معايير غربية

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

نقرأ في البيان الختامي لقمّة حلف الأطلسي التي عُقدت مؤخراً، في العاصمة الليتوانية، (فلينيوس)، الذي يتضمن 90 بنداً، وفي أكثر من بند، الحديث عن القيم الغربية المشتركة، وحقوق الإنسان، والحريات، وميثاق الأمم المتحدة، والسلام الدولي، والاستقرار، بحيث نعتقد للوهلة الأولى، أن هذه الدول تلتزم بهذه القيم، وتعمل من أجل تكريسها في علاقاتها مع دول العالم. وفي قراءة لهذه المصطلحات، وكيف يتم تطبيقها على الأرض، هناك بون شاسع بين ما يقال، وبين الفعل.إذ إن العالم يدرك تماماً أن هذه القيم تخضع لمعايير مزدوجة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، والالتزام بالشرعية الدولية، خصوصاً ما يتعلق بمنطقتنا العربية، وتحديداً القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا التي تتعلق بأكثر من دولة عربية.

 في البند الأول من بنود البيان تأكيد على «الالتزام بالقيم المشتركة، والحريات، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والسلام والاستقرار العالميين». وفي البند الخامس ترى دول الحلف أن روسيا «تشكل تهديداً مباشراً للحلف وللسلام والاستقرار والسلام العالمي والتقدم». وفي البند السابع «روسيا تتحمل المسؤولية لانتهاكها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». وفي البند الثامن «على روسيا الوقف الفوري لحربها غير الشرعية على أوكرانيا». وفي البند التاسع «الترحيب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في أوكرانيا». وفي البند العاشر «تأييد حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وفقاً للبند 51 من ميثاق الأمم المتحدة». وفي البند 70 من البيان «تأكيد على الالتزام بالبيئة الإنسانية والسلام الدائم والأمن».

 في النظرة العامة لهذه المصطلحات من المؤكد أنها تشكّل قيماً عالمية وإنسانية مشتركة، من المفترض أن تكون خارطة طريق يهتدي بها العالم في علاقاته الدولية، من دون انحياز، أو ازدواجية في التطبيق، وصولاً إلى عالم خال من الحروب والصراعات، وانتهاء بسلام دائم يعمّ المعمورة خال من أسلحة الإبادة النووية والجرثومية، وغيرها من الأسلحة المتطورة. 

 لكن الواقع شيء آخر، مختلف تماما، فالدول الغربية إيّاها لا تلتزم بأيّ من هذه المعايير سالفة الذكر، إلا في ما يتعلق بمصالحها.

 فهل تطبق هذه الدول، الشرعية الدولية لحقوق الإنسان في ما يتعلق بالفلسطينيين مثلاً؟ وهل تطبق قرارات الشرعية الدولية بما يخص الحقوق الفلسطينية؟ وهل فعلت شيئاً إزاء انتهاكات إسرائيل المتواصلة للقانون الدولي، وهل فعلت شيئاً تجاه تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط؟ وكم من الحروب غير الشرعية التي خاضتها في مختلف أصقاع الأرض؟

 أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح بخصوص هذه الشعارات ومدى الالتزام بها، حول شرعية غزو أفغانستان والعراق، والاحتلال الأمريكي لجزء من الأراضي السورية، من دون أيّ مسوّغ شرعي، والإصرار على عدم الانسحاب، أسوة بدعوة روسيا للانسحاب غير المشروط من الأراضي الأوكرانية، أو إلزام إسرائيل مثلاً بالانسحاب من الأراضي العربية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. 

 هذه الشعارات الغربية هي للاستهلاك فقط، كلما دعت الضرورة..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ck9r5np

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"