عادي

بعد افتتاحها منشأة جديدة.. «تي إس أم سي» عازمة على البقاء في تايوان

19:40 مساء
قراءة 3 دقائق
أثناء إطلاق منشأة «تي إس أم سي» للبحث والتطوير في هسينشو ( أ ف ب)

أعلنت شركة تصنيع أشباه الموصلات العملاقة «تي إس أم سي»، أنها عازمة على «إبقاء جذورها في تايوان» لدى إطلاقها منشأة ضخمة في شمال الجزيرة، الجمعة، هدف إلى تطوير الشرائح الإلكترونية الدقيقة الأكثر تقدّماً في العالم.

وتسيطر «الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات» على أكثر من نصف إنتاج العالم من الشرائح الدقيقة، التي تعد بمثابة شريان حياة الاقتصاد العالمي الحديث، إذ تشغّل كل شيء من ماكينات القهوة والهواتف الذكية وصولاً إلى السيارات والصواريخ.

وعلى غرار منشأة البحث والتطوير الجديدة، يتركّز الجزء الأكبر من قاعدة التصنيع التابعة لشركة «تي إس أم سي» في مدينة سين شو، حيث تنتج المنشآت المتطوّرة شرائح سيليكون صغيرة للغاية، ازداد الطلب عليها بشكل كبير، خصوصاً في ظل ازدهار التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مؤخراً.

ولدى إطلاق منشأة البحث والتطوير الجمعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة «تي إس أم سي» مارك ليو: «إن المركز سيطوّر تكنولوجيا رائدة عالمياً في قطاع أشباه الموصلات على نحو أنشط من أجل استكشاف تكنولوجيا النانومتر و1.4 نانومتر وحتى أصغر».

وتعمل الشركة جاهدة على بدء الإنتاج بكميات كبيرة لشريحة 1.4 نانومتر (أي أصغر من جزء من ظفر الإصبع) لتتفوق على منافستها سامسونغ، ثاني أكبر منتج في العالم.

وتجاوزت خطوط إنتاجها حدود تايوان، بينما أعربت القوى الغربية عن مخاوفها حيال تركز الصناعة التي تعد مهمة للغاية في جزيرة تعتبر الصين أنها أرض تابعة لها، علماً أنها كثّفت الضغط السياسي والعسكري عليها خلال العام الماضي.

البقاء في تايوان

لكن الرئيس التنفيذي للشركة سي سي ويي، قال الجمعة: «إن تي إس أم سي تنوي إبقاء تايوان مركز مهارتها التكنولوجية».

وأفاد ويي خلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس وزراء تايوان ومؤسس «تي إس أم سي» موريس تشانغ: «نرغب في استغلال هذه الفرصة لنظهر للشعب التايواني عزم تي إس أم سي على إبقاء جذورها في تايوان».

وتابع: «سمعنا أصواتاً تعبّر عن قلقها حيال إن كانت تي إس أم سي تتطلع إلى الخارج وتوقف عمليات التطوير في تايوان. علينا أن نقول: لا».

وأضاف: «مع افتتاح مركز البحث والتطوير العالمي، نوجّه رسالة إلى الشعب التايواني مفادها بأن جذورنا ستبقى في تايوان».

وتأجل إطلاق معمل مخطط له في أريزونا في استثمار أجنبي يعد من بين الأكبر في الولايات المتحدة حتى عام 2025، نظراً لنقص العمالة الماهرة، في ما يعد ضربة لخطط البيت الأبيض لزيادة إنتاج الشرائح الإلكترونية في الولايات المتحدة.

وذكرت «تي إس أم سي» أنها «سترسل خبراء تقنيين تايوانيين للمساعدة على تدريب موظفي المعمل».

وتواجه الشركة مشاكل مشابهة فيما تبحث إمكانية افتتاح مصنع في درسدن، متحدثة عن ثغرات في المواهب في ألمانيا.

أهمية استراتيجية

ازداد التقدير العالمي ل«تي إس أم سي» خلال العام الماضي، جاء الجزء الأكبر منه بعدما كشفت الولايات المتحدة عن قيود واسعة تهدف إلى الحد من وصول بكين إلى الشرائح الإلكترونية المتطورة ومعدات تصنيعها والبرامج المستخدمة في تصميم أشباه الموصلات.

وردت بكين باتّخاذ خطوات مشابهة، ففرضت قيوداً على مبيعات الشرائح الإلكترونية من شركة «ميكرون» الأمريكية العملاقة، وأعلنت أن تصدير المعادن النادرة التي تعد أساسية لإنتاج أشباه الموصلات يتطلب رخصة.

وكانت تايوان التي تحظى بحكم ذاتي وتعتبر أهم مركز تصنيع في العالم لأشباه الموصلات، في قلب النزاع إذ تعتبرها الصين أرضاً تابعة لها وتعهّدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

لكن سلسلة الإمداد بأكملها، من تصميم الشريحة وصولاً إلى تصنيعها وعملية التجميع النهائية، التي تتم في البر الرئيسي الصيني واسعة النطاق ومعقّدة وتؤدي إلى اعتماد جميع الأطراف على بعضها بعضاً.

وقال رئيس الوزراء التايواني تشين شين-جين الذي حضر حفل «تي إس أم سي» مكان الرئيسة تساي إنغ-وين المصابة بكوفيد: «إن قطاع أشباه الموصلات يتطلب تعاوناً عالمياً وثيقاً، من التصاميم الأمريكية وصولاً إلى المعدات الأوروبية والمواد اليابانية والصناعة التايوانية والبحث والتطوير».

وأكد أن منشأة البحث والتطوير الجديدة التابعة للشركة تحمل أهمية استراتيجية بالغة.

وقال: «تسمح تنافسية تايوان الصناعية للعالم بملاحظة أن تايوان ليست جزيرة ديمقراطية صامدة فحسب، بل إنها أيضاً جزيرة تكنولوجيا مزدهرة». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5crc8he3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"