عادي

السودان.. تواصل العنف مع وصول مبعوث أممي للشأن الإنساني

15:37 مساء
قراءة 3 دقائق
الخرطوم - أ ف ب
تواصلت المعارك في السودان، الأربعاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية.
وأكد مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الأربعاء، عبر حسابه في «تويتر» أنه وصل إلى السودان لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني.
وأتت زيارة غريفيث غداة إعلان وزارة خارجية جنوب السودان في بيان، عن أن طرفي النزاع وافقا من حيث المبدأ، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ الخميس.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/إبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً في دارفور في الغرب، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنها أقلّ بكثير من الواقع.
اتفق الطرفان سابقاً على هدن عديدة لفتح ممرات إنسانية، إلا أنهما لم يلتزما بها، وتواصلت الاشتباكات على الرغم من الاتفاقات التي من المقرر أن ينتهي آخرها الأربعاء بحلول الساعة 22.00 ت غ.
- تواصل العنف والفرار
أفاد سكان الأربعاء، من العاصمة بسماعهم أصوات اشتباكات ودوي انفجارات باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان غرب الخرطوم، فيما أكد آخرون لوكالة «فرانس برس» بسماع أصوات مضادات الطائرات الأرضية قرب المطار.
وأعلنت السعودية التي تنظم عمليات لإجلاء مدنيين وتقود جهوداً لوقف المعارك الدائرة، لأربعاء أن مجموعة مسلّحة اقتحمت وخرّبت ملحقيتها الثقافية في السودان، ولم يُشر إلى وقوع إصابات جراء عملية الاقتحام.
ودفع هذا العنف المتصاعد الأجانب إلى مغادرة البلاد، كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار 800 ألف شخص إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى، أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توفر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصاً في الغذاء والمياه والكهرباء، فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
- كارثة النظام الصحي
حذرت الأمم المتحدة من أن النزاع يحوّل المأساة الإنسانية إلى «كارثة حقيقية». وعبرت منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من «كارثة» في النظام الصحي الذي كان أساساً هشاً في بلد هو من الأفقر في العالم.
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وما زالت بحاجة لنحو 1,5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
وما زاد الوضع سوءاً هو أن أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية، التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان.
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم، لكنها تعاني نقصاً في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وخارج الخرطوم، تسود الفوضى في ولاية غرب دارفور، حيث بات مدنيون يشاركون في أعمال العنف بين القبائل المتناحرة، بحسب الأمم المتحدة.
وأحصت الأمم المتحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي، عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الألفية الثانية حرباً أهلية أوقعت 300 ألف قتيل وأدت إلى نزوح 2.5 مليون شخص.
وأعربت نقابة الأطباء عن قلقها إزاء الانهيار الكامل للنظام الصحي في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، مضيفة أن نهب المراكز الصحية ومخيمات النازحين أدى إلى إجلاء عاجل للفرق الإنسانية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38puvfrr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"