عادي
بدعم نتائج الشركات والطروحات الجديدة

خبراء: سيولة إضافية تعزز أداء أسهم الإمارات في النصف الثاني

17:12 مساء
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: مهند داغر

أكد خبراء الأسهم أن الأداء الحالي للأسواق الإماراتية سيخلق حالة من الارتياح في النصف الثاني من العام الجاري، نظراً إلى عدة عوامل منها، تراجع احتمالات الركود في الاقتصاد الأمريكي ونتائج الشركات المحلية والطروحات المقبلة، والنمو المتوقع للاقتصاد الإماراتي، والتي كلها عوامل ستفتح الباب أمام مزيد من السيولة المتدفقة إلى الأسواق.

وقال الخبراء إن الشركات المدرجة حالياً لا تزال عند مستويات مغرية للاستثمار بالرغم من الارتفاعات التي تحققت مؤخراً، في الوقت الذي يتطلب من المستثمرين انتقاء أسهم الشركات القوية والابتعاد عن الشركات ذات المديونيات العالية والخسائر المتراكمة، وعدم الانسياق وراء شركات يكون الارتداد فيها غير منطقي.

وأكد الخبراء أن السيولة الجديدة ستأتي أيضاً من زيادة عدد المستثمرين الأجانب، مع استمرار زخم هذه الطروحات والإدراجات، وذلك بالنظر إلى ارتفاع وتيرة الاستثمار الأجنبي وفقاً للأرقام والبيانات المالية للأسواق، وذلك بالرغم من تذبذب حركة الأسواق في بعض شهور النصف الأول، والذي يعتبر أمراً طبيعياً بسبب تقلبات الأسواق العالمية وتعديل أوزان الشركات في المؤشرات.

  • حالة من الارتياح

وأكد المحلل المالي وضاح الطه أن الأسواق الإماراتية تتأثر بأداء الأسواق الأمريكية التي تتجه إلى احتمالات تراجع الركود في الفترة المتبقية من العام الجاري، فيما تعكس الأسواق مدى التفاؤل أو التشاؤم بخصوص حركة الاقتصاد.

وأشار إلى أن الأداء الحالي لأسواق الإمارات يخلق حالة من الارتياح تخفف من أي هاجس بشأن الاقتصاد الدولي، وبالتالي لن تكون ضغوط رئيسية على أسواقنا.

وأشار الطه إلى أن هناك عاملين مهمين لتحديد مسار الأسواق في النصف الثاني من العام الجاري، وهما: نتائج الشركات، والطروحات المقبلة، مؤكداً أهمية أن تكون الإدراجات نوعية وتشكل عمقاً للسوق، لتعوض عن الشركات التي خرجت من السوق.

وأعرب عن تفاؤله بأداء الاقتصاد الإماراتي في ظل النمو المتوقع مع نهاية العام الجاري، وكذلك في عام 2024، داعياً إلى ضرورة انتقاء المستثمرين للأسهم في التعاملات وعدم اللحاق فقط بالتداولات الإيجابية.

وقال:«يجب على المستثمر وحتى المضارب أن يبذل جهداً في انتقاء الأسهم والابتعاد عن الشركات ذات المديونية العالية والخسائر المتراكمة، وعدم الانسياق إلى شركات يكون الارتداد فيها غير منطقي أو لايستند إلى حقائق ووقائع إيجابية».

وأضاف:«حصلت الكثير من المقامرة عن اللحاق بسهم بدون أي أسباب منطقية من أجل تتبع حركة السهم فقط على الرغم من ضعف الأداء، وفي مثل هذه الحالات يجب الابتعاد عن المقامرات التي من شأنها أن تكبد المستثمر خسائر كبيرة».

ونصح الطه المستثمرين باللجوء إلى خبراء وصناديق استثمارية للمساعدة في اتخاذ القرار الاستثماري الصحيح.

  • سيولة إضافية

توقع إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة الدار للأسهم والسندات، استمرار الحالة الإيجابية في النصف الثاني من هذا العام2023، مع مستويات جيدة السيولة مدعومة بنتائج الشركات، موضحاً أن الشركات المدرجة حالياً، هي في مستويات مغرية للاستثمار وتتمتع بأداء جيد، كما أن الاقتصاد الوطني من أهم الاقتصادات على مستوى العالم، وبالتأكيد سيستمر في استقطاب سيولة إضافية وجديدة ستصب في مصلحة الشركات المدرجة والاستثمار بشكل عام.

وقال البريقي: «شاهدنا في النصف الأول من العام دخول سيولة قوية في الأسواق الإماراتية أدت إلى ارتفاعات قياسية في كلا السوقين، إلى جانب إضافة شركات جديدة إلى الأسواق عن طريق الطروحات الأولية الجديدة».

وأشار البريقي إلى أن العديد من الشركات مثل، «الخليج للملاحة» و«سالك» و«مصرف عجمان» و«رأس الخيمة العقارية» و«إعمار» و«الفردوس» و«اكتتاب» و«طاقة» وغيرها، كانت قد حققت ارتفاعات لافتة في الآونة الأخيرة.

