الخير بطريقة مؤسسية، تشمل عطاءاتها جميع قطاعات الحياة: الصحة، والتعليم، والجوائز، والإغاثة، والمساعدات المتنوعة، إلى جانب إنشاء المراكز الثقافية والإنسانية والبحث العلمي، التي تهتم بالتوعية والتعريف الصحيح بالدين الحنيف والعادات والآداب، مع دعم إسهامات العلماء في تطوير الحضارة الإنسانية عموماً، إلى جانب تأسيس المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي والمكتبات العامة.
 المؤسسة التي أطلقها الراحل عام 1992 توالت إنجازاتها ومشاريعها ومبادراتها الخيرية والإنسانية داخل الإمارات وخارجها، انطلاقاً من إيمانها بدورها في دعم مسيرة الخير والعطاء، وتأكيدها أن الإنسان أساس أي عملية حضارية، ومحور كل تقدم حقيقي، حتى أصبح العمل الإنساني أسلوب حياة، يسهم في ترك بصمة محلية وعالمية.
الراحل زايد بن سلطان، فقيد كبير للوطن والأمة العربية، فمبادراته لإصلاح ذات البين، واستيعاب القضايا العربية، والعمل الجاد على حلها، ورؤيته التي كانت تسبق الجميع إلى أي عمل، كان لها الفضل في لجم الكثير من القضايا والمشاكل التي تكتنف العرب، وكان، رحمه الله، لكلمته وقع إيجابي على الجميع، فحكمته ومعرفته كانت تشمل جميع قضايا الحياة.
وللراحل زايد، فضل لا يمكن حصره في بلاده والمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وخطابته وكلماته المسجلة التي ما زالت تتداول حتى اليوم تثبت وكأنه باق فينا، ورؤيته لجميع قضايا الحياة كما لو كانت تحدث الآن.
زايد رحل بجسده ولكنّ خيره وعطاءه وحكمته الممتدة في من خلفه في رئاسة الإمارات، من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تؤكد كل يوم أن نهج زايد وروحه المتوقدة للبناء وعمل الخير ما زالت تعيش بيننا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrx8ce37

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"