عادي

لطيفة ناصر: التطوع زاد خبراتي وأثرى معارفي

22:30 مساء
قراءة 3 دقائق
لطيفة ناصر بفعالية برأس الخيمة
العمل-في-التطوع

حوار: مها عادل

لطيفة ناصر صالح حسين شابة إماراتية واعدة (19 عاماً)، طالبة بكلية التقنية العليا تخصص تكنولوجيا المعلومات، اختارت الانخراط بمجال التطوع وعمل الخير في سن مبكرة واكتشفت به مساحة خاصة لإسعاد النفس ومساعدة الغير، مما انعكس عليها بحالة من الرضا عن الذات والثقة بالنفس ومنحها قدرة على نشر طاقة إيجابية على من حولها.

في السطور التالية سنقترب منها أكثر، ونتعرف إلى تجربتها مع التطوع وكيف أضاف لها على المستوى الشخصي والاجتماعي.

6
لطيفة ناصر

تستهل ناصر حديثها معنا عن بدايتها مع التطوع وتقول: بدأت التطوع بسن صغيرة أثناء الصف التاسع بالمدرسة، وكانت أولى مساهماتي مع الهلال الأحمر الإماراتي، ودور المسنين، ومنذ تجربتي الأولى بالمجال أحببته كثيراً ووجدت به فرصة ذهبية أن أصبح شخصاً مفيداً في محيطي ومجتمعي، وما زاد ارتباطي بمجال التطوع ما شاهدته من سعادة وفرحة بعيون عدد كبير من الناس المستفيدين من الجهود التطوعية التي نشارك بها، وكانت تنتابني حالة من الفخر والبهجة كلما سمعت شخصاً يدعو لنا بسبب إدخال السرور على قلبه، ودائماً أحمد ربي سبحانه على قدرتي على رسم ابتسامة على وجوه الآخرين دون انتظار أي مقابل سوى الأجر والثواب.

وعن دور أسرتها في تحفيزها على الاستمرار بالتطوع رغم انشغالها بالدراسة تقول: لولا توفيق ربي ودعم عائلتي لي لم يكن باستطاعتي الاستمرار بمجال التطوع، والتشجيع الذي تلقيته من أسرتي كان سبباً في مساعدتي على التوسع بممارسة التطوع، حيث قمت بالتطوع بأكثر من مجال وكانت عائلتي دائماً داعمة لي، ومدركة لأهمية الدور الذي أقوم به وكانوا يحفزونني على المشاركة بالفعاليات حتى لو كانت تقام بأماكن بعيدة أو تتطلب سفراً داخل الدولة.

وعن رؤيتها لحجم مكتسباتها من ممارسة التطوع تقول: منحني التطوع نافذة واسعة على العالم من حولي، فقد زاد من معارفي وخبراتي بالحياة وتعلمت الكثير من المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها من الكتب مثلاً، والتطوع بالمجالات المختلفة أكسبني الكثير من العلاقات وقابلت أشخاصاً أكبر مني سناً وأكثر خبرة بالحياة وتعرفت إليهم وسعدت بحجم الدعم الذي كانوا يمنحوننا إياه، وأتذكر أيضاً حجم التواصل والمودة التي تنشأ بيننا، خاصة عندما كانوا يحرصون على سرد مغامراتهم وذكرياتهم والمواقف المختلفة التي مروا بها سواء بالتطوع أو بالحياة لنستفيد منها وتضاف إلى خبراتنا.

وتضيف: التطوع غير حياتي وحياة الكثيرين للأفضل سواء من يقدم خدمة تطوعية أو من يستفيد منها، فالكل فائز، حيث يساهم التطوع في بناء شخصية أكثر قوة واستقلالية وهذا ما حدث معي بالفعل، التطوع زاد ثقتي بنفسي واكتسبت شخصية قيادية، واستطعت من خلاله أن أبرهن على قدرة الفتاة الإماراتية على تحمل المسؤولية التي تكلف بها.

تجارب عديدة

عن أهم المجالات التي شاركت بالتطوع بها تقول: خضت تجارب عديدة ومتنوعة بمجال التطوع أهمها: تجربة التطوع بمجال مسابقة الروبوتات والتحدي التقني بالشارقة، وكنت ضمن لجنة الحكام بالمسابقة، وبالطبع كانت هناك متطلبات هامة يجب تحقيقها لأكون حكماً، ومنها أن أحصل على ثلاث شهادات من مسابقة (VEX) الدولية وبذلت مجهوداً للحصول عليها جميعاً، وساهمت بمساعدة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، وشاركت بمهمة إنسانية في دار المسنين واستفدنا من التعرف إلى نزلاء الدار ومن خبراتهم الحياتية، واستمعنا لقصصهم في الماضي، وساهمت في فعاليات إفطار الصائم وتوزيع الوجبات على العمال وغيرها.

وعن العمل بروح الفريق خلال فعاليات التطوع تقول: بالطبع هذا مكسب إضافي وهام، حيث عملت مع مجموعات بشكل منظم وجمعنا روح الفريق والتعاون وكنا دائماً نساعد بعضنا وندعم بعضنا البعض ليتم توصيل الخدمة بأفضل شكل دون تقصير.

كما تمثل منصة «تكاتف» التي تعد واحدة من البرامج التطوعية المعتمدة في الدولة وسيلة هامة تجمعنا وتحفزنا وتوفر لنا فرصاً تطوعية وتقدم العديد من المجالات والخيارات التطوعية لتناسب الجميع.

وتقول: العمل التطوعي عمل إنساني كبير وراق ويستطيع الإنسان من خلاله خدمة المجتمع ورد جميل الوطن، ودائماً ما نجد في قياداتنا القدوة الحسنة والدعم والحث على التطوع، وقد أثبت المتطوع الإماراتي أنه على قدر المسؤولية وبرز ذلك جلياً في أزمة الزلزال في سوريا وتركيا، حيث تضافرت الجهود التطوعية السريعة لتقديم المساعدات للمتضررين.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p99ra3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"