عادي
انطلق برعاية أحمد بن محمد لمناقشة تأثير «البودكاست»

«بودفِست دبي» يرصد تطور صناعة المحتوى الصوتي بالعالم العربي

01:02 صباحا
قراءة 7 دقائق

دبي: «الخليج»

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، نظّم نادي دبي للصحافة، أمس الثلاثاء، «بودفِست دبي»، الحدث الرقمي الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاستز وصُنّاع المحتوى الصوتي الرقمي العرب، لمناقشة مستقبل «البودكاست» العربي وكيفية النهوض بهذا الشكل الإعلامي وتعزيز حضوره على خارطة الإعلام العربي، وتسليط الضوء على التجارب الملهمة.

جاءت الدورة الثالثة للحدث، التي استقطبت نخبة من صُنّاع المحتوى الصوتي الرقمي من داخل دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم العربي، حافلة بالأفكار والرؤى النابعة من تجارب متميزة في هذا المجال، حيث تناولت النقاشات أهم العوامل المؤثرة في انتشار «البودكاست» في العالم العربي، ومدى الإقبال على هذا الشكل الإعلامي الجديد.

الصورة

وأكدت منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن احتضان وتسهيل حوارات مهنية على قدر كبير من التخصص، يأتي انطلاقاً من حرص دبي على الإسهام بدور فعال في دفع مسيرة تطوير الإعلام العربي، استكمالاً لدورها الرائد في هذا المجال، وتأسيساً على تاريخ من الخبرة الطويلة التي رسخت من خلالها مكانتها في مقدمة ركب التطوير لأحد أهم القطاعات وهو قطاع الإعلام، بما قدمته دبي من مبادرات ومشاريع وأفكار ورؤى هدفت في مجملها لإيجاد مسار تطويري طموح يعزز تنافسية الإعلام العربي ويزيد من أثره الإيجابي في خدمة المجتمعات العربية ومواكبة تطلعاتها للمستقبل.

وقالت: «لقد أراد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدبي أن تكون مركزاً رئيسياً لانطلاق كل الأفكار المبدعة والكفاءات المتميزة والإبداع في كل المجالات.. نحن نعمل على تنفيذ هذه الرؤية في مجال الإعلام بالتعاون مع القائمين على مختلف قطاعاته.. في ضوء هذه الرؤية، لم تدخر دبي جهداً في دفع مسيرة تطوير الإعلام وتهيئة المجال أمام حوار مهني واحترافي بمشاركة صناع الإعلام العرب».

الصورة

وأضافت: «نرحّب بكل من انضم إلينا في هذا الحدث السنوي المتخصص من مختلف أنحاء العالم العربي.. يجمعنا هدف واحد وهو أن يكون الإعلام العربي، على تنوع قنواته وأشكاله، على قدر المأمول له من اكتمال مقومات التميز.. البودكاست إضافة مهمة للمشهد الإعلامي العربي.. سنعمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاع لدعم نموه وتعزيز مردوده الإيجابي في المجتمع».

رؤية عامة

استهلت أعمال الدورة الثالثة من «بودفِست دبي» بكلمة ألقتها الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، رحبت فيها بالحضور من مختلف أنحاء العالم العربي، مؤكدة القيمة الكبيرة لاجتماع هذه النخبة من أبرز صناع المحتوى الصوتي في دبي، ما يمهد لحوار شامل حول ما يمكن القيام به من أجل تعزيز مستقبل هذه الصناعة الإعلامية التي أشارت إلى تناميها في العالم العربي أسوة بالنمو الذي تشهده على الصعيد العالمي.

الصورة

وتطرقت د. بوحميد إلى إحصاءات تضمنها تقرير صدر مؤخراً عن جامعة «نورث ويسترن» حول أعداد مستمعي «البودكاست» في العالم العربي، حيث أوضح التقرير أن نحو ثلاثة من أصل عشرة أشخاص عرب يستمعون للبودكاست، فيما يمثل الشباب العربي من الفئة الأصغر سناً الشريحة الأكثر متابعة للبودكاست بنسب تتراوح بين 23% إلى 33% من بين مختلف الفئات المتابعة للمدونات الصوتية في المنطقة.

وقالت إن هذه الأرقام المشجعة تؤكد أن صناعة البودكاست في عالمنا العربي لم تعد كما يصفها البعض صناعة حديثة.. بل يمكننا القول إنها صناعة متطورة قائمة بذاتها.

