عادي

أنين تحت وابل النيران بالسودان.. مدنيون: لا أحد مهتم

12:44 مساء
قراءة 3 دقائق
بورتسودان - رويترز
تردد دوي إطلاق نار كثيف في أنحاء الخرطوم الجمعة، وقال مدنيون محاصرون في العاصمة السودانية، إن الجيش وقوات الدعم السريع مستمران في القتال دون أي اهتمام بمحنتهم.
وتسببت المعارك المستمرة، منذ منتصف إبريل/نيسان، في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين وتعطيل إمدادات الإغاثة وفرار 100 ألف لاجئ إلى الخارج وتحويل أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.
وقال عثمان حسن (48 عاماً) وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم: «منذ أربعة أيام والكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة، نحن ضحايا في حرب لسنا طرفاً فيها ولا أحد مهتم بالمواطن».
وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمرات عدة، فقد بدا أن الجانبين يتصارعان للسيطرة على أراضٍ قبل محادثات مقترحة.
ويهدد الصراع باستقطاب قوى خارجية؛ مما يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وأظهرت وثيقة الجمعة أن عدة دول بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج بصدد طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة في السودان الأسبوع المقبل.
وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.
وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم، وقالت آية الطاهر، إنها فرّت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة، بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم.
وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة إلى منزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تماماً.
وقالت منظمة الصحة العالمية: «إن 551 مدنياً على الأقل قُتلوا، وأصيب 4926، وذلك بحسب البيانات الواردة من السودان، لكن الترجيحات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية».
استخفاف بأرواح المدنيين
قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان: «إن أحد مستشفيات الولادة الرئيسية في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب الخميس».
وأشارت إلى تضرر 17 مستشفى في المجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسراً، منذ بدء أعمال العنف، وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة، وأن العديد من المستشفيات الباقية لا تقدم كامل خدماتها.
وقال محمد عثمان الباحث في الشؤون السودانية بهيومن رايتس ووتش في تقرير: «الطرفان المتحاربان يُظهران استخفافاً بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان».
وقدّر برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية تتراوح قيمتها بين 13 و14 مليون دولار موجهة للمحتاجين في السودان تعرضت للنهب، فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرض عدد من مرافق التخزين في سلسلة التبريد للنهب، وتدمير أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال.
وانتشر القتال في أنحاء البلاد، ومنها منطقة دارفور الواقعة في الغرب.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزوح 860 ألف شخص من السودان، وطلبت المفوضية من الحكومات أن تحسن معاملة المدنيين الفارين من السودان.
وقالت إليزابيث تان، مديرة الحماية الدولية بالمفوضية للصحفيين في إفادة بجنيف: «ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان».
وأوضحت المفوضية أن أكثر من 56 ألفاً دخلوا مصر عبر معبري قسطل وأرقين، منذ أمس الخميس، بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني، وفقاً لأرقام وزارة الخارجية المصرية.
وذكر رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية: «الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلاً عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yehfez7h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"