كثرت في الآونة الأخيرة، الجلطات القلبية، والأمراض التي قد تُودي بالإنسان على حين غفلة، ومعظمها لها مسببات وضغوط نفسية، وحين لا يأبه لها الفرد قد تؤدي إلى تلك العواقب الوخيمة. فلا تهمل نفسك وانتبه إلى الضغوط التي تعيشها، وحاول قدر الإمكان التخفيف عن نفسك وأرحها رأفة بك وبمحبّيك، وإياك أن تضخم الأمور أكبر من حجمها.
فالفرد منا حين تصيبه حالة ما أو وضع معيّن، أو موقف لا يشعر كيف يعاقب نفسه بردة فعله، إلا حين يرى نتيجة ذلك في جسمه، والأمراض التي تعتريه بعدها. لكنه لو أحسن تفاعله مع الضغوط التي يواجهها، فقد يسلم وينجح في مواجهة المواقف الأكبر منها حجماً وألماً، والانتباه هو نصف العلاج وبعدها تأتي مكملاته بالممارسات الصحية، كممارسة الرياضة والتمارين وخاصة تمارين التنفس، وكتابة كل ما يشعر به وتفريغ طاقته قدر ما يمكن بالكتابة. والمهم والأجدى تقوية علاقته بربه في تلك الأوقات الحرجة من عمر الإنسان، بذلك يستطيع التخفيف عن نفسه، فيمر بإذن الله أصعب ما يمكن أن يواجهه الفرد بنفسه.
وبتلك الممارسات ليس يمكنه أن يتخطى أصعب المواقف التي يمكن أن يواجهها فقط، بل يستطيع أن يحسن صحته النفسية والبدنية، ويعيش مرتاح الضمير والذهن، ولا يحمل نفسه ما لا تطيقه، فقد قال الله في محكم كتابه «لا يُكلّفُ اللهُ نَفْساً إلّا وسْعَها»، فلم تحمل نفسك أضعاف ما تستطيع حمله، بلا أي فائدة؟ فلن تجني إلّا الضرر لنفسك.. توكّل على ربّ العباد، واسترح وأغمض عينيك ونم قرير العين، هادئ البال ومرتاح الضمير.
وتذكر أن كل ما تواجهه سيمر حتماً ولن يبقى للدهر، وتيقّن أنه كله خير لك، مهما تكن صعوبة تقبله أو مروره عليك، فقد قال رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، ولَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلّا للْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ، وإِنْ أَصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكانَ خيْراً لَهُ»، وإن تيقّنت هذا الحديث فعلاً، فستمر عليك كل أصناف الاختبارات، وإن كانت صعبة، فقد قيل الصعب للصعب دائماً، ولا تمرّ عليك تلك المواقف إلّا وأنت على قدر تحملها، فاحفظ نفسك وحافظ على صحتك لنفسك أولاً، ولأحبابك وكل من حولك ولكل من يتمنّى لك الخير، وأحسن النية دائماً، وقوّ قلبك في مواجهة الأصعب.