نمو عالمي

شهد المؤتمر عرض الكلمة الرئيسية للحدث، من خلال تسجيل صوتي لكلمة ميشيل كوب، المدير التنفيذي لأكاديمية البودكاست (The Podcast Academy)، والتي ألقت من خلالها الضوء على تطور الصناعة العالمية خلال العقدين الماضيين، والنمو الذي شهدته هذه الصناعة الإعلامية الحديثة نسبياً مقارنة بباقي الأشكال الإعلامية التقليدية.

وبدأت كوب كلمتها بالتعريف بأكاديمية «البودكاست» ومقرها الولايات المتحدة، على أنها مؤسسة هدفها الاحتفاء بالتميز من خلال الجائزة التي تنظمها وغيرها من أوجه العمل المختلفة والتي تشمل برامج للتدريب المهني وبناء الروابط بين المعنيين بقطاع المحتوى الصوتي.

وأشارت إلى التطور الكبير الذي مرت به صناعة المحتوى الصوتي عالمياً، سواء من ناحية أعداد المتابعين أو من ناحية العائدات المادية للصناعة، وكذلك من حيث أعداد البودكاست المنتجة سنوياً وأيضاً أعداد العاملين في هذا المجال، على مدار العشرين عاماً الماضية، حيث ذكرت أن البودكاست ظهر للمرة الأولى وبدأ في الانتشار في العام 2000، إلا أنها رأت أن البداية الحقيقية له كشكل إعلامي متداول ومعروف على نطاق واسع ربما تعود إلى العام 2014، وكانت انطلاقتها القوية من الولايات المتحدة.

واستشهدت كوب بأرقام تضمنتها إحصائية صادرة عن شركة «ديماند سايج»، أشارت إلى أن عدد المستمعين للمحتوى الصوتي الرقمي وصل إلى حوالي 465 مليون شخص حول العالم، في حين يقدر عدد البودكاستز حول العالم بنحو 5 ملايين، تضم أكثر من 70 مليون حلقة، في حين تضمنت الإحصائية معلومات حول أنماط الاستماع وأوقاتها الأكثر تفضيلاً، حيث وُجد أن الفترة الصباحية تكون عادة الأكثر إقبالاً، وأن أغلب مرات الاستماع تكون بصورة أساسية عبر الهاتف الذكي.

وسلَّط الحدث، الذي شهد مشاركة نخبة من أبرز صُنّاع «البودكاست» والمحتوى الصوتي العربي، الضوء على عدد من التجارب العربية المتميزة في مجال صناعة البودكاست، من خلال جلسة بعنوان «قصص ملهمة» تحدث خلالها مجموعة من صُنّاع المحتوى الصوتي العربي عن تجاربهم ورؤاهم حول عالم البودكاست.

واستضافت الجلسة التي أدارها عبدالله النعيمي: نايلة تويني، رئيسة تحرير صحيفة النهار اللبنانية ومقدمة بودكاست «مع نايلة»، ومحمد إسلام، صاحب أول بودكاست سعودي ناطق بالإنجليزية، وعلي نجم، مقدم بودكاست نتكلم موسيقى من الكويت، إضافة إلى أنس بوخش، مُقدم بودكاست «إيه بي توكس» (AB Talks)، من الإمارات.

وفي مداخلته خلال الجلسة أكد أنس بوخش، أنه لا يعترف بتصنيف العمل الإبداعي بالمسموع أو المصور، لأن المعيار الوحيد من وجهة نظره هو جودة وقيمة العمل في حد ذاته، بغض النظر عن المنصة التي ينشر عليها سواء كانت مرئية أو مسموعة.

وأكد بوخش أن العالم العربي حافل بالمواهب القادرة على صناعة محتوى إبداعي مميز، يحظى باحترام المتابعين على اختلاف اهتماماتهم وفئاتهم، لكن البعض من صناع المحتوى مازالوا بحاجة إلى الثقة الكافية للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم ورؤاهم.

وتحدث علي نجم، مقدم بودكاست نتكلم موسيقى من الكويت، عن تجربته الإبداعية في عالم البودكاست، والتي اتسمت بالعفوية والسرد التلقائي للأفكار، واختياره للموسيقى لتكون نافذته لإنشاء محتوى صوتي ومرئي عبر مختلف المنصات، مشيراً إلى أن تحليل الأغاني والأعمال الموسيقية لقي استحسان الجمهور على غرار الاستوديوهات التحليلية لكرة القدم التي يتابعها الملايين في العالم العربي تزامناً مع المناسبات الرياضية الكبيرة.

