عادي

من سرب «وثائق البنتاغون» السرية بشأن روسيا وأوكرانيا.. ولماذا؟

16:42 مساء
قراءة 3 دقائق
وثائق سرية
وثائق سرية
سربت عشرات الوثائق التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، والتي يحمل بعضها علامة «سري للغاية»، مع جداول زمنية والعشرات من الاختصارات العسكرية الغامضة ترسم مجتمعة صورة مفصلة للحرب في أوكرانيا.
تتحدث الوثائق عن الخسائر التي تكبدها الجانبان ونقاط الضعف العسكرية لكل منهما، والأهم من ذلك، ما هي نقاط قوتهما النسبية المتوقعة عندما تقرر أوكرانيا شن هجوم الربيع الذي طال انتظاره.
وهذا هو أكبر تسريب للمعلومات الأمريكية السرية عن الحرب في أوكرانيا، منذ العملية الروسية الشاملة قبل 14 شهراً. بعض الوثائق يصل عمرها إلى ستة أسابيع فقط، لكن تداعياتها المحتملة هائلة.
لكن المعلومات المتعلقة بواحدة منها على الأقل قد جرى تغييرها بشكل واضح في إصدار لاحق، لكن من تفريغ ما يصل إلى 100 وثيقة، يبدو أن هذا تفصيل بسيط نسبياً.
وتشمل أكثر من 20 وثيقة، روايات مفصلة عن التدريب والمعدات التي يجري توفيرها لأوكرانيا، التي تجمع عشرات الألوية الجديدة لشن هجوم يمكن أن يبدأ في غضون أسابيع، بحس ما ذكر موقع «بي بي سي». وتكشف الوثائق متى ستكون الألوية جاهزة، وتسجل جميع الدبابات والعربات المدرعة وقطع المدفعية التي يجري توفيرها من قبل حلفاء أوكرانيا الغربيين.
لكنها تشير إلى أن «مواعيد تسليم المعدات ستؤثر في التدريب والاستعداد». وتتضمن إحدى الخرائط «جدولاً زمنياً للأرض المتجمدة بالطين»، لتقييم ظروف الأرض عبر شرق أوكرانيا مع قدوم فصل الربيع.
وبعد فصل الشتاء الذي اختبر الدفاعات الجوية الأوكرانية إلى أقصى حد ممكن، هناك أيضاً تحليل واقعي لقدرات الدفاع الجوي المتناقصة في كييف؛ حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين مواردها المحدودة وسعيها لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية وقوات الخطوط الأمامية.
الكثير من التفاصيل مألوفة. الاختلاف فقط هو أن هناك الكثير منها، وكلها في مكان واحد. على سبيل المثال أرقام الضحايا. ليس من المفاجئ معرفة أن الولايات المتحدة تقدر أن ما بين 189.5 و223 ألف جندي روسي قتلوا أو جرحوا. الرقم المعادل لخسائر أوكرانيا - ما بين 124.5 و131 ألف جندي - يتماشى أيضاً مع الأرقام التقريبية التي جرى إطلاع الصحفيين عليها في الأسابيع الأخيرة.
في كلتا الحالتين، يقول البنتاغون: إن لديه «ثقة منخفضة» في الأرقام، بسبب الثغرات في المعلومات والأمن التشغيلي والمحاولات المتعمدة، على الأرجح من الجانبين، للتضليل.
هذا هو المكان الوحيد الذي بُذلت فيه محاولات لتغيير الوثائق لجعلها تبدو كما لو كانت أوكرانيا تعاني أسوأ الخسائر.
  • من سرّب الوثائق ولماذا؟
قصة كيف وجدت الوثائق طريقها من منصة المراسلة «ديسكورد» إلى « 4 تشان» و«تيليغرام»، يرويها بالفعل «أريك تولر» من موقع «بيلينغكات» للصحافة الاستقصائية وتدقيق الحقائق. يقول تولر: إنه ليس من الممكن حتى الآن الكشف عن المصدر الأصلي للتسريبات، لكنه يرصد ظهورها على منصة مراسلة شائعة لدى لاعبي ألعاب الفيديو على الإنترنت في أوائل مارس/ آذار.
وفي الرابع من مارس/ آذار، بعد جدال حول الحرب في أوكرانيا على خادم «ديسكورد» يتردد عليه لاعبو لعبة الكمبيوتر «ماين كرافت» كتب أحد المستخدمين «هنا، بعض الوثائق المسربة»، قبل أن ينشر 10 من تلك الوثائق. إنه شكل غير معتاد من أشكال التسريب، لكنه ليس فريداً من نوعه.
وفي عام 2019، قبل الانتخابات العامة في بريطانيا، ظهرت وثائق متعلقة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا على موقع «ريديت» و«4 تشان»، ومواقع أخرى.
وقال موقع «ريديت»: إن الوثائق غير المنقحة نشأت في روسيا. وفي حالة أخرى في العام الماضي، نشر لاعبو لعبة «وور ثاندر» عبر الإنترنت، وثائق عسكرية حساسة بشكل متكرر، لكن التسريب الأخير أكثر حساسية، وقد يتسبب في أضرار.
وتحرس أوكرانيا بدأب «أمنها التشغيلي» - وهو أحد فروع الأمن الإلكتروني - ولا يمكنها أن تكون سعيدة بظهور مثل هذه المواد الحساسة في مثل هذه اللحظة الحرجة. وقد يمثل هجوم الربيع في أوكرانيا لحظة حاسمة بالنسبة لحكومة الرئيس، فلوديمير زيلينسكي، لتغيير الديناميكيات في ساحة المعركة وتهيئة الظروف لمحادثات سلام في وقت لاحق.
في كييف، تحدث مسؤولون عن حملة تضليل محتملة من قبل روسيا. إلا أن مدونين عسكريين آخرين أشاروا إلى عكس ذلك، معتبرين الأمر جزءاً من مؤامرة غربية لتضليل القادة الروس. وبشكل حاسم، لا يوجد شيء في الوثائق المسربة حتى الآن يشير إلى اتجاه أو طبيعة هجوم أوكرانيا المضاد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32hmjf3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"