وأشار البريقي إلى أن النصف الأول شهد توزيعات الأرباح والتي تمت خلال الأسابيع الماضية وكان لها دور في تعديل الأسعار بالخفض بالنسبة للشركات التي وزعت أرباحاً نقدية أو منحة، وذلك بالرغم من أن هذا العامل هو مؤقت، إلا أنه ضغط على الأسواق، بشكل آنيّ، وإن كان يشكل عاملاً إيجابياً على المدى الطويل لناحية أن توزيعات الأرباح كانت أفضل بكثير وقياسية عند بعض الشركات.

  • فرص جاذبة

بدوره قال المحلل المالي وائل محيسن: «ظهرت عمليات شراء انتقائية على أسهم معينة في النصف الأول من العام الجاري في الأسواق الإماراتية، نتيجة إما لعمليات رفع حصص أو عمليات استحواذ في هذه الشركات، وبعضها جاء نتيجة لإعادة هيكلة للديون مع تخفيض رأس المال، إلى جانب أسهم تحمل أخباراً إيجابية».

ورجح محيسن أن تستمر انتقائية الشراء في الأسهم خلال النصف الثاني من العام 2023، مع الفرصة المواتية لدخول سيولة جديدة مدفوعة بشهية الإدراجات الجديدة المتوقعة فيما تبقى من العام الجاري.

وبين محيسن أن السيولة ستواصل التنقل نحو أسهم معينة في النصف الثاني، فيما بات يوصف ب«السيولة الذكية» التي تستهدف شركات تحمل عوائد مجزية للمستثمرين على المدى الطويل، مشيراً إلى أهمية النظر إلى الاستثمار طويل الأمد في الأسهم، وعدم اكتفاء المستثمرين بتحقيق أرباح سريعة أو خاطفة، والتي بعضها مبني على أساس مضاربي.

وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الشركات في ظل الإدراجات الحديثة، باتت تشكل فرصاً استثمارية جاذبة بشرط أن تستغل من قبل المستثمرين بذكاء دون اللحاق فقط بركب الصعود من دون معرفة أساسيات هذه الشركات، وإن كانت ستحقق أرباحاً مجزية، وذلك لتجنب الوقوع في فخ الخسائر.

وتوقع محيسن استمرار زيادة عدد المستثمرين الأجانب، في ظل ارتفاع وتيرة الاستثمار الأجنبي وفقاً للأرقام والبيانات المالية للأسواق، رغم تذبذب حركة الأسواق في بعض شهور النصف الأول، وهو أمر طبيعي بسبب تقلبات الأسواق العالمية وتعديل أوزان الشركات في المؤشرات.

  • كيف كان أداء الأسهم خلال النصف الأول؟

أظهرت بيانات الأسواق تفاوتاً في أداء الأسهم خلال النصف الأول من العام الجاري في مختلف القطاعات.

وفي سوق أبوظبي تراجع «أبوظبي الأول» 20.23% و«أبوظبي التجاري» 9.89% و«ملتيبلاي» 31.9% و«العالمية القابضة» 3.9%، مقابل ارتفاع «أبوظبي الإسلامي» 16.79%.

وانخفض في قطاع الصناعة، «ألفا ظبي» 22.75%، وعلى صعيد العقار، ارتفع «رأس الخيمة العقارية» 30.59% و«الدار العقارية» 14.9%. وفي الاتصالات تراجع «إي آند» 2%.

وبخصوص أسهم الطاقة، ارتفع «أدنوك للحفر» 19.46%، مقابل نزول «أدنوك للتوزيع» 11.56%، و«دانة غاز» 6.52%.

وارتفع «أدنوك للغاز» الذي أدرج يوم 13 مارس/آذار الماضي، نحو 30% مقارنة مع سعر الطرح البالغ 2.37 درهم، على اعتبار أسهم سعر إغلاق آخر جلسة في الأسهم بنهاية النصف الأول كان عند مستوى 3.08 درهم.

وارتفع سهم «أدنوك للإمداد» الذي ادرج في السوق يوم 1 يونيو/ حزيران الماضي بنسبة 52.2% عند مستوى 3.06 درهم، مقارنة بسعر الطرح البالغ 2.01 درهم.

وفي سوق دبي ارتفع، «الإمارات دبي الوطني» 14.23% مقابل نزول «دبي الإسلامي» 4%، وعلى صعيد العقار، صعد «إعمار العقارية» 9.39% و«الاتحاد العقارية» 21.38% و«إعمار للتطوير» 31% و«ديار» 32.15% و«تيكوم» 8.89%.

وفي الصناعة، ارتفع «العربية للطيران» 12.56% و«دبي للاستثمار» 7.37% و«الخليج للملاحة» 717.13% (تخفيض رأس المال) و«سالك» 27%، وفي المرافق، زاد «ديوا» 12.93% و«إمباور» 26.76%.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34kepwdy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"