وخلال مشاركته في الجلسة، تحدث محمد إسلام، صاحب أول بودكاست سعودي ناطق باللغة الإنجليزية، عبر برنامجه «ذا مو شو».

ولفت إسلام إلى أن برنامجه الذي تجاوزت حلقاته 85 حلقة، يعرض بالأساس قصص النجاح التي يرويها أفراد فعالين في المجتمع السعودي لكنهم لم يحظوا بالشهرة الكافية عبر وسائل الإعلام التقليدية، كما أن اختياره اللغة الإنجليزية لتقديم محتواه عبر البودكاست، جاء لإبراز الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي إلى العالم على لسان شخصيات ونماذج وقصص حقيقية، مؤكداً أن إنتاج برنامج متكامل يحظى بشهرة واسعة يتطلب الكثير من الجهد والعمل المستمر من صانع المحتوى، بداية من الفكرة والإعداد واختيار الشخصيات.

من جانبها استعرضت الإعلامية نايلة تويني، تجربتها مع عالم البودكاست، من خلال برنامجها «بودكاست مع نايلة» الذي تستضيف من خلاله العديد من الشخصيات المعروفة، مشيرة إلى أن التطور المطرد الذي تشهده صناعة المحتوى الصوتي والمرئي في العالم العربي، ما هو إلا تطور طبيعي تحرص مختلف المنصات الإعلامية التقليدية على مواكبته والتواجد بقوة لنشر محتواها بأسلوب يتناسب مع متطلبات الجمهور بمختلف فئاته.

فعاليات وأنشطة لتمكين صناع المحتوى الصوتي

استضاف «دبي بودفست» سلسلة من الأنشطة الجانبية، وورش عمل تدريبية قدمها أبرز المنصات الصوتية العالمية، كما شهد الحدث بثاً مباشراً لحلقات أبرز صناع المحتوى العربي وحوارات ونقاشات موسعة حول صناعة البودكاست العربي.

وتضمنت ورش العمل، ورشة تدريبية قدمتها منصة البث الصوتي العالمية الرائدة «سبوتيفاي»، وورشة أخرى قدمتها منصة «بوديو» وهي واحدة من أكبر منصات البث الصوتي في العالم العربي، وذلك في إطار جهود نادي دبي للصحافة لبناء قدرات منشئي المحتوى الصوتي والمتخصصين في وسائل الإعلام، وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة للتميز في المجال.

وكجزء من الأنشطة الجانبية، بثت «صوت للبودكاست والتدريب» حلقتين على الهواء مباشرة من داخل «بودفِست دبي».

سلسلة «بودكاست» للتوعية حول الاستدامة والتغير المناخي

شهدت الدورة الثالثة من «بودفِست دبي» 2023، إطلاق مؤسسة «جومبوك»، وهي مؤسسة اجتماعية رائدة مقرها الإمارات، سلسلة مميزة من حلقات «بودكاست» المتخصصة في عالم المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك بدعم من نادي دبي للصحافة.

وتتضمن الحلقات التي تم إطلاقها ضمن برنامج «فورورد توكس» حوارات ونقاشات ملهمة، تستضيف عدداً من أبرز الأسماء في مجال التغير المناخي وصناع التغيير الإيجابي، فيما يتعلق بالبيئة والحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية، تزامناً مع إعلان الإمارات للعام 2023 عاماً للاستدامة، واستضافة «مؤتمر المناخ (كوب 28) في شهر نوفمبر المقبل.

وقالت الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة: «يسعدنا أن ندعم إطلاق هذه السلسلة، وذلك في إطار التزامنا، ليس فقط بتعزيز تطوير مجتمع المحتوى الصوتي الرقمي الواعد، بل أيضاً في إطار جهودنا الرامية لتشجيع المبادرات التي تسهم في تعزيز الحوار حول موضوعات لها أهميتها على الصعيد العالمي وتمس واقعنا المحلي أيضاً، ومن أبرزها موضوع الاستدامة».

بدورها، قالت تاتيانا أنتونيلي أبيلا، المدير الإداري ومؤسِّسة «جومبوك»: «تتضمن السلسلة مجموعة من القصص الملهمة لعدد من أبرز المهتمين بالاستدامة والمدافعين عن قضايا البيئة، وتشمل رسائل ودعوات موجهة إلى العالم، بهدف زيادة الوعي بقضايا الاستدامة والتغير المناخي، وتعزيز فرص الاستدامة البيئية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mt555z5v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"