عادي
بغداد تعلّق ترخيص «إريكسون».. ودعوات لمقاطعة عربية لستوكهولم

«إحراق السفارة».. يشعل أزمة بين العراق والسويد

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
2
3
1

بغداد:  «الخليج»، وكالات

 أُحرقت السفارة السويدية في بغداد فجر، أمس الخميس، خلال تظاهرة نظمها مناصرون لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، احتجاجاً على تجمع عقد في ستوكهولم أمام السفارة العراقية، استهدف مجدداً إحراق نسخة من القرآن الكريم، وبينما توالت الإدانات لإحراق السفارة السويدية، بما في ذلك تنديد قوي صدر عن واشنطن التي انتقدت ما سمته تقاعس القوات العراقية عن حماية السفارة، تطورت الأحداث على نحو سريع حيث قرر العراق طرد السفيرة السويدية من أراضيه، وسحب القائم بالأعمال العراقي من السويد، وفق بيان رسمي. 

وجاء في البيان الصادر عن رئاسة الوزراء العراقية، أنه «وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم». وأضاف البيان أنه وجه كذلك «بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد مغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي». وذكرت مصادر حكومية، أن الحكومة العراقية قررت تحشيد الدول الإسلامية والعربية ضد عمليات حرق القرآن. وذكرت المصادر أن «بغداد ستحث الدول العربية والإسلامية على اتخاذ إجراءات ضد عمليات حرق القرآن في السويد».

وصباح، أمس الخميس وبعد ساعات على بدء التظاهرة، فرّقت القوات الأمنية المحتجين وعاد الهدوء إلى المكان واستؤنفت حركة السير، لكن أغلق الطريق الضيق المؤدي إلى السفارة. وذكر مصدر في الدفاع المدني ومسؤول في وزارة الداخلية، أنه تمّت السيطرة على الحريق في السفارة. وتحدث المسؤول عن تسجيل أضرار في المبنى لم يتبين حجمها بعد. وفرّقت قوات مكافحة الشغب باستخدام خراطيم المياه والعصي الكهربائية المحتجين وأبعدتهم عن السفارة، كما ذكرت وسائل الإعلام في المكان، مشيرة إلى أن المتظاهرين ردّوا بدورهم برشق القوات الأمنية بالحجارة. وأكدت وزارة الخارجية السويدية من جهتها، أمس الخميس، أن موظفي السفارة السويدية في بغداد «في مكان آمن». واستدعت الوزارة في وقت لاحق القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم. وقال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، إنّ «ما حدث غير مقبول بتاتاً والحكومة تدين هذه الهجمات بأشدّ العبارات». وأضاف «على السلطات العراقية واجب واضح بحماية البعثات الدبلوماسية والموظفين بموجب اتفاقية فينا».

واعتبر الوزير السويدي أنّه «من الواضح أنّ السلطات العراقية أخفقت بشكل خطر في تحمّل مسؤولياتها» في حماية سفارة بلاده.

 ويأتي الهجوم على السفارة السويدية في بغداد بعد سماح الشرطة السويدية بتنظيم تجمع، أمس الخميس، حيث قال أحد منظمّي التجمّع، وهو سلوان موميكا العراقي اللاجئ في السويد، وهو نفسه الذي قام بإحراق نسخة من المصحف الشريف مؤخراً، على صفحته على موقع فيسبوك، إنه يعتزم حرق نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.

 ودانت وزارة الخارجية العراقية، بدورها، في بيان «بأشد العبارات» حرق سفارة مملكة السويد لدى بغداد، معتبرة أن «هذا الفعل يأتي في سياق الاعتداء على البعثات الدبلوماسية وتهديد أمنها». وذكر البيان أن «الحكومة العراقية أوعزت إلى الجهات الأمنية المختصة، بالتحقيق العاجل واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة بهدف كشف ملابسات الحادثة والتعرف إلى هوية مرتكبي هذا الفعل ومحاسبتهم وفق القانون». وفي ختام الاجتماع الأمني في بغداد، أعرب المجتمعون عن إدانتهم ل«حادث حرق السفارة»، وفق بيان رئاسة الوزراء، واعتبروه «خرقاً أمنياً واجب معالجته حالاً، ومحاسبة المقصّرين من المسؤولين عن الأمن».  وكانت شخصيات سياسية عراقية دانت تكرار الاعتداء على القرآن الكريم والتجرؤ على علم الدولة العراقية، وأكدت دعمها لقطع العلاقات مع السويد، فيما دانت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» الهجوم على السفارة السويدية.

 كما دانت واشنطن «بشدة» الهجوم على السفارة السويدية في بغداد التي أحرقت خلال تظاهرة، معتبرة أن تقاعس قوات الأمن العراقية عن حمايتها «غير مقبول». واستنكر الاتحاد الأوروبي بشدة في بيان الهجوم على السفارة السويدية، معرباً عن أمله في عودة العلاقات بين العراق والسويد إلى طبيعتها سريعاً.

 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر في بيان «من غير المقبول عدم تحرك قوات الأمن العراقية لمنع المتظاهرين من دخول حرم السفارة السويدية مرة ثانية وإلحاق الضرر بها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ub9fwcak

